رئيس التحرير
عصام كامل

الزند.. وثورة القضاة

في ذكرى الثورة تتداعى على اللوح المحفوظ في ذاكرة الوطن صور باهية لرجال من المصريين من رأس النخبة وحتى قاع المجتمع المنسى في حوارى مصر وأزقتها وميادينها العامرة وقراها الفقيرة ونجوعها المترامية خلف دهاليز النسيان.


ومن الثوار الذين لا ننساهم ثورة قضاة مصر بقيادة واحد من حكمائها ورجالها الذين شهد له الجميع برجاحة العقل وحسن التدبير والشجاعة في إتخاذ مواقف حفرت على جدران الوطن بحروف من نور.

 

دولة ضد الاستقرار


عن المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة في ذلك الوقت المتأزم أحدثكم وأحدث نفسي وأحدث ابنائى وأبناء الجيل الجديد لأقول لهم إن فينا رجلا وقف بجسارة في مواجهة طمس هوية وطن حافظ على هويته عبر قرون لا يستطيع عدها إلا الأحجار والجدران والأوراق من البردى إلى عصر الكمبيوتر.


كان الوقت متأخرا بعض الشىء وكنا مجموعة كبيرة من المثقفين ورجال القضاء وأساتذة الجامعات وإعلاميين.. مزيج من أبناء هذا الوطن المتنوع والثرى بنسيجه الفسيفسائى المدهش.. كنا نجتمع في بيت صديق له باع كبير في العمل الوطنى بصمت عندما صدر الإعلان الدستورى الإخوانى.

 

لماذا جاءت تركيا إلى طرابلس؟


هب المستشار أحمد الزند واقفا ومعلنا إن المعركة اليوم هي معركة فاصلة بين البيع والشراء، بين أن نعيش في وطن توارثناه أباً عن جد وبين وطن تتغير ملامحه وتطمس هويته ويراد له أن يباع في سوق التأسلم المغشوش.


خرج الرجل وتفرقنا كل يتحرك في وجهته يريد من خلالها أن يكون له دور في المواجهة الحاسمة من أجل أبنائنا وبناتنا، وعلمنا أن الزند عاد إلي بيته الذي تحول إلى مركز لإدارة الأزمة.. كان بيت الزند بمثابة بيت الأمة تجتمع عنده كل الأطياف السياسية والفكرية.. يتعارفون هناك ويجتمعون هناك ومن هناك تنطلق ثورة القضاة العظيمة في مواجهة قوى تحكم وتتحكم وتمتلك من خيوط اللعبة معظمها.


وكان للزند بيتان.. بيت أسرته والبيت الكبير في نادى القضاة.. خلايا نحل تتحرك وهو يعقد المؤتمرات ويقولها صريحة مدوية "لن نسلم بلادنا إلى التبعية التي يردها الإخوان" مصر وطن كبير وشعب عظيم لن يستسلم في مواجهة جماعة ظنت وكل ظنها كان إثما إن علاقاتها ومباركة الامريكان لهم ستكون وعاء حماية.

 

الإصلاح القاسي! 


كانت ثورة القضاة متشابكة الأطراف.. تتلاحم مع قوى الشباب ومع الأحزاب ومع المفكرين ومع الشارع المصري بكل ما يحمل من طبقات متفاوتة غير إنها علي الوطن تجتمع.


كان الزند ورفاقه مهددين في أرزاقهم وفي بيوتهم وفي أمنهم ولكنهم ما هانوا ولا استهانوا.. ظلوا على العهد صامدين رغم كل ماحيك ضدهم.. تحية لقضاة مصر العظماء ومن القلب تحية لقائد هذه المعركة المستشار أحمد الزند.

الجريدة الرسمية