رئيس التحرير
عصام كامل

اختيار الضرورة!

العودة التدريجية للحياة وللنشاط الاقتصادي والإنساني باتت ضرورة ملحَّة فرضت نفسها على حكومات دول العالم أجمع بعد أن تيقن الجميع أن كورونا سيطول بقاؤه دون الوصول إلى لقاح ناجع له قبل عام وربما أكثر؛ وهو ما يضاعف الخسائر ، ويتسبب في انكماش اقتصادي عالمي غير مسبوق سيترك حتماً آثاراً مدمرة على الدول كافة لاسيما ذات الاقتصاد الهش أو الضعيف.

 

لسنا في حاجة للقول إن توقف النشاط أكثر سيذيق العالم ويلات اقتصادية رهيبة وكساداً عظيماً قد يفضي إلى إفلاس حقيقي لا طاقة لأحد به، ناهيك عن فقد ملايين الوظائف وتشرد ملايين الأسر حول العالم.

 

التعايش أو التكيف مع الوباء المستجد هو اختيار الضرورة التي لا مفر منها وبات واقعاً محتوماً تماماً كما كان الإغلاق في البدء اضطرارياً وإجبارياً؛ نظراً لخطورة ذلك الفيروس وغموضه وسرعة انتشاره، دون علاج مناسب يوقف حصد الرقاب وإزهاق الأرواح.

 

اقرأ أيضا: أقوى رد!

 

وعي الشعوب والتزامها طوعاً بالتدابير الاحترازية والوقائية هو الأمل الحقيقي في اجتياز هذه الأزمة، خاصة التباعد الجسدي، والنأي قدر المستطاع عن التجمعات، وارتداء الكمامات و التماس أسباب التعقيم والتطهير والنظافة، وهي سلوكيات من شأنها غلق منافذ العدوى وتجفيف منابع الفيروس الوباء..

 

كما أنها ضرورات تشتد حاجة الدول الفقيرة إليها؛ تفادياً للوقوع في كوارث حذر منها علماء اجتماع واقتصاد ومستقبل رأوا أن التعايش مع كورونا سيلقى نجاحاً بدرجة أو بأخرى في الدول المتقدمة أكثر منه في الدول الفقيرة التي تعاني مطبات ومتاعب أقلها نقص المستلزمات الطبية والافتقاد لمقومات تصنيعها والوفرة الاقتصادية وغياب الوعي لدى شعوبها.

 

اقرأ أيضا: ينقصنا الاعلام الطبي!

 

وفي ظروف كهذه لا مخرج إلا بعودة البشرية لتحقيق التكافل الإنساني والتعاون والتراحم بحسبانه وسيلة للنجاة من تلك الجائحة المهلكة.

الجريدة الرسمية