رئيس التحرير
عصام كامل

توماس فريدمان: ثلاثة سيناريوهات أمريكية للأزمة السورية.. الحكم العمودي لم ينته في دول الربيع العربي..تسليح المعارضة لاصطياد "حزب الله وإيران..التجربة الليبية تؤكد خطورة التدخل العسكري في سوريا

توماس فريدمان الكاتب
توماس فريدمان الكاتب الأمريكى

تناول الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، في مقال له في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ، اليوم الأحد ، واقع الشرق الأوسط منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية وحتى النتائج المحتملة للحرب الأهلية في سوريا. مشيرا إلى أن انهيار الإمبراطورية العثمانية كان نتيجة لهزيمتها في الحرب العالمية الأولي.

حيث كانت القوى الاستعمارية بريطانيا وفرنسا تسعيان لتحقيق مصلحتهما الخاصة ، لفرض النظام الخاص بهما في الشرق العربي ، وبعد الحرب العالمية الثانية سلمت بريطانيا وفرنسا السلطة لملوك افسحوا المجال للجنرالات لكي يبقى الأمر بإيديهم بقبضة من حديد.

وأضاف: "لكن الآن ، وبعد رحيل العثمانيين والقوى الاستعمارية ، وحكم الجنرالات في مصر وتونس واليمن وسوريا والعراق وليبيا ، يبقي سؤال واحد وهو هل يمكن لهذه البلدان التي طالما حكمت عموديًا "من أعلى لأسفل أن تحكم الآن من أسفل لأعلي ، وأن يعيش الجميع كمواطنين على قدم المساواة مع تناوب السطة بشكل منتظم دون القبضة الحديدية".

وتابع "فريدمان أنه عندما يقول الرئيس الأمريكي باراك اوباما إنه يعتزم تسليح الثوار السوريين ضد الرئيس بشار الأسد ، فإنه ينتج عن ذلك دوامة تدخل أمريكا فيها.

وحلل الكاتب ثلاث استراتيجيات متوقعة الأولى منها هي الواقعية وتقضي بعدم وجود أي أمل للبناء بعد عامين من الحرب الأهلية التي أودت بحياة أكثر من 90 ألف قتيل، وأن هدف واشنطن من تسليح المعارضة هو اصطياد اثنين من الخصوم الإقليمية الرئيسية لأمريكا "حزب الله وإيران"، وحرمانهم من تحقيق فوز سهل مع الرئيس الأسد في سوريا".

وواصل حديثه قائلا: "على الأرجح هذه الإستراتيجية من شأنها أن تؤدي إلى تقسيم المنطقة في سوريا إلى علويين على طول الساحل ومنطقة كردية في شمال شرق البلاد وباقي المنطقة للسنة، وبالرغم من كل ذلك تكاد تكون الولايات المتحدة تورطت في صراع على السلطة مع السنة الذين لقوا الدعم من مختلف الدول الإسلامية.

ولقوا التمويل من المساجد والجمعيات الخيرية والحكومات في منطقة الخليج العربي ، وربما يكون التقسيم الواقع لخيار أكثر استقرارًا وتقسيم سوريا لوحدات صغيرة قادرة على الحكم الذاتي ، ولكن القبيح أن ينتهي الحال بمسلمي السنة تحت سيطرة الجهاديين وليس رجالنا".

وقال إن الاستراتيجية المثالية ، تكمن في أن يكون الهدف منها هو تسليح الثوار المعتدلين ، ولكن لن يكون هناك قوات من الناتو لمساعدة الثوار على الأرض لإسقاط الأسد ، ولقمع المتطرفين الذين يمارسون كافة أشكال العنف ويرغبون أن تكون سوريا موحدة ويعيشوا معا ، وهو هدف نبيل ونحتاج أن نكون صادقين بشأن ما يستغرقه لتحقيق ذلك من حيث ما نحن عليه الآن ، وهل يتطلب الأمر تدخلا آخر أم لا ؟.

وعن الاستراتيجية الأخيرة ، يقول البعض نحن لسنا في حاجة لأحذية على الأرض ، كما ثبت من التدخل الليبي ، وليبيا هي محظوظة النهج لتلك الاستراتيجية ، التي دعت لغزل النظام وأرسل لها الأسلحة ونجحت في القضاء على الرئيس القذاف ، ونأمل من الثوار السوريين أن يقدموا إنتاجا لائقا بالثورة وأن تحقق ديمقراطية تعددية ، ولكن ليس لدينا حظ جيد هناك فيكفي ما حدث لمنشآتنا في بنغازي،.

وقال فريدمان إن الوضع في سوريا في ظل تسليح الثوار في سوريا بالأسلحة الصغيرة لمحاربة الأسد وأصدقائه ، قد تدفعهم إلى طريق مسدود ، وبالتالي  يوافق النظام على التفاوض ورحيل الأسد ، ولكن مازالت الحاجة لقوات حفظ سلام دولية ، لكي تحافظ على تقاسم السلطة ما بعد الأسد ، وطالب جميع المتطوعين أن يرفعوا أيديهم عن سوريا.

وأكد فريدمان أن هناك من يقاتل في سوريا بشجاعة من أجل تحقيق الديمقراطية ، وللأسف مازال هناك من يقاتل من أجل الطائفية والممولة جيدًا، وهذا الأمر يجعل البقاء خارج الضمانات وأن الأمور ستكون أكثر سوءًا،.
الجريدة الرسمية