رئيس التحرير
عصام كامل

معاداة المصرية


كما يروج اليهود لمقولة "معاداة السامية" سأقوم بدورى وأقول "معاداة المصرية" وقصدى من "معاداة المصرية" أولئك السفهاء من الناس الذين يقولون إن مصر تحتاج إلى معجزة، ولأن عصر المعجزات قد انتهى فلا أمل إذن، وما على المصريين إلا أن يمضوا أيامهم الأخيرة فى تحسر وصبر إلى يوم القيامة.

ويقولون إن العطب ليس فى مصر الدولة ولا أجهزتها ولكن العطب فى الإنسان المصرى، ويكملون سفاهتهم بأن المصريين كانوا دوما أناسا عاجزين، وكل شيء جيد فى تاريخهم لم يكن بأيديهم، وكل شيء كان بأيديهم كان سيئا.

وذهب هؤلاء السفهاء من نقد السلطة إلى نقد الشعب، ومن إدانة الحاكم إلى إهانة المحكومين، ومن نقد أشخاص مصريين إلى نقد الشخصية المصرية.

ليس هذا فحسب، بل شاع فى السنوات الأخيرة كتابات عدة كل مهمتها رثاء الشعب المصرى، وأن تقول إن شخصية المصرى منسحقة منافقة مهزومة متملقة إلى غير ذلك، من جمل القمامة التى بات يلقيها من يعلم ومن لا يعلم على "أعظم شعوب الأرض"، وأقولها بكل فخر وعزة وبدون مبالغة، فقد أكد قولى سيد الخلق محمد (صلى الله عليه وسلم) بأن جنود مصر خير أجناد الأرض.

ولم تقتصر "معاداة المصرية" من الكتاب والشخصيات العامة التى لها تأثير بالغ فى الرأى العام فقط، بل كان هناك عدد من السفهاء فى الشارع الذين إذا غضبوا من سائق سيارة غير مهذب أو مشاجرة عابرة فى طريق أو سلوك خاطئ أو مشين يتركون صاحب الخطأ ويعلقون الخطأ على شماعة الشعب المصرى العظيم، قائلين: "هو الشعب المصرى كله كده".

ولا يعلمون أنه ليس من العقل والحكمة أن يخطأ فرد فى جماعة أو فى أمة ونقول بأن الجماعة أو الأمة كلها خاطئة، فالخطأ يعود إلى الشخص نفسه.

بل وصل الأمر مؤخرا إلى أن تطاول أحد الصحفيين من دويلة شقيقة تدعى "قطر" قائلا للمصريين: ماذا صنعتم غير أقراص الطعمية؟ ولكنى لن أرد على السفيه بسفاهة ولكن سأرد عليه كما تربيت فى أصل مصرى بأدب وبحكمة.

المصريون + أقراص الطعمية = أحمد زويل، فاروق الباز، مجدى يعقوب، مصطفى السيد...
قطر – البترول = لا شيء.

إننى أشعر بمرارة فى حلقى وغضب فى قلبى من أولئك السفهاء الذين ينظرون إلى مصر الحجر وفقط، فمصر ليست الأهرامات والمعابد وأبو الهول فقط، ولكن مصر البشر المليئة بعلمائها.

فمن هؤلاء من يكره مصر كمصر، ولكن ستظل مصر هى أعظم بلد فى العالم بتاريخها وحضارتها وناسها الطيبين الذين من المفروض أن أُجد ردا لهؤلاء المعادين للمصرية ولكنى حينما أفكر فى وصف أهل مصر تعجز كلماتى عن التعبير ولا أجد أى حرف فى الأبجدية أو كلمة فى القاموس لوصف هذا الشعب.
الجريدة الرسمية