رئيس التحرير
عصام كامل

طبول الحرب !

مشاهد متداخلة كلها تؤدي إلى نتيجة واحدة.. الحرب أقرب في ليبيا.. أردوغان الذي ينصب نفسه باعثا للحلم التركي القديم أهين إهانة بالغة في "الوطية" والإهانة ليست أمام شعبه فقط وإنما أمام حلفائه القطريين والإرهابيين والمتطرفين علي السواء.. أردوغان جلب المهانة للسلاح الأمريكي، الذي سقط أمام السلاح الروسي.. أو ربما السلاح الفرنسي.. ورد الاعتبار ـمن وجهة نظرهمـ ضروريا !

الاتهامات التي تتوالي علي المشير حفتر إنه يهدر الأموال والثروات الليبية باستيلائه علي النفط الليبي في سرت يؤكد أن النفط هدف تركي إضافي مع الدولة التركية الكبرى التي يحلمون بها.. كما أن بقاء النفط في يد حفتر سيمكنه من تدعيم الجيش الليبي وعقد إتفاقيات دولية مغرية ويمنحه ميزة في التعامل مع أطراف دولية.. وكلما زادت قوة الجيش الليبي سيبقى السراج وقواته وبالتالي حلفاؤه الأتراك والإرهابيون في خطر!

ماذا يعني تدمير الوطية؟!

مجلس الأمن ينعقد.. قليلة هي المواقف المحددة التي تتواصل فيما بعد انتهاء إنعقاد المجلس.. نتوقف عند الموقفين الروسي والأمريكي.. الأول دعم صراحة المبادرة المصرية.. ليؤكد من جديد ما ذهبنا وحذرنا منه مرارا من وجود أطراف هدفها إفساد العلاقات المصرية الروسية من بينهم صحفيون مصريون ولا نعرف لماذا؟

أما الموقف الأمريكي فأكد رفضه للوجود الأجنبي في ليبيا، ورفضه للوجود الإرهابي ! ولأن الرؤي مختلفة إلي حد التناقض الحقيقي سنفهم أن المقصود بالتدخل الأجنبي هنا هو التواجد الروسي المقلق لأمريكا وليس التواجد التركي.. أما الوجود الارهابي فهو كلام عائم فضفاض تقوله أمريكا علي خصومها منذ ستين عاما وأمريكا التي تراقب سفناً تحمل نفطا أرسلته ايران لفنزويلا لا تري البوارج التركية التي تمر من أمام الأسطول السادس الأمريكي في البحر المتوسط!!
ساعة الصفر!
علي كل حال.. بلغ الجيش الليبي من الجاهزية ما يجعلنا نطمئن عليه.. من كافة الجوانب من التخطيط والتسليح إلى الجرأة والإصرار على توحيد التراب الليبي.. والجرأة تعني إن تعرضت سرت للقصف من البحر فسيوجه نيرانه لإغراق مصدر النيران على الفور..

ومن يدمر الوطية قادر علي الإغارة علي ما قبلها.. وأحيانا يكون تصعيد أحداث معينة سببا في حلها.. لتيقن اطرافها من إستحالة انتصار احدهما.. لكن في حالة ليبيا لا نقف أمام أطماع وحسب.. وإنما أمام مؤامرة.. والمؤامرات لا تحل لا بالتفوض ولا بالتفاهم.. افهموها هكذا.. المؤامرات إما أن تنتصر أو يقضي عليها.. وسيقضي عليها.. لا تفاوض ولا تفاهم!


الجريدة الرسمية