رئيس التحرير
عصام كامل

علماء المصريات يدحضون بالحجة تحرك تمثال فرعوني بمتحف "مانشستر" البريطاني... رئيس الإدارة المركزية للمخازن المتحفية: حركة التمثال نتيجة أسباب خارجية.. "ريحان": لعنة الفراعنة انطلقت منذ عام 1922

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أثار الخبر الذي ذكرته بعض الصحف البريطانية اليوم "الأحد"، بشأن تحرك تمثال فرعوني داخل متحف "مانشستر" بمقدار 180 درجة، انتباه ودهشة جميع من طالعه على المواقع الإلكترونية وطرح تساؤلا بشأن ما يوصف بلعنة الفراعنة و"هل هي السبب في تحرك هذا التمثال؟".
 

وتم استطلاع آراء عدد من الخبراء والمتخصصين في هذا المجال والذين أكدوا عدم وجود ما يسمى "لعنة الفراعنة" أو وجود سر وراء تحرك هذا التمثال "25 سم" وتم تقديمه قربانا للاله أوزوريس" إله الموتى عند المصريين القدماء"، حيث كان المصريون القدماء يضعونه كحارس للمومياء إذا ما حدث بها إتلاف أو تدمير فإنه يكون بديلًا لسفينة الروح التي تحميها. 

فمن جانبه، أعرب الدكتور أحمد سعيد، أستاذ الحضارة المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة، عن اعتقاده بأن هذا الخبر نوع من الدعاية الصادرة عن المسئولين بالمتحف لكسب زائرين ودخل مادى أكثر، خاصة أنه موضوع داخل المتحف منذ 80 عاما، نافيا وجود ما يسمى لعنة الفراعنة.
 
وأكد أن هناك ما يسمى "إيجيبتو فوبيا"، ولع الحضارة المصرية منتشر بين شعوب العالم خاصة الغربين، ولذلك فإن أي افتراءات أو أكاذيب متعلقة بالحضارة المصرية القديمة تجد لها صدى عند تلك الشعوب، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي تفسير علمى أثرى لتحرك هذا التمثال.
 
وبدوره، أرجع الدكتور ناجى نجيب ميخائيل رئيس الإدارة المركزية للمخازن المتحفية والحاصل على دكتوراه في الآثار المصرية القديمة، ظاهرة تحرك التمثال إلى وجود أسباب خارجية تؤدى إلى احداث تلك الحركة، خاصة أن حجم التمثال صغير " 25 سم " ومنها لو أن التمثال به معدن يمكن تحريكه بمغناطيس مما يؤثر في وضعية التمثال، لافتا إلى أنه من الوارد أيضا أن يكون المكان الموجود به التمثال به اهتزازات فمن الممكن أن تؤثر في التمثال والأشياء المجاورة له إذا كانت صغيرة الحجم.
 
فيما أنكر الخبير الأثرى الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء، ما يسمى لعنة الفراعنة تماما، مؤكدا أن هذه الأفكار نشأت منذ عام 1922 حين تم اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون أول ملك مصرى قديم يدعو للتوحيد واكتشفها الأثرى البريطانى هاوارد كارتر عام 1922 ومول الاكتشاف اللورد كارنارفون وكان أول شخص يدخل المقبرة وتوفى بعد ذلك بمدة قصيرة متأثرا بلدغة بعوضة وربطت الصحف آنذاك بين الاكتشاف وموت كارنارفون وبدأت مقولة "لعنة الفراعنة".
 
وقال ريحان إن فتح مكان مغلق تماما بعد عام أو 10 أعوام يؤدى لانتشار جراثيم وبكتيريا ربما تؤدى لاختناق أول من يفتح المكان فما بالنا بمقبرة منذ آلاف السنين وكان المصريون القدماء يضعون في مقابرهم كل ما يحتاجه المتوفى في العالم الآخر وكأنه يعيش على الأرض من طعام وشراب ومواد عضوية مختلفة، مما كان يستعمله وبتحلل كل هذه المواد داخل مكان مغلق يؤدى لوفاة كل من يتعامل مع المقبرة دون احتياطات وتهوية تامة لها قبل الدخول إليها.
 
وأشار إلى أن العلماء فسروا لعنة الفراعنة بأن الأشخاص الذين يعملون في كشف المقابر المصرية القديمة يتعرضون لجرعة مكثفة من غاز الرادون وهو أحد الغازات المشعة، والرادون هو عنصر غازي مشع موجود في الطبيعة وهو غاز عديم اللون، شديد السمية، وإذا تكثف فإنه يتحول إلى سائل شفاف ثم إلى مادة صلبة معتمة ومتلألئة وهو ناتج تحلل عنصر اليوارنيوم المشع الذي يوجد أيضًا في الأرض بصورة طبيعية ومازالت الأمور تخضع لدراسات مستفيضة. 

وأيد الدكتور مسلم شلتوت، أستاذ بحوث الشمس والفضاء ونائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك في الرأى الدكتور ريحان، حيث أكد عدم إيمانه بوجود ما يطلق عليه بلعنة الفراعنة، خاصة أنه أمضى 26 عاما من عمله في البحث داخل المقابر الفرعونية والعمل بصفة مستمرة في الآثار دون أن تصيبه تلك اللعنة.
 
وأشار إلى أن الأكثر تصديقا للعقل في تحرك هذا التمثال هو أن تكون حركته متأثرة بــ3 عوامل رئيسية هي صغر حجم التمثال وكثرة عدد الزائرين للمتحف والحركة الاهتزازية التي تتعرض لها أرضية المتحف نتيجة لكثرة الزائرين وما يترتب عليها بالطبع انتقال تلك الاهتزازات إلى الحوامل وفاترينة العرض الموجودة به.
الجريدة الرسمية