رئيس التحرير
عصام كامل

أنا والفيسبوك والدواء الروسي !

المقال الثاني عن العلاج الروسي لفيروس كورونا حذفه فيسبوك أمس (نشر كما هو على "فيتو" وفق التصريح الذي منحته لنا من نشره على صفحتنا بالفيسبوك أولا) والذي أبلغنا أن نشره يخالف معاييره!

فتشنا في المقال عن أي شيء يحمل تحريضا على العنف أو الكراهية أوالعنصرية أو الجنس أو الاحتيال فلم نجد! بحثنا عن إهانة أو مضايقة أحد فلم نجد! فما هي المعايير التي خالفناها إذن؟ لا نعرف.. هنا نقف أمام احتمال واحد وهو أن بلاغات عديدة قدمت ضد المقال إلى إدارة "فيسبوك" وبلغت حدا ملفتا ومقلقا وأدت إلى رفعه وإزالته وتحذير صاحبه..

ادارة الفيسبوك بالطبع لن تفتش عن كينونة أصحاب البلاغات وماهيتهم إذ سترى فقط مئات البلاغات من أماكن متفرقة ضد منشور على موقعهم.. وهنا يفرض السؤال نفسه: من هي الجهة التي يمكن أن تكون فعلت ذلك؟

اقرأ ايضا: ساعة الصفر!

نقف هنا أمام احتمالين الأول هو المتضرر من الدواء الروسي، وهنا يمكن أن تكون شركات الأدوية الأخرى.. والسؤال: هل يمكن أن تتضرر شركات أدوية من مقال؟

هنا المقال موجه للناس وليس لشركات الأدوية التي تكون قراراتها أصلا بعيدة عن آراء الجمهور، فالأدوية ليس كباقي السلع تحددها تفضيلات المستهلكين.. وبالتالي فمقال للناس لا يقلق شركات الأدوية التي لها معاييرها فضلا عن أن الدواء أخذ طريقه للتصنيع في مصر فعلا!

الاحتمال الآخر وهو الأخطر.. أن تكون هناك جهة ما يقلقها أن يشعر المصريون بالاطمئنان أو بالأمان.. تريده أن يبقي دائما مرتبكا مشتتا في دوائر من الهموم والأحزان الدائمة.. حتى أن جو البؤس والكآبة الموجود على شبكات التواصل ليس مستبعدا أن يكون بفعل فاعلين ألقوا بالطعم وتلقفته آلاف الأيدي التي لا تنشر الآن على صفحاتها إلا كل ما هو كئيب وسوداوي!!

اقرأ ايضا: صرخة ماكرون!

الانسان الذي يعيش في الدائرة الجهنمية السابقة ـ والتي قي يستهتر البعض بها ويسخر منها ـ هو إنسان سهل توجيهه والسيطرة عليه يصدق الاشاعات بسهولة.. ناقم على الاوضاع.. لا يرضي بشيء ويعتقد إنه محل مؤامرة علي الدوام !

في الحالتين.. لا يصح أن نبقى أسري إعلام شرير مستغل لا هم له إلا مصالحه التي هي بالضرورة عكس وضد مصالحنا!

لكن إذا عرفنا الجهة الأولى.. فهل عرفتم الجهة الثانية؟ شديدة الانتباه قوية التنظيم؟!

 

الجريدة الرسمية