رئيس التحرير
عصام كامل

من خواطر الشيخ الشعراوى: الحق ثابت والباطل يتغير

الشيخ متولى الشعراوى
الشيخ متولى الشعراوى


فى خواطر فضيلة الإمام محمد متولى الشعراوى عن الحق الذى يجب أن ينظم حركة الحياة كتب تحت عنوان (الحق ثابت والباطل يتغير) قال فيه:
حين يحكم الإنسان بقضية الحق فأنت لا تأخذ إلا بالحق، ويجب على الغير ألا يعطيك إلا بالحق، وبذلك تخضع حركة الحياة كلها لقانون ينظم الحق الثابت الذى لا يتغير.

 


وحين تأكل بالباطل فلن تستطيع أنت شخصيا أن تعفى غيرك مما أبحته لنفسك، وما دمت تأكل بالباطل وغيرك يأكل بالباطل.. هنا يصير الناس جميعا نهبا للناس جميعا.


لكن حين يحكم الإنسان بقضية الحق فأنت لا تأخذ إلا بالحق ويجب على الغير ألا يعطيك إلا بالحق وبذلك تخضع حركة الحياة كلها لقانون ينظم الحق الثابت الذى لا يتغير لماذا؟ 

 

لأن الباطل قد يكون له علو، لكن ليس له استقرار، فالحق سبحانه وتعالى يقول: "أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل، فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الارض كذلك يضرب الله الأمثال" الرعد.. 


وساعة ترى المطر ينزل فى واد فيكنس كل القش والقاذورات وجرفها فطفت على سطح الماء ولها رغوة ، وهكذا فطفو الشيء وعلوه على السطح لا يعنى انه حق ، ولذلك ترى أن الباطل قد يطفو ويعلو لا انه لايدوم وينتهى سريعا.


إن الله يريد أن تكون حركة حياتنا نظيفة شريفة، حركة كريمة، فلا يدخل بطنك إلا ما عرقت من أجله، ويأخذ كل إنسان حقه وقبل أن يفكر الإنسان فى أن يأكل عليه أن يتحرك ليأكل، لا أن ينتظر ثمرة حركة الآخرين لماذا ؟ لأن الكسل يشيع الفوضى فى الحياة.

 

لماذا لا يستجيب الله أحيانا للدعاء ؟
إن الحق يريد للإنسان أن يتحرك ليشبع حاجته من طعام وشراب ومأوى وما إلى ذلك وبذلك تستمر دورة الحياة.
إن الحق تعالى يريد أن يضمن لنا شرف الحركة فى الحياة بمعنى أن تكون لك حركة فى كل شيء تنتفع به، لأن حركتك لن تقتصر نفعها عليك، لكنها سلسلة متدافعة من الحركات المختلفة.


وحين تشيع أنت شرف الحركة فالكل سيتحرك نحو هذا الشرف، لكن الباطل يتحقق بعكس ذلك، فأنت حين تأكل من حركة الآخرين تشيع الفوضى فى الكون.


الجريدة الرسمية