رئيس التحرير
عصام كامل

طبيب الفقراء بالإسماعيلية لا يتقاضى أجرا من الغلابة

الدكتور عصام فريد
الدكتور عصام فريد تدروس

 
في تلك البناية العتيقة التي لم يغيرها الزمان بسُلمها المتهالك، وبين العشرات من المرضى الجالسين ينتظرون الدور على درجات السلم ، وصولا إلى هذا الباب باب عيادة الدكتور عصام فريد تادروس صاحب الكسوة البيضاء طبيب الأنف والأذن والحنجرة . 

طالب العشرات من أهالي مدينة القصاصين التابعة لمحافظة الإسماعيلية ، بتكريم الدكتور عصام فريد تادروس طبيب الأنف والأذن والحنجرة وذلك نظرا لتقديمه خدمات جليلة للأهالي بمقابل أجر رمزي وقدره « 10 »  وإعادة الكشف بـ «3» جنيهات، بل وأحيانا دون مقابل فلا يتقاضى أي أجر من المحتاجين ويقدم إليهم الكشف المجاني كما يقدم لهم العلاج.   

ويحضر الدكتور عصام صاحب الـ79 عاما ، يوميا من مدينة الزقازيق إلى الإسماعيلية عبر القطار ، ليقضي يومه الذي يبدأ منذ الساعة 7 صباحا في عيادته بين الكشوفات والعمليات الجراحية بصحبة مساعديه. 

وتخرج الدكتور عصام تادروس من كلية الطب بجامعة عين شمس عام 1962م ، ويعمل بتلك العيادة المتواضعة منذ أكثر من 40 عاما ، وكان أول اجر يحصل عليه للكشف الواحد جنيه و عشرة قروش ، ثم خمسة جنيهات ، ثم 10 جنيهات ، فيحصل على 7 جنيهات من الكشف ، و3 جنيهات تذهب للمساعدين الذين يرضون بذلك المقابل الزهيد .  

ويقصد عيادة الدكتور "عصام " العشرات من المرضى يوميا من شتى المناطق بمحافظة الإسماعيلية ، بل يأتي إليه البعض من المحافظات المجاورة وذلك لبراعته في تحديد المرض والعلاج الغير مكلف.  

وذكرت الدكتورة ماجدة الفونس زوجة الدكتور عصام أنه  تعرض منذ عدة سنوات لحادث سرقة بالإكراه أثناء عودته من العمل ، حين أقدم عدد من المجرمين علي مهاجمته وسددوا له ضربه بالرأس نتج عنها جلطة بالمخ أفقدته الحركة لعدة شهور لدرجة أن الأطباء استبعدوا شفائه ولكن بمرور الوقت تماثل للشفاء بدعوات الفقراء الذين كانوا يحضرون يوميا إلى العيادة بحثا عنه . 

ولا يتمنى الدكتور عصام تدروس غير الصحة والستر فلا يملك سيارة ويعيش في بيت غاية في التواضع ، ولا تفرقة لديه بين مسلم أو قبطي فالكل عنده سواء. 

 



 

الجريدة الرسمية