رئيس التحرير
عصام كامل

تمرّدوا يرحمكم الله


الشخص الذي اعتاد طوال حياته على الطاعة، في البداية تجده يقدم طاعته الكاملة للأشخاص.. وفي النهاية تجده مرغما يقدمها للأمر الواقع.

فلا بد للإنسان أن يتمرّد ضد فساد ونفاق عصره ومجتمعه، ضد الرضاء عن النفس، ضد الاستسلام إلى الواقع، ضد مبدأ "إنقاذ ما يمكن إنقاذه" الذي يتحول دائما بدلالة التاريخ إلى "التفريط بما يمكن التفريط به".


إننى أجد مصر منشقة بين فئتين، فئة تقدس الطاعة للأمر الواقع، وفئة تتمرّد على الأمر الواقع، الأولى تجد أمامها واقعا لابد من الاستسلام له، والثانية ترى أن تغيير هذا الواقع يبدأ من التمرد عليه.

الأولى تؤمن بأن الإنسان ومن ثَمَّ المجتمع لا يساويان أكثر من القيمة المعلنة في السوق، والثانية تؤمن بأن الإنسان ومن ثَمَّ المجتمع تبدأ القيمة أولا من إرادته، روحه، إيمانه بمجتمعه، بعدالة قضيته، وتمسكه بمبدئه. وأوقن بأن النهاية ستكون بانتصار المبدأ على الواقع، فمن الواقع يبدأ التمرّد ومن التمرّد يبدأ التغيير.

إن التمرّد بطبيعته احتجاج وتأكيد في وقت واحد، إنه احتجاج على فساد وظلم وقهر وجهل وتعصب وانعدام الكفاءة، وبهذه الصفات فإن الاحتجاج ليس حقا فقط ولكنه واجب علينا.
ومن ناحية أخرى فإن التمرّد هو تأكيد أيضا، إنه تأكيد بأننا ما زلنا مؤمنين بإمكانية خلق مجتمع أفضل يسوده العلم والحرية.

إنني وبعد تفكير عميق أدعم أصدقائي في حملة تمرد، وأرى أن التمرد في مصرنا أقصى درجات الإيمان.

وللأسف تجد دائما أعداء النجاح، وهم الآن ينشرون أقراصا سياسية لمنع الحمل، أقراصا ضد التمرد والمتمردين، ضد الحمل بأفكار جديدة وتحديات جديدة وواقع أفضل.

تمرّدوا حتى يرحمنا الله من الجهل والفساد والظلم والقهر، تمرّدوا حتى تعود مصر إلى سابق عهدها، تمرّدوا حتى يحكم مصر من تستحق مصر أن يحكمها، تمردوا بسلمية وبديمقراطية.

حركة "تمّرد" إما أن تكون نهاية لـ 25 يناير أو بداية ثورة جديدة.

أتمنى ألا تكون هذه بداية النهاية للتمرّد وأن نكمل تمرّدنا على أنفسنا، فمن يصبح حرا مرة واحدة يظل حرا طول العمر.
الجريدة الرسمية