رئيس التحرير
عصام كامل

الخلاصة: إثيوبيا خصم يستحق العقاب

هل انتهت المخاطر الوشيكة ونذر الحرب على سيرت في ليبيا؟ هل إثيوبيا جادة في التوصل إلى إتفاق؟


لا نذر الحرب انتهت، ولا إثيوبيا جادة في التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم شامل مع مصر والسودان. الذي يتحرك في ليبيا هو الذي يحرك إثيوبيا. الحشد التركي مستمر متدفق. غربي سيرت، رغم إعلان انقرة المستمر إنها تريد الحل السياسي في ليبيا وشكلت لجنة مع موسكو لإرساء حل سياسي وفق نتائج مؤتمر برلين. الكلام شئ والفعل شئ آخر.


نفس التكتيك السمج المفضوح تنتهجه الدولة الإثيوبية في التعامل مع القاهرة. تتكلم وتتفق وتتنصل وتبرر وتعاود التبرير ثم تنفذ ما تشاء وبصفاقة غير مسبوقة. والحقيقة إن الرأى العام المصرى فاض به، وتستعر لدى المائة مليون مصرى مشاعر الغضب الجارف، وهذه الموجات من الغضب لن يكون بوسع القرار السياسي احتواءها لأنه ببساطة جزء من هذه المشاعر، لكنه يعمل بعقل وانضباط بحثا عن السلام.

...ويدخل ترامب في المشهد الاثيوبي التركي!
عند الضرورة، ومع الخطر المحدق، لن يكون هناك إلا اللغة الوحيدة المتبقية التى يفهمها هؤلاء، الاتصال الذي أجراه رئيس جنوب افريقيا مع الرئيس السيسي أمس، وما سبقته من اتصالات ووعود ومفاوضات، لم يعد الشعب المصرى يرتجي منها خيرا، بل، وبصراحة، فإننا نشم رائحة تقاعس، ولن نقول غيرها، من جانب الإتحاد الافريقي في مواجهة الحكومة المراوغة في الحبشة.


كيف ينهى الرؤساء الثلاثة بحضور رؤساء أفارقة ورعاية جنوب افريقيا مؤتمرا إتفقوا فيه علي التفاوض وصولا لإتفاق قانوني ملزم، وبعدها بيومين تخرج اثيوبيا تعلن إنها تسعى لإتفاق استرشادى. أي غير ملزم. أي بمزاجها. أي النيل حبشي. أي تعطيش ١٥٠ مليون مصرى وسوداني. 

 

أخيرا صرخت السودان. أمس صرخت . وبدأت تشعر بوطأة الملء الأول بحجم ٤,٩مليار متر مكعب. من غير المعقول أن نتصور غياب منهج التسويف وشراء الوقت والإهانة المتواصلة، عن صانع القرار في القاهرة، ومن غير المتصور أن مصر ليس لديها بدائل . ولنعلنها صريحة: اثيوبيا تناصبنا العداء .

على الحبشة أن تحذر الغضب المصرى العارم!
خصم تطارده عقد تاريخية، موهوم ببيع الماء لمصر والسودان، كأنه بترول وغاز طبيعي. لن يكون النيل فرات العراق.. جففته سدود تركيا! نموت أحسن قبل أن يلحق العار بهذا الجيل .


القانون الدولي مع الحقوق المصرية السودانية. والاتحاد الافريقي الذي ركز علي أن القضية إفريقية هو اتحاد عاجز عن أداء مهمته كما يجب وفق مواثيقه، لأنه لم يحاسب رئيس وزراء اثيوبيا على تملصه مما إلتزم به أمام رئيس مصر ورئيس وزراء السودان ورئيس كينيا ورئيس الاتحاد نفسه، رئيس جمهورية جنوب افريقيا.


لا توجد دولة محترمة في العالم تتفق في الصباح، وتتنصل من الاتفاق في المساء.علي مدى تسع سنوات.. يمكن بناء نموذج كامل للمراوغة والتسويف والهجوم الاعلامي الاستفزازي رسمي وغير رسمى .

زفة بلدي: الحرب غداً.. الحرب غداً !
وننتظر كما نوهنا كثيرا أن تتبنى الخارجية المصرية لغة وسلوكا يليق بالسلوك الاثيوبي !


وننتظر أيضا الآ يقبل الرئيس مفاوضة حاكم لا يحافظ على كلمته رغم الشهود الدوليين، وحتى يبرهن إنه رجل شريف النية وبحجم كلمته. لابد من العقاب.. يبدأ بإحالة الملف ثانية إلى مجلس الأمن..


الجريدة الرسمية