رئيس التحرير
عصام كامل

اليوتيوبر شريف الصيرفي: أكثر من فضائية رفضت برنامجي بسبب "المحسوبية".. وأحقق مشاهدات أعلى من كبار الإعلاميين (حوار)

اليوتيوبر شريف الصيرفي
اليوتيوبر شريف الصيرفي

اتخذت من اليوتيوب منصة لعرض أفكاري وآرائي لأن العمل كمذيع يحتاج واسطة 

"شغلانتنا مش سهلة".. والحلقة التي تُعرض في نصف ساعة يتم إنتاجها في 5 ساعات

 

هناك الكثير من اليوتيوبر أدمنوا اللايك والشير
 
ما طبيعة عمل اليوتيوبر؟ وما نشاطه الشخصي؟ وكيف ينتج المحتوى الذي يقدمه لكي يحصل على أعلى المشاهدات من أجل الكسب السريع؟ وما هي صعوبات عمله؟ وما رده على الانتقادات التي توجه لهم؟!.. تساؤلات كثيرة تدور في الأذهان، للتعرف على طبيعة عمل اليوتيوبر، وللإجابة على تلك التساؤلات أجرت "فيتو" حوار مع اليوتيوبر "شريف الصيرفي".

*من أين جاءت لك فكرة العمل كـ"يوتيوبر"؟


أحب العمل في مهنة الإعلام.. وبالفعل التحقت ببعض الجرائد وحققت الكثير من النجاحات، ولكني اكتشفت أن العمل في مجال الإذاعة والتليفزيون يحتاج لوساطة لكي أصل لمرتبة المذيع، أخذت الموضوع كتحدٍ، وقررت خلق قوى عظمى لنفسي ولا يتحكم في عملي مدير أو رئيس قسم، وأقدم إعلامًا جديدًا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أنافس فيه مذيعين بالملايين، وأتخذ من اليوتيوب منصة لعرض أفكاري وآرائي التي تشهد رواجًا كبيرًا على كافة مواقع التواصل الاجتماعي.

*ما طبيعة المحتوى الذي تقدمه؟


أقدم محتوى سياسيًّا اجتماعيًّا من خلال فيديوهات أقدم فيها تحليلًا شاملًا لمعظم القضايا المطروحة على الساحة، وبعيد نهائيًا عن الفيديوهات الترفيهية أو اللايت، وساعدني في ذلك أنني أعمل في السياسة منذ أن كان عمري 17 عامًا، وعندما عرضت فكرة برنامجي على أكثر من قناة تم رفضها بسبب المحسوبية، ورغم أنني أقدم نفسي بنفسي للجمهور دون الاعتماد على قناة تليفزيونية تتبناني وتروج لبرنامجي فقد نجحت في تحقيق أكبر وأعلى مشاهدات مقارنة بكبار الإعلاميين، وأكبر مثال.. الحلقة التي قدمتُها عن سد النهضة، وانتقدت فيها الحكومة وأحدثت ضجة كبيرة، وخرج الرئيس في اليوم التالي وأدلى في مؤتمر بتصريحات تخص السد وكأنه يرد على البرنامج الخاص بي.

*حدثنا عن نسبة المشاهدة لأعمالك؟ وكيف يتم حساب المكاسب المادية؟


نجحت في كسب ثقة ومكانة كبيرة عند الجمهور، حيث تخطى عدد المتابعين لصفحتي على فيس بوك أكثر من مليون شخص، ووصل عدد المتابعين لقناتي على اليوتيوب أكثر من نصف مليون متابع، وقد وصل عدد المشاهدين للكثير من فيديوهاتي على موقع التواصل الاجتماعي أكثر من 5 ملايين مشاهد، فضلًا عن أنني سجلت أكثر من مرة ترند على تويتر، ولا أريد التحدث عن طبيعة المكاسب المادية التي أحصل عليها من عملي، لأنني يوتيوبر سياسي وليس ترفيهي، كما أنه لا توجد طريقة معينة لحساب المكاسب بناء على المشاهدات، والشخص الوحيد الذي يعرف طريقة حسابها هو مهندس الإلكترونيات أو مدير IT.

*هل تستعين بفريق في تصوير ومونتاج الفيديوهات؟


لا.. كل ما يتعلق بفيديوهاتي أصممه بنفسي.. أصور في مكتبي وأقوم بتحرير الفيديوهات وإعدادها، بعدما حصلت على كل الدورات التدريبية لإنتاج ومونتاج الفيديوهات، ومدة الحلقة لا تكون طويلة على الإطلاق حتى تتناسب مع جمهور اليوتيوب الذي لا يحب التطويل.

*ما الصعوبات التي تواجهك في إنتاج فيديوهاتك؟


"شغلانتنا مش سهلة".. في كثير من الأحيان أكون في حاجة لإنتاج الفيديوهات في أقصر وقت ممكن؛ لأن القضية التي سأتناولها متعلقة بأمر طارئ مطروح على الساحة، ولابد من الرد عليها في هذا التوقيت، فاضطر للعمل ليلًا ونهارًا على الحلقة، وخاصة أننى أعتمد على نفسي في كل شيء، ولا يوجد مساعد لديَّ، وخاصة أن الحلقة التي تُعرض في نصف ساعة يتم إنتاجها في نحو 5 ساعات.

*يواجه اليوتيوبر الكثير من الانتقادات بأنه يقدم محتوى غير هادف لمجرد الحصول على اللايكات والشير، ما ردك على ذلك؟


بالفعل هناك الكثير من اليوتيوبر يبحث عن الكسب السريع بالحصول على اللايك والشير، ويصل معه الأمر إلى "إدمان اللايك والشير"، ويصبح الهدف الوحيد له الحصول عليه، هذا الإدمان يدفعه في كثير من المواطن إلى تصوير أي شيء للحصول على تفاعل، كما حدث مع أحد الأشخاص الذي صور زوجته في غرفتها ونشر الفيديو على اليوتيوب.

*انتشرت في الفترة الأخيرة الكثير من الأقاويل بأن اليوتيوبر معرض للحقد والحسد من الشباب بسبب تحقيقه للكسب السريع بأقل مجهود وخاصة بعد وفاة مصطفى حفناوي؟


لا أعتقد أن هناك حقدا وحسدا من الشباب على اليوتيوبر، ويؤكد صحة كلامي التعاطف الشديد مع مصطفى حفناوي، ورغم أنه توفي وفاة طبيعية غير مأساوية فقد خيم الحزن الشديد على المواطنين بسبب رحيله.. السوشيال ميديا الفترة الأخيرة كشفت مدى تعلق المواطنين باليوتيوبر، وليس بينهم وبينه أي حقد أو كراهية.

*كل الشباب يريد العمل كيوتيوبر لاعتقادهم أنها وسيلة الكسب السريع، من وجهة نظرك ما المقومات التي يجب توافرها في اليوتيوبر؟


بالفعل شريحة كبيرة من الشباب مرتبطة بالسوشيال ميديا ويفكرون جديا في ترك مهنهم التي يعملون بها.. منهم الأطباء والمهندسون والصحفيون ليتفرغوا لمهنة اليوتيوبر، معتقدين أنهم إذا تعايشوا مع تلك المهنة سوف يكسبون ملايين الجنيهات وسيصبحون مليونيرات في غضون شهور قليلة، ضاربين الأمثال بشاكوش وعمر كمال وحمو بيكا، وغيرهم من مطربي المهرجانات.

 

ولكن التجارب لا تقاس بتلك الطريقة، بالفعل سينجح الكثير منهم في تحقيق مشاهدات وخاصة أن المواضيع الخارجة أو غير الأخلاقية تحقق مشاهدات عالية، ولكن هذا النجاح سيكون لحظيا سرعان ما يتحول إلى انتكاسات وإخفاقات، لأنهم يجهلون فكرة "فرص النجاح" ونظرية الأفكار المستحدثة، وعليهم التخطيط للعمل والسعي بكل ما يملكون من قوة نحو أفكار جديدة وإبداعية ليجدوا مكانا في هذا العالم المتغير، دون أن يكون محور اهتمامهم الوحيد المكسب السريع، فالتخطيط يجب أن يسبق النجاح لا العكس، وسبب نجاحي في هذا المجال أنني وضعت خطوطا حمراء لفيديوهاتي.

*هل لديك خطوط حمراء وضعتها لبرنامجك؟


بالطبع.. وهي عدم السخرية من أي شخص أو التنمر عليه، ورغم أن كثيرا من البرامج تحب هذا الاتجاه من أجل نسب المشاهدة العالية، إلا أنني أرفض هذا الأسلوب وأرفض التقليل من شأن أي إنسان ببرنامجي، رغم أن بعض حلقات البرنامج تقوم على الانتقاد ولكن ليس السخرية والتنمر.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"


الجريدة الرسمية