رئيس التحرير
عصام كامل

بومبيو في إسرائيل .. مصالح متبادلة وسط رفض دولي

نتنياهو و مايك بومبيو
نتنياهو و مايك بومبيو

وصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اليوم الأربعاء إلي إسرائيل في أولي الزيارات الخارجية للولايات المتحدة منذ تفشي فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 لمناقشة بعض الملفات الطارئة المتمثلة في إيران والموافقة علي ضم الاراضي الفلسطينية.

 

مصالح متبادلة “محاصرة الصين اقتصادياً ومباركة احتلال الأراضي الفلسطينية”

ذكرالتلفزيون الإسرائيلي اليوم أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تأتي في إطار السعي لدفع إسرائيل لتقييد العلاقات الاقتصادية مع الصين بصورة حادة، كما شدد بومبيو قبل الزيارة على أن خطط ضم إسرائيل لمناطق في الضفة الغربية المحتلة "قرار إسرائيلي في نهاية المطاف". 

وقال وزير الخارجية الأمريكي في المؤتمر الصحفي المشترك بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو "سنتناول الحديث عن رؤية السلام التي مضى على إعلانها بضعة شهور منذ أن حضرت أنت (نتنياهو) إلى واشنطن وقام الرئيس ترامب بإعلانها، تبقى علينا إنجاز ذلك بالعمل ويجب علينا تحقيق تقدم في ذلك وأنا أتطلع لذلك قدما".

كما أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن مباحثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ستركز على التصدي لوباء كورونا والتصدي لإيران وفرص تحقيق خطة ترامب للسلام.

وأضاف بومبيو "حتى في ظل الوباء، سعى النظام الإيراني إلى تسخير الموارد من أجل دعم الإرهاب في المنطقة"، كما تطرق وزير الخارجية الأمريكي إلى أن الحديث سيتناول أيضا التحديات التي يواجهها العالم في مواجهة كوفيد-19 والتكنولوجيا الطبية الإسرائيلية والخبرات الطبية، "سنتوصل إلى نتائج مذهلة تخفف من خطر هذا الوباء على الصعيد العالمي".

وفي تلميح إلي الصين قال بومبيو"أنت (نتنياهو) شريك رائع ولا تخفي المعلومات كما تفعل دولة أخرى وسنتحدث معا عن تلك الدولة أيضا".

ومن جانبه، قال نتنياهو "سنبحث موضوع العدوان الإيراني ثانيا بعد الحديث عن وباء كورونا، وسنتناول ثالثا الحديث عن فرص تحقيق السلام والأمن بناء على التفاهمات التي تم التوصل إليها مع الرئيس ترامب، كما سنتحدث عن شراكتنا في سبل محاربة وردع العدوان الإيراني في الشرق الأوسط وسوريا وكل مكان".

بومبيو يرتدي كمامة العلم الأمريكي في مطار بن جوريون الإسرائيلي| صور

رفض أوروبي

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية النقاب عن رسالة بريطانية داخلية شديدة اللهجة حملت تساؤلات حول الموقف والعقوبات التي يمكن أن تتخذ ضد إسرائيل في حال قررت ضم أراض فلسطينية لها.

وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن رئيسة لجنة العلاقات الدولية والدفاع في مجلس اللوردات البريطاني، البارونة جويس آنيلاي، وجهت رسالة شديدة اللهجة إلى وزير الخارجية جيمس كليفيرلي، بشأن إمكانية ضم إسرائيل أراضي فلسطينية، ضمن اتفاق جرى بين رئيس حكومة تل أبيب بنيامين نتنياهو، وزعيم حزب "أزرق – أبيض" بيني جانتس، عبر الاتفاق الائتلافي لتشكيل الحكومة الجديدة".

وأعربت آنيلاي في رسالتها، عن قلقها الشديد بشأن الاتفاق الذي يسعى لتطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، والتي تعتبر مناطق محتلة، ما يشكل انتهاكا للقانون الدولي، ويستدعي فرض عقوبات اقتصادية.

وتساءلت: "ما هي العقوبات التي ستفرض على إسرائيل بشأن تجارتها مع بريطانيا، وفيما إذا كان سيسمح لها بالاستمرار بالوصول للسوق التفضيلي".

وشددت البارونة، على التزام لجنتها ومجلس اللوردات البريطاني، بضرورة دعم حل الدولتين بما يلبي الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، والتطلعات الفلسطينية لإقامة الدولة باعتبار أن ذلك هو السبيل الوحيد للوصول إلى سلام دائم.

وأختتمت آنيلاي "يجب على حكومة المملكة المتحدة أن تكون صريحة في التعبير عن هذا الموقف على الرغم من موقف الإدارة الأمريكية، ولذلك حان الوقت للأوروبيين للعب دور أكثر نشاطا لمنع القضاء على حل الدولتين".

رفض إيراني

من جانبه، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الإدارة الأمريكية الحالية أثبتت أنها أسوأ حكومة في تاريخ الولايات المتحدة، مؤكداً علي أن الفظاعة الأمريكية ومحاربتها لحقوق الإنسان غير مسبوقتين في تاريخ البيت الأبيض.

وأشار روحاني إلي أنه لا يذكر أن البيت الأبيض شهد رئيسا وحكومة أسوأ من الحكومة الراهنة في أمريكا "مجموعة من الأشخاص الذين لا يدركون شيئا في السياسة، انظروا وركزوا على تصريحات وزير الخارجية الأميركي الذي يبدو أنه لا يفهم شيئا من السياسة.

 

حكومة إسرائيلية جديدة

تأتي زيارة بومبيو، إلى إسرائيل من أجل إعطاء الضوء الأخضر للحكومة الإسرائيلية الجديدة لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، إذ سيؤدي نتنياهو غدا الخميس اليمين الدستورية لتشكيل الحكومة المقبلة، وشغل المنصب لمدة 18 شهراً يخلفه فيه بعدها لنفس المدة شريكه الجديد بيني جانتس.

حيث أنهت صفقة "نتنياهو-جانتس" حوالي عام ونصف من الجدل السياسي في إسرائيل، وثلاث انتخابات غير حاسمة، وينص الاتفاق بينهما على تقاسم للسلطة في حكومة تستمر في عملها لمدة ثلاث سنوات، يتولى خلالها نتنياهو رئاسة الوزراء لمدة 18 شهرا ثم يتخلي عن المنصب بعد هذه المدة لصالح جانتس الذي سيشغل المنصب للمدة نفسها

 

الحكومة الفلسطينية

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء اليوم الأربعاء إن صناع نكبتنا أرادوا أن تكون فلسطين أرضا بلا شعب لشعب بلا أرض.

وأوضح الرئيس الفلسطيني أن هؤلاء الصناع راهنوا علي أن اسم فلسطين سيمحى من سجلات التاريخ، ومارسوا من أجل ذلك أبشع المؤامرات والضغوط والمجازر والمشاريعِ التصفوية، التي كان آخرُها ما يسمى بـ "صفقة القرن".

وأشار عباس إلي أن كل هذه المراهنات ستتحطم بفضل اللهِ على صخرة الشعب الفلسطيني العظيم الذي تجذر في أرضه، مضيفاً "أننا رغم كل العقبات، ورغم كل السياسات والإجراءات والانتهاكات الاحتلالية العدوانية نسير بخطى واثقة، نحو استعادة حقوقنا كاملة وإزالة هذا الاحتلال البغيض عن أرضنا المباركة".

وأكد الرئيس الفلسطيني "مسيرتنا المباركة هذه لن تتوقف حتى نرفع رايات فلسطين فوق المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة في القدس عاصمتنا الأبدية، لقد مد الجانب الفلسطيني يده لسلام عادل وشامل على أساس قرارات الشرعية الدولية، ولا يزالُ يحدو الفلسطينيين الأمل بتحقيق ذلك، مشددا أن الفلسطينيين لن ينتظروا إلى الأبد "فلا شيء أغلى عندنا من فلسطين، ولا شيء أكرم عندنا من شعبنا وحقوقه الوطنية".

ولفت الرئيس الفلسطيني إلى أنه سيعيد موقفه من كل الاتفاقات والتفاهمات سواء مع إسرائيل أو أمريكا نفسها، إذا ما أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن ضم أي جزء من أراضينا المحتلة، وسنحمل الحكومتين كل ما يترتب على ذلك من آثار أو تداعيات خطيرة".

الجريدة الرسمية