رئيس التحرير
عصام كامل

"العذاب والمعاناة"..سر اتجاه "كافكا " إلى الكتابة السوداوية الكابوسية

الكاتب فرانز كافكا
الكاتب فرانز كافكا

" فرانز كافكا " أحد أفضل الأدباء في القرن العشرين، هو كاتب تشيكي من عائلة ألمانية   يهودية كتب معظم رواياته باللغة الألمانية ، وترجع شهرته إلى طريقة ونمط كتاباته الذي كانت تميل كل الميل إلي السوداوية و الكابوسية العبثية، فدائما ما تبدأ مؤلفاته بأحداث مؤلمة وتنتهي أكثر ألما،  من أعماله الشهيرة هي رواية "المسخ".

 

وتمحورت حياة " كافكا " في مقولته  "خجلت من نفسي عندما أدركت أن الحياة حفلة تنكرية وأنا حضرتها بوجهي الحقيقي" .

 

ونستعرض خلال السطور التالية مشوار حياة الأديب فرانز كافكا ، والذى كان سببا فى اتجاهه للكتابة التشاؤمية والكابوسية ، على الرغم أن معظم كتاباته كانت خلال فترتي العشرينات والثلاثينيات؛ تستعرض "فيتو" ذلك:

 

 فرانز كافكا وعذابه العائلى

ولد فرانز كافكا في 3 يوليو من عام 1883م في براغ لعائلة ألمانية من الطبقة الوسطي تنحدر من أصول يهودية ، ألتحق  بالجامعة بدأ بدراسة الكيمياء و تحول بعد أسبوعين إلي دراسة القانون ، لم يكن يحب دراسة القانون  لكن عرض علية احتمالية أكبر في التوظيف كان هذا رغبة والده ، بجانب القانون كان  يأخذ فصول في تاريخ الفن و الدراسات الألمانية حيث كان متعطشاً للقراءة طوال حياته, وعمل في مجال التأمين مما جعله يُمضي وقت فراغه في الكتابة ، و أيضا كان يكتب في الجرائد المسائية .

 

كان هيرمان، والد كافكا، رجل أعمال يُوصف بأنه طاغية ومستبد، وكان غير موافق على سلوك ابنه طريق الأدب والكتابة. كتب له كافكا رسالة طويلة بعنوان «رسالة لأب»، بث فيها كل مشاعره و معاناته التي عاشها معه منذ طفولته، لكنه لم يرسلها إليه.

 

وتعد هذه الرسالة من أهم المداخل نحو فهم أعمق لشخصية كافكا. "ما أخافه وعيناي مفتوحتان على اتساعهما، بعد أن غرقت في أعماق خوفي، عاجزًا حتى عن محاولة النجاة، هو تلك المؤامرة التي تقوم في داخلي ضد ذاتي، تلك المؤامرة وحدها هي ما أخشاه".

 

كما كان والده عصبي المزاج، وغالبًا ما كان يوجه غضبه على ابنه كافكا؛ ما أحدث أثرًا سيئًا عليه منذ طفولته الأولى، وهو ما يتبدى في خوفه الشديد و استصغاره لنفسه وإذلالها، وفي شعوره بالحزن والكآبة اللذين رافقانه طيلة حياته.

 

فرانز كافكا وعذابه الاجتماعي

 

حياة "كافكا" الاجتماعية لم تكن تسير على ما يرام، فقد خطب مرتين (أو ثلاث مرات بالأحرى، حيث خطب فتاة منهما مرتين) لكنه في كل مرة كان يفسخ العقد، وربما كان ذلك بسبب قلقه ومرضه.

 

ومن المتفق عليه عمومًا أن كافكا عانى من الاكتئاب الإكلينيكي والقلق الاجتماعي طوال حياته، كما عانى من الصداع النصفي، والأرق وغيرها من الأمراض التي تأتي عادة بسبب الضغوط والإجهاد المفرط.

 

فرانز كافكا ومعاناة المرض

وفى عام 1924 اشتد مرض  السل على كافكا، مما جعله يعود من برلين إلى براغ، لتقوم عائلته خاصة شقيقته برعايته، وفى 10 أبريل من نفس العام دخل مصحة للعلاج، ولكن المرض أصاب حنجرته مما جعل تناول أى طعام يؤلمه للغاية،  فامتنع عن الطعام، ورحل فى مثل هذا اليوم من عام 1924م، وكان سبب الوفاة هو الجوع.

 

 مسيرته الأدبية   

ترجع  بداية إنطلاقته ككاتب الي تأثره"بفون كلايست" فكان يصف فيه أعماله  بأنها مخيفة، وكان يعتبره أقرب حتى من عائلته نفسها .  وأول أعمال كافكا المنشورة كانت مجموعة من ثمان قصص قصيرة نشرت في العدد الأول من المجلة الأدبية هايبيريون بعنوان " تأمل " . في عام 1904.

 

القليل من كتاباته نشرت خلال حياته، وتشمل الكتابات المنشورة مجموعة قصصية تحت اسم "تأمل" وأخرى بعنوان "طبيب ريفى"، وقصص فردية هى المسخ التى نشرت فى مجلة أدبية ولم تحظَ باهتمام، أما أعماله غير المنتهية فشملت المحاكمة والقلعة وأمريكا أو الرجل الذى اختفى، ولكن تم نشرها بعد رحيله من خلال  صديقه المقرب ماكس برود، الذى لم يستجب لطلب كافكا بإبادة كل كتاباته. فقد نشر "كافكا" خلال حياته كمية قليلة من كتاباته ، أما البقية نُشرت بعد وفاته. كافكا لم ينهي أي من رواياته الثلاث وأحرق ما يقارب 90 بالمئة من أعماله . و قد نشرت معظم أعمالة بعد وفاتة. 

 

وكان قد رحل فرانز كافكا فى ٣ يونيو١٩٢٤ بمرض السل عنعمر يناهز  41 عاما، بالقرب من فيينا، ومن أعماله:«المسخ والمحاكمة والقلعة والغائب وقصص وفصول تأملية وطبيب قروى وقصص أخرى وفنان الجوع وفى مستوطنة العقاب» ، ومن رسائله رسائل إلى ميلينا .   

الجريدة الرسمية