رئيس التحرير
عصام كامل

"مصر اليوم في عيد".. من داخل الجامع الأزهر.. كيف استقبل المصلون عودة صلاة الجمعة في المساجد بعد ٥ أشهر | فيديو وصور

فيتو

ما إن تطأ قدماك محيط منطقة الجامع الأزهر بحي الحسين في القاهرة، حتى تنتابك الحيرة بينما تجد جموعا من الأشخاص يتأبطون سجاجيد الصلاة ويرتدون الكمامات، يصطفون على طول السور الخارجي للمسجد، لماذا أتى كل هؤلاء إلى هنا دفعة واحدة، أعراق مختلفة بين إندونيسي وماليزي وعربي وبالطبع مصري، الجميع هنا في انتظار أن تدق الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا حتى يتسنى لهم الدخول إلى المسجد لأداء أول صلاة جمعة بعد توقف دام لخمسة أشهر.

اظهار ألبوم ليست




"إحنا النهاردة في عيد"، بهذه الكلمات بدأ إسلام الشاب الجامعي الذي أتى إلى ساحة الجامع الأزهر، أعرق المساجد المصرية وأكثرها قدسية لدى الكثير من المصريين، من منطقة إمبابة رفقة صديقيه للاحتفال بأول صلاة جمعة يسمح لهم بتأديتها في المسجد منذ مارس الماضي، حينما اتخذت الحكومة المصرية مجموعة من الإجراءات الاحترازية التي كان من شأنها الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد الذي بدأ في التفشي في مصر منذ بداية مارس، وكانت أهم هذه الإجراءات إغلاق المساجد أمام المصلين ومنع أداء صلاة الجمعة بها، للحد من انتقال العدوى.

 

"قررنا تكون أول صلاة لنا في الأزهر لأننا مبنحبش نصلي في المساجد اللي فيها أضرحة، والجامع الأزهر عزيز علينا وله مكانة خاصة، فكان طبيعي نيجي نحتفل بالمناسبة الجميلة دي هنا".


 

أحضر إسلام ورفيقاه الكمامات ولكل منهم سجادة الصلاة الخاصة به، وجاءوا منذ العاشرة صباحا إلى هنا، حيث تفصلهم دقائق قليلة عن العود المبارك.. "بقالنا شهور مش عارفين نصلي الجمعة كنا بنصليها ظهر في البيت وقبل كورونا كنا بنصليها في مسجد جنب بيتنا في إمبابة".


ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة إلى السبعينية أم خالد، التي جاءت من منطقة السيدة زينب إلى جامع الأزهر بعد أن نذرت أن تكون أول صلاة جمعة بعد انفراج الأزمة في الجامع الأزهر.. "كنت باصلي في ساحة مسجد السيدة وبعد كدة في البيت، أول مرة أزور الأزهر وحاسة إني في عيد والفرحة مش سايعاني".

ترتدي أم خالد جلبابا أبيضا وخمارا باللون ذاته، تمسك بيد زجاجة الكحول وبالأخرى تحمل سجادة الصلاة الخاصة بها.


في تمام الحادية عشرة والنصف، فُتحت البوابة الرئيسية للمسجد، ناحية الساحة الداخلية، بينما ينادي أحد الباعة على المصلين بضرورة شراء الكمامة القماشية وسجادة الصلاة قبل الدخول، دقائق قليلة وأرى الحياة في داخل المسجد مرة أخرى.. "بقالنا خمس شهور قافلين المسجد.. يادوب بنفتح للتنظيف وبنصلي إحنا بس الجمعة ونمشي".. تتحدث إيمان إحدى مشرفات النظافة في مُصلى السيدات بالأزهر.


على الأرض المكسية بالسجاد الأزرق ذي الحواف الذهبية، وبين كل متر وآخر تجد ملصقا يشير إلى مكان وقوف كل مصل ولا يجوز لأحد أن يتخطى هذا الملصق، هكذا تنادي إيمان بين الحين والآخر، "يا جماعة اللي مش هتلتزم بالمكان المخصص لها هنخرجها بره الصف فورا.. حافظوا على المسافات"، وعلى الفور التزمت كل سيدة بالمكان المحدد لها، ومن الخارج بدأ العشرات من المصلين في التوافد على المسجد، حتى إن الساحات الخارجية للمسجد تراص بها المصلون أيضا.

ركعتا تحية للمسجد، وانتظار لأذان ظهر أول جمعة منذ ظهور الجائحة، أياد رفعت تضرعا لله، أفواه من خلف الكمامات الطبية والقماشية تردد الدعوات أو الآيات القرآنية، وما هي إلا دقائق قليلة وبدأت خطبة الجمعة، عشر دقائق أو أقل وانتهت الخطبة، فجاء نداء من إمام المسجد، أن يلتزم الجميع بالتدابير الاحترازية وعدم التدافع على بوابات الخروج.

الجريدة الرسمية