رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية عودة الجيش لثكناته في ١٩٥٢ !

بعيدا عن كونها نكتة.. حين نتخيل أن الضباط الأحرار بيهزروا.. عملوا ثورة من أجل تغيير مجمل الأوضاع الموجودة.. فينجحوا في أصعب خطوة وهي ليلة الثورة ذاتها ويتهاوى النظام في ساعات ويبقى الملك مذعورا في قصره بالإسكندرية ويحاول مقاومة الثورة..

 

وينصحه رئيس الديوان سليمان حافظ ووزير الداخلية أحمد مرتضى المراغي بألا يفعل (كذبوا وزيفوا وثيقه تقول إنه لا يقبل أن تراق الدماء من أجله ) ثم يستجيب رجال العهد الملكي لكل مطالب الضباط الأحرار، ويبدأ الضباط خطوات تغييير المجتمع كله من إلغاء الطبقات وإقرار مبدأ تكافؤ الفرص الذي يمنح الطبقات الفقيرة أن تشعر بحقها في الصعود الاجتماعي..

كف على "قفا" الإخوان! 

فيتعلم أولادهم ويحلمون بأن يكونوا ضباط جيش وشرطة وقضاة وأطباء وأساتذة جامعة ولا يكون ذلك مقصورا على طبقة بعينها مع إعادة توزيع ثروة البلاد ووضع المعدمين على سطح الحياة!

 

قوم إيه بقى.. تظهر فكرة عودة الجيش لثكناته!! فماذا سيحدث؟ قالوا تجري انتخابات برلمانية! تمام.. وإذا أجريت.. من محتمل سيفوز بها؟ قالوا : طبعا من يمتلكون النفوذ والأموال! تمام.. اللي هما مين يعني؟ قالوا : الإقطاعيين والرأسماليين ! طيب يبقي كنا عملنا ثورة ليه؟!

حكاية تفتيت الأرض الزراعية.. والإخوان!
للأسف أشياء كثيرة نرددها بلا وعي.. العقول توقفت عن ممارسة فعلها الحقيقي الذي خلقت من أجله.. الطبقات التي عانت عشرات السنين من الحرمان من كل شيء حتي من حذاء يحمي أقدامها التي تشققت من قسوة الحياة والآن نقف أمام ضباط بالجيش العظيم مثقفون وأحلامهم إن الـ 99 % من الشعب يعيشون حياة أدمية..

 

وهذا لن يتم برضا الإقطاع والرأسمالية وبالتالي لن يتم بالديمقراطية الغربية.. ولن يتم بالقوانين إذا شرعها في البرلمان الإقطاعيون أيضا.. هم وحدهم من يستطيعون أيضا تأسيس أحزاب أو تملك صحف.. وبالتالي فكرة العودة للثكنات فكرة ساذجة إلى حد العبط!

 النخبة الملعونة!

ولا نعرف كيف يرددها مثقفون متعلمون؟ والأسوأ لا نعرف كيف يرددها من استفادوا من التغيير الاجتماعي الذي جرى.. والذي إذا لم يتم ما كانوا سيقرأون سطورنا هذه!


الأكثر عمقا في السؤال: ومالهم أبناء الجيش العظيم لو حكموا ؟! ما الذي يمنع؟! الإجابة سبب الترويج الدائم لهذا الكلام لأنهم لا يقصدون الماضي أكثر من استهدافهم للحاضر !!


الجريدة الرسمية