رئيس التحرير
عصام كامل

ثورة سينمائية ضد دبلجة الأفلام الأجنبية فى مصر عام 1939

أحمد كامل مرسى
أحمد كامل مرسى

ثورة عارمة قام بها السينمائيون ضد الدوبلاج فى أغسطس عام 1939 فى نقابة السينمائيين قادها المخرج أحمد بدرخان بتأييد الفنان أحمد سالم مدير ستوديو مصر والباعث إلى فكرة الدوبلاج من الأساس وأيدها أيضا أنور وجدى.


وكان المخرج نيازى مصطفى قد اقترح على أحمد سالم إسناد مهمة القيام بدبلجة أول فيلم أجنبى يعرض فى مصر باللغة المصرية إلى المخرج أحمد كامل مرسى ــ رحل فى أغسطس 1986 ــ وهو فيلم (مستر ديدز يذهب إلى المدينة ) إخراج فرانك كابرا وبطولة جارى كوبر وجين آرثر.

 


كانت التجربة الأولى من نوعها فى مصر وجديدة على السينما العربية، وقام أحمد كامل مرسى بمساعدة جمال مدكور بعمل دبلجة للفيلم.

 

وقال مرسى فى مجلة الفنون عام 1980 تعليقا على ذلك:

 

وجدنا صعوبة فى اختيار الأصوات المناسبة للشخصيات الموجودة فى الأصل الأمريكى خاصة وأن بطل الفيلم جارى كوبر معروف تماما للجمهور المصرى صوتا وصورة، وفاز باللياقة المطلوبة محمود المليجى وقامت أمينة نور الدين بتسجيل صوت جين آرثر، وظهر الفيلم عام 1938 بعنوان (جارى كوبر فى نيويورك) ونجح نجاحا منقطع النظير.


تبعه دبلجة فيلم (الأميرة الصغيرة والأقزام السبعة ) وكان من المفترض أن يستمر استديو مصر فى تجربته الناجحة لكنه لم يفعل، وتنبه إلى هذا النجاح وتلقف الكرة من استديو مصر ابتكمان الصغير ابن الكسندر ابتكمان صاحب سينما تريومف ـ التي صارت فيما بعد سينما ستديو مصر ــ وأقبل على دبلجة عدة أفلام فرنسية وألمانية وأمريكية وعهد إلى كامل مرسى بمهمة الدبلجة، وفى عام 1939 قامت ثورة السينمائيين ضد الدبلجة واستنجدوا بالحكومة لوقف خطر الدبلجة الداهم التى قيل انها تهدد السينمائيين فى أرزاقهم.


وأفسحت الصحف والمجلات صفحاتها لنشر آراء المؤيدين والمعارضين وتوالت الاحتجاجات فاضطرت الحكومة إلى إصدار قرار بلا تجرى عملية الدوبلاج إلا لثلاثة أفلام فقط كل عام.

 

صناعة السينما: مليار جنيه إيرادات القطاع العام الماضي


وطالب المخرج أحمد كامل مرسى من الحكومة إعادة النظر فى قرارها من أجل بناء الإنسان المصرى بتقديم كل ما يفيد ويثرى روحه ومشاعره على أن يتم الاختيار من روائع السينما العالمية بطريقة تتفق مع طبيعتنا وأخلاقنا ناطقة باللغة التى يفهمها الجماهير.

 

وأكد أن الأفلام المدبلجة لا يمكن أن تؤثر على أفلامنا المحلية لأن الجمهور يعشق نجومه وفنانيه ولا يمكنه الانصراف عن الأفلام المحلية إلا إذا كانت تافهة وضعيفة فنا وموضوعا.

الجريدة الرسمية