رئيس التحرير
عصام كامل

طيارات الورق "أحلام مكبوتة في الحظر".. كورسات أونلاين لتعليم كيفية تصنيعها.. نائب: خطر على الأمن القومي.. وأساتذة الاجتماع: تزيد القدرات الإبداعية

طائرة ورقية
طائرة ورقية


انتشرت في الفترة الأخيرة بين الأطفال والشباب لعبة الطائرات الورقية، لقضاء وقت الفراغ خلال فترة الحظر ومنع الخروج من المنازل، بالتزامن مع إجازة العام الدراسي.


 وبمرور الوقت شهدت صفحات الحوادث الكثير من حالات الوفاة بسبب هذه اللعبة، ما بين السقوط من أسطح المنازل أو الصعق بالكهرباء أو الغرق في المياه، وتوجهت الأجهزة الحكومية للتحذير من خطورة تلك اللعبة.
حذر خالد أبو طالب، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، في طلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، من مخاطر الطائرات الورقية على الأمن القومى، حيث قد يتم تزويدها بكاميرات مراقبة لتصوير المنشآت الهامة والحيوية، بحسب طلب الإحاطة.
وأشار أبو طالب، في طلب الإحاطة، إلى أن لعبة الطائرات الورقية كانت تشكل في الماضي إحدى أهم الألعاب وأحد مظاهر الاحتفالات عندما كنا صغارَا، ولكن اليوم مع التطور التكنولوجي الهائل صارت تشكل خطورة على حياة الأطفال بعدما تسببت في الكثير من حالات الوفاة، كما تشكل خطورة على الأمن القومي، باستخدام وسائل التصوير الحديثة وصغيرة الحجم.
وعقبت دار الافتاء على كوارث تلك اللعبة، بقولها: "اللعبة من وسائل الترفيه والترويح عن النفس التي أباحها الإسلام لكونه من متطلبات الفطرة الإنسانية والنفس البشرية".
وأضافت عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيس بوك»، أن اللعب مباح وجائز إذا كان فيه ما ينفع الناس في عقولهم واستعادة نشاطهم والتَّقوِّي على مواصلة حياتهم؛ وهو ممنوع إذا كان مضيعة للوقت وانشغل به الشخص عن مصالحه الدينية والدنيوية أو عاد على صاحبه بالضرر أو التأثير على جَسَده أو أخلاقه وعقله بشكل سَلْبيٍ؛ مما قد يُحَوِّل اللعب من مصدر للبهجة والسعادة إلى سببٍ مباشر لحصد الأرواح بطرق متعددة.
ودعت اللاعبين للانتباه بقولها: «انتبهوا أيها الأطفال والشباب وخذوا حذركم للحفاظ على حياتكم».
كورسات الطائرات الورقية

ومع الإقبال الشديد على اللعب بالطائرات الورقية، انتشرت علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" منشورات تروج لكورسات أونلاين لتعليم صناعة الطيارات الورقية تحت شعار "كيف تصنع بنفسك طيارتك الورقية، مع خبير الطيران الورقي المهندس .......... مهندس ميكانيكا الانتاج وخبرة 35 سنة في الطيران الورقي المسير، على أن يكون الكورس على تطبيق زوم في موعد يتم تحديده، وتكلفة الكورس 200 جنيه".
التأثير النفسي والاجتماعي
وكما أن الطائرات الورقية لها خطورة على الحياة إذا لم ينتبه إليها الأفراد، فلها تأثير نفسي واجتماعي كشف عنه أساتذة علم النفس والاجتماع، حيث يقول الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى: إن ظاهرة اللعب بالطائرة الورقية أصبحت أكثر انتشارا، مشيرا إلى أن سماء معظم المحافظات أصبحت سوداء من كثرة الطائرات، ولكن لها إيجابيات كثيرة بالنسبة للأطفال.
وأشار "فرويز" إلى أن صناعة الطائرات الورقية تساعد الأطفال على تنمية القدرات الابداعية، وأن الغرض منها قضاء وقت الفراغ في ظل الظروف الحالية والالتزام بإجراءات العزل المنزلي لمواجهة فيروس كورونا، ونوه الطبيب النفسي إلى أن لعب الصغار بالطائرات يزيد لديهم شعور الميل للتطلع للأمام فهي تمثل لهم أحلامهم، خاصة أن هناك طائرات تم تصنيعها بأفكار وإبداعات تحمل صور عدد من المشاهير على رأسهم اللاعب المصري الشهير محمد صلاح وغيره من المشاهير.
فيما قال الدكتور أنور حجاب أستاذ الطب النفسى: إن اللعب بالطائرة الورق نوع من أنواع التسلية التى يستطيع الشخص من خلالها التعبير عن رأيه وانتماءاته من خلال الصور والعبارات التي يكتبها عليها، كوضع صور الشهيد أحمد منسى وبعض أبطال الجيش عليها، فضلا عن صور اللاعبين مثل محمد صلاح وصور لنجوم الفن وشعارات بعض الأندية الرياضة.
وأكد "حجاب" أن اللعب بالطائرة الورقية وسيلة لتنمية المهارات وتفريغ الكبت والطاقة السلبية الناتجة عن الحظر المنزلى بسبب انتشار فيروس كورونا، ولكنها تشكل أيضا خطورة كبيرة على أرواح الشباب والأطفال، وخاصة أنه يستلزم اللعب بها الصعود إلى الأسطح ما يعرض بعض الاطفال للسقوط، كما يمكن ملامسهة أسلاك الكهرباء، وبالتالى تعرض صاحبها للخطر، متابعا: لقد قرأت الكثير من الأخبار المتعلقة بوفاة بعض الاطفال والشباب بسبب الطيارات الورقية آخرها شاب لفظ أنفاسه الأخيرة إثر تعرضه لصعق كهرباء من عمود إنارة أثناء محاولته فك "طيارة ورق" تعلقت بالعمود بالشرقية.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن الطائرة الورقية تساعد الأطفال والشباب والأهالي على احترام ساعات الحظر، كما أنها صديقة للبيئة غير مضرة لا ينبعث منها أي مواد مضرة، ولكنها في الغالب تشكل خطرا على المواطنين بسبب نقص الوعي، وتسببت في تعريض حياتهم للخطر سواء بالصعق الكهربائي أو بالسقوط من الأدوار العليا أو الاصطدام بسيارة أو السقوط في الترع أثناء محاولة التحكم فيها، كل ذلك جراء نقص الوعي الذي يعاني منه المصريين، وأشارت "خضر" إلى أنه لابد من وقوف الآباء بجانبهم لتنبيههم وتحذيرهم إذا اقترب الخطر منهم.



وتابعت أن الشوارع وأسطح العقارات تحولت إلى ورش لتصنيع أكبر الطائرات الورقية وهناك منافسة في القرى والمدن بين الشباب والاطفال على تصنيع أكبر الطائرات الورقية، مشيرة إلى أن تصميم طيارة الورق تحول من كونه مجرد هواية وتوجه الشباب لتنظيم مسابقات ومهرجانات يتنافس فيها المشاركون بأشكال طائراتهم وجمال تصميمها وألوانها المتنوعة التى أعادت الكثير من البهجة لسماء القاهرة.
واختتمت "سامية": نحن في الصغر اعتدنا على تصنيع تلك اللعبة بمفردنا أما الآن فيتم بيعها بما يسهل على الأطفال اللعب بها بدلا من تكلف أعباء صناعتها.


الجريدة الرسمية