رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى الفقي: فرص بايدن وترامب متساوية

د. مصطفى الفقي
د. مصطفى الفقي

قال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن نتائج الانتخابات الأمريكية المزمع إقامتها في شهر نوفمبر المقبل، لها انعكاس علينا في المنطقة العربية ومصر على مستوى الشعوب والدول لأن الولايات المتحدة هي القوة العظمى في العالم، ولكن ليس معنى هذا أن العالم والحياة ستتوقف إذا فاز أي من المرشحين في الانتخابات.


وأضاف الفقي أن أمريكا هي القوة العظمى الأولى في العالم لقدراتها  الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية رغم محاولات بعض الدول للاقتراب من هذه القوة.


وأشار إلى أن الولايات المتحدة بدأت تظهر في العالم ونرى دورها عقب الحرب العالمية الأولى، فقد ساهمت في تأسيس عصبة الأمم ثم الأمم المتحدة والحروب الكبرى التي قامت كان الوجود الأمريكي طرفا أصيلا فيها.

 


وأوضح الفقي، أن فرص فوز ترامب وجو بايدن متساوية الآن، ولكننا نتمنى أن يكون ترامب هو الفائز في الانتخابات لأننا عرفناه وقد لا تكون العلاقات المصرية الأمريكية بنفس القوة في حالة فوز بايدن.. فشخص الرئيس في النظام الرئاسي يؤثر بشكل أو بآخر في طبيعة العلاقات بين الدول.

 


ورأى مدير مكتبة الإسكندرية، أن بيل كلينتون كان أفضل الرؤساء الأمريكيين في التعامل مع الملفات والقضايا العربية، وكذلك فترتي حكم إيزنهاور ونيكسون، مشيرا إلى أن الجمهوريين اقرب للعرب من الديموقراطيين، ورغم ان كليهما له سقطات تجاه العرب وهناك دعم يهودي ولكن تجربتنا تقول إن الجمهوريين أقرب إلى العرب.

 


وتابع الفقي: "لم يدعم رئيس أمريكي إسرائيل في القضية الفلسطينية مثلما فعل ترامب فهو الأكثر ضررا بالقضية الفلسطينية، ولكن العلاقات الدبلوماسية تختلف معه في تعامله مع الدول العربية".


وقال: إن شهر العسل في العلاقات المصرية الأمريكية هي فترة ما بعد حرب أكتوبر، وكنا نتفق على أن العلاقات بين البلدين على المستوى العربي والأفريقي يجب أن تكون جيدة، ولكن إذا أصبحت اسرائيل في المعادلة تكون العلاقات متوترة.

 


وتطرق الفقي إلى الدور الأمريكي الداعم لثورة 23 يوليو 1952 وهي التي منعت إنجلترا من التحرك في منطقة القناة، لافتا إلى أن أسوأ الفترات التي مرت في العلاقات بين مصر والولايات المتحدة هي فترة ريجان ومبارك بعد أزمة الشبان الفلسطينيين.

 

وأوضح الفقي أنه من الأفضل لمصر فوز ترامب لأن لديه كيمياء خاصة في العلاقات مع الرئيس السيسي، رغم شطحات ترامب في بعض الأحيان فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

 


وقال إنه في سنوات مبارك الأخيرة عرفت العلاقات المصرية الأمريكية فتورا شديدا، وكان الوضع متأزما إلى حد بعيد، وكانت العلاقات بين البلدين في بدايات حكم باراك أوباما جيدة قبل أن يطل علينا بمشروعه لتمكين الإسلام السياسي.

 


وأوضح أن البنتاجون يميل إلى علاقات جيدة مع مصر رغم أن مصر ليست دولة طيعة، وليس من السهل تحريك جيشها وهي قوة عسكرية مستقلة، وكان هناك تواصل بين وزارتي الدفاع في البلدين خلال فترة تولي الرئيس السيسي منصب وزير الدفاع، وهو ما أسس بقوة لعلاقات طيبة للغاية، وهم من نصحوا ترامب بالتعامل مع السيسي كرئيس صديق وليس عدوا.

 


وحول الموقف المصري في التعامل مع الولايات المتحدة في حالة فوز جو بايدن قال الفقي: إن السياسة لا تعرف العواطف، وإذا فاز بايدن علينا التعامل معه وقد بدأ يغازل بعض الشخصيات الحقوقية العربية ويدعوهم إلى مؤتمراته الانتخابية.

 

وأضاف أنه حالة فوز بايدن فإنه سينتهج السياسة الأمريكية الكلاسيكية على نفس نمط هيلاري كلينتون.


وأكد أهمية أن يكون لمصر قنوات اتصال مع كل الأطراف باعتبارها القوة الحصينة أمام الارهاب في المنطقة، وتسعى إلى صنع الاستقرار في محيطها الإقليمي.

 


وأوضح أن الأمريكيين يعلمون أن من يجلس على كرسي الحكم في مصر ليس كمثل الذي كان يجلس منذ عشر سنوات، فمصر الآن انفتحت على كل الدول، وكل القوى في العالم من خلال العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية خاصة من حيث مصادر التسليح، ولم يعد الصديق الأمريكي هو الأولى بالرعاية ولكن هذا ليس معناه معاداتهم.

الجريدة الرسمية