رئيس التحرير
عصام كامل

دولة الفساد.. تتهاوى !

كيف يمكن أن تصل مخالفات البناء إلي أكثر من 3 ملايين مخالفة؟ كيف يمكن أن يكون من بين هذه الملايين الثلاثة نصف مليون مخالفة في الاسكندرية وحدها؟!

هل تعلمون ماذا تعني مخالفات البناء؟!

 

يمكن لمرتشي ان يفتح مكتبه أو يمد يده يتلقي عن استحياء "المعلوم" ويمكن لمفتش من أي جهة أن يجامل الجهة التي يفتش عليها ويمكن ان يجامل رجل مرور سيارة مخالفة ولا يسجلها لكن مخالفات البناء وحدها التي تقع وتبقي تستمر وهي علنية في علنية! تخرج لسانها للمارة وتقول للعالم "هنا مخالفة" هنا "انتهك القانون" هنا "يوجد فساد ومفسدون"!

 

 

العشوائيون!


والفساد ـ كما يقولون ببجاحة عند الدفاع عن الفساد ـ انه موجود في كل العالم.. ونقول نعم.. موجود لكنه يبقي إستثناء.. هنا تحول إلي أصل!

كيف لدولة تقول إنها تحترم القانون وتحترم نفسها تترك 3 ملايين مخالفة تتم أمام عينيها؟! 3 ملايين جريمة تمت فكم عدد من حوكموا أو حوسبوا أو سألوهم من أين لكم هذا؟! وأين كان المحافظون في السابق؟ وأين كان السكرتيرو العموم بمختلف المحافظات؟! وأين كانوا الوزراء وهم رائحون عائدون يرون المخالفات؟!

 

أين رؤساء الحكومات في الربع قرن الأخير علي الأقل؟! وهل يعلم الجيل الحالي إنه قبل عشرة أو خمسة عشر عاما كانت هناك ظاهرة في مصر اسمها "انهيار العمارات" طال الغش البناء والأبنية والمباني التي كانت تنهار بمن فيها وبما فيها بعد فترة وجيزة؟ هل هناك إجرام أكثر من ذلك؟!

 

"ايا صوفيا" وهدم المسجد الأقصى! 


من يتصدي لهؤلاء ومن وراء هؤلاء لا يمكن إلا أن يكون شريفا لا بطحات علي رأسه.. قادر علي خوض المعارك علي أكثر من جبهة.. الشرق والغرب والجنوب و.. والداخل المصري.. الذي يحتاج الي الصرامة.. ويحتاج إلي الشدة..

 

بعدها لن يختفي الفساد لكنه علي الأقل سيعود إستثناء.. يعاقب من يرتكبه.. ينبذ المجتمع من يرتكبه.. لا يختلط حابل الحلال بنابل الحرام بعد اليوم.. حتي لوطال الأمر أبرياء ووقعت بعض التجاوزات هذا سيئ لكنه يقع في كل مكان.. لكن تبقي الأعمال الكبيرة ـوما يجري كبير ـ عظيمة الأثر.. عظيمة التأثير!


الجريدة الرسمية