رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى وفاة الظاهر بيبرس.. قصة إعادة افتتاحه للجامع الأزهر بعد غلق 100 عام

تمثال الظاهر بيبرس
تمثال الظاهر بيبرس

تحل اليوم الأربعاء 1 يوليو الجاري، ذكرى وفاة الظاهر بيبرس، رابع سلاطين دولة المماليك، والتي حكمت مصر والشام، حيث رحل في مثل هذا اليوم من عام 1277، بعد حياة حافلة بالأحداث والانتصارات، كما يعتبره البعض المؤسس الفعلي لدولة المماليك. 


ركن الدين بيبرس العلائي البندقداري بدأ حياته مملوكاً بيع في أسواق بغداد والشام، حيث يعود أصله إلى منطقة القبجاق الواقعة شمال بحر قزوين دولة "كازاخستان" حاليا.

 


 


ثم انتقل بعد مصادرة ممتلكات سيده علاء الدين أيدكين البندقداري، والذي ينسب إليه تسميته، إلى خدمة السلطان الأيوبي الملك الصالح نجم الدين أيوب بالقاهرة، ثم أعتقه الملك الصالح بعد أن شاهد مهارته القتالية العالية، ومنحه الإمارة فصار أميراً.


تولى الظاهر بيبرس الحكم عام 1260، وذلك بعد مقتل سيف الدين قطز حاكم مصر والشام حينها أثناء عودته من انتصار عين جالوت وطرد المغول من المدن الشامية، حيث يؤكد الكثير من المؤرخين أن ركن الدين بيبرس هو من دبر قتله بعد خلاف شديد نشب بينهما، وذلك بمساعدة بعض الأمراء.


حقق الظاهر بيبرس خلال حياته وفترة حكمه، العديد من الانتصارات ضد الصليبيين وخانات المغول ابتداءً من معركة المنصورة سنة 1250 ومعركة عين جالوت انتهاءً بمعركة الأبلستين ضد المغول سنة 1277.


لم يتوقف اهتمام بيبرس بالشؤون العسكرية والحربية وتثبيت أركان الدولة، ومحاربة أعدائها من الصليبين والمغول، إلا أن أثره تعدى ذلك من خلال نهضة عمرانية ومعرفية وتعليمية أقامها خلال 17 عاما فترة حكمه، كما اهتم بتجديد المساجد وتوسعتها وكان منها إصلاحات الحرم النبوي بالمدينة المنورة، وتجديد مسجد قبة الصخرة بالقدس. 


ولكن يعتبر من أبرز ما قدمه الظاهر بيبرس، تجديده الجامع الأزهر وقيامه بحملات من الترميم والتجميل حتى عاد له جماله ومكانته مرة أخرى.

 


 


وأعاد بيبرس خطبة الجمعة والدراسة إلى الجامع الأزهر بعد أن توقفت لقرابة 100 عام، وكان قد أغلقه صلاح الدين الأيوبي، حيث كان الجامع عبارة عن مدرسة دينية للمذهب الشيعي، والذي حاول الفاطميون من خلاله نشر التشيع أثناء فترة حكمهم لمصر. 


أمر الظاهر بيبرس بإعادة افتتاحه ولكن ليقوم على المذهب السني، حيث عين أربعة قضاة شرعيين، واحدا من كل مذهب من مذاهب السنة الأربعة.

 

ويقول القاضي محيي الدين ابن عبد الظاهر، كاتب ديوان الإنشاء في عهد الظاهر بيبرس، في كتابه "الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر": "لما كان يوم الجمعة ثامن شهر ربيع الأول سنة خمس وستين وستمائة هجريا، أقيمت الجمعة بالجامع الأزهر، واستطلق السلطان (يقصد الظاهر بيبرس) جملة من المال وشرع في عمارته، فعمر الواهي من أركانه وجدرانه، وبيضه و بلطه، وأصلح سقوفه وفرشه، و صار حرما في وسط المدينة واستجد به مقصورة حسنة، وأثر فيه آثارا صالحة يثنيه الله عليها".

 



وتابع: "أقيمت صلاة الجمعة فيه وحضر الأتابك وجماعة من الأمراء والكبراء، وكانت جمعة مشهودة".

 


تمثال الظاهر بيبرس 
 

الجريدة الرسمية