رئيس التحرير
عصام كامل

الدولة والفن الراقي.. الاختيار نموذجا!

رأيي أن دور الدولة مهم في توفير البديل الدرامي القوي والجذاب والقادر على المنافسة والتأثير الجماهيري، وتحرير العقل وتحصينه من السقوط في براثن الانحرف الفني لكثير من الأعمال الهابطة..

 

فالفن الحقيقي إن لم يغير الواقع السيئ للأفضل فلا أقل من أن يمتنع عن تسويقه للجمهور.. وإلا فإنه ليس فناً بل جريمة مكتملة الأركان، وانحدار يستهدف ضرب أعز ما نملك؛ أطفالنا عدة المستقبل وقادته وحاملي رايته ومسئوليته.

 

الرئيس السيسي أدرك كل ذلك جيداً، وطالب بضرورة دعم الفن الراقي، والتصدي بكل قوة لشتى صنوف الفن الهابط الذي لو تُرك بلا ضابط ولا رابط فسيكون معول هدم للوطن ووحدته وجيشه وشرطته ورموزه الدينية والسياسية.

 

اقرأ أيضا: العودة للعمل.. ويبقى وعي الشعب!

 

وكم كانت سنوات ما قبل يونيو نذير شؤم على مستقبل هذه الأمة، بما قدم خلالها من مسلسلات حفلت بمشاهد عرى وبذاءات لفظية وانحطاط تصدى لها ذوو الضمائر الحية لمنع وصول سمومها للعقل المصري.. وسقطت مقولة "الفن والدراما انعكاس للواقع".. فذلك عذر أقبح من ذنب..

 

فما رسالة الفن إذا لم تكن ترقية الذوق والوجدان.. وما دوره إذا لم يتحمل بأمانة مسئولية تنوير العقل وتحصينه ضد محاولات تضليله وتغييبه في غياهب الرذيلة والسطحية والخرافة والعنف؟! وليس أدل على ما ذهبنا إليه من الدوي الواسع الذي أحدثه مسلسل "الاختيار" المعروض في رمضان، متناولاً حياة الشهيد "أحمد منسي" بطل الصاعقة المصرية..

 

اقرأ أيضا: التحدي في زمن الغرور!

 

لقد نزل المسلسل بردا وسلاما على كل مصري مؤمن بوطنه، موقن بأن الانتماء لها والدفاع عنه شرف لا يعادله شرف، فقد تصدر المسلسل اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأشاد به الجميع، ووصفته دار الإفتاء بـ"الفن الهادف" قائلة:

 

"لا مانع من الفن الذي يرقي المشاعر، ويهذب السلوك؛ ذلك أن الدين يهدف لبناء الإنسان، وكل فكرة تصب في هذا الاتجاه تُحمد مهما اختلفت الوسيلة، إذا كانت الوسيلة مشروعة، والهدف منها التهذيب؛ فالإسلام لم يحرم الفن الهادف الذي يسمو بالروح ويرقى بالمشاعر بعكس الفنون التي تخاطب الغرائز والشهوات والتي أجمع علماء الإسلام على حرمتها".

 

اقرأ أيضا: أضعف خلقه.. لكنه دوخ العالم!

 

مسلسل الاختيار الذي ينتظره المصريون يومياً بشغف واختاروه كأفضل مسلسل في رمضان.. قضى على آمال جماعات الإرهاب في تشويه الجيش المصري، وأشادت به وسائل الإعلام، واصفة إياه بأنه ليس لمصر فقط، بل إنه هدية مصر لأمة العرب التي يسعى أعداؤها لطمس بطولاتها وتشويه جيوشها، والطعن في تاريخها لحساب أطماع ومخططات تبغي الانقضاض على دولها وتقسيمها.

 

الجريدة الرسمية