رئيس التحرير
عصام كامل

بعد التصعيد الأخير بينهما.. سيناريوهات الحرب بين الكوريتين

كيم جونج أون ومون
كيم جونج أون ومون جاي

بعد أن أعلنت كوريا الشمالية عن أول ظهور للزعيم كيم جونج أون بعد غياب دام لمدة 3 أسابيع ووسط العديد من الأنباء والشائعات التي كانت تفيد بوفاته أو تدهور حالته الصحية .

أكدت كوريا الجنوبية فجر اليوم الأحد حدوث تبادل لإطلاق النار بينها و بين بيونج يانج في المنطقة معزولة السلاح بين البلدين ، لتتجدد المخاوف من اندلاع حرب كورية جديدة نرصد سيناريوهاتها فيما يلي:

 

الحرب الكورية 1950 – 1953

كانت شبه الجزيرة الكورية جزءا من الإمبراطورية اليابانية التي احتلتها منذ عام 1920 وحتى الحرب العالمية الثانية عندما أعلن الاتحاد السوفيتي ، بالاتفاق مع الولايات المتحدة، الحرب على اليابان.

ونجح الاتحاد السوفيتي في إنهاء الاحتلال الياباني لكوريا حتى حد خط العرض 38 ، والذي مثل الحدود الحالية لكوريا الشمالية مع كوريا الجنوبية  بعد إعلان الدولتين ، كما استسلمت اليابان للقوات الأمريكية جنوب هذا الخط.

وفي عام، 1945 ، توصلت أمريكا بالاتفاق مع روسيا ، إلى تقسيم شبه الجزيرة الكورية بناء على خط العرض 38 ، حيث احتل السوفييت المنطقة الواقعة شمالي هذا الخط "كوريا الشمالية" ، واحتل الأمريكيون المنطقة الجنوبية "كوريا الجنوبية".

وبدأت الحرب الكورية ، كحربا أهلية في شبه الجزيرة الكورية بين عامي 1950-1953 ، عندما نشب أول عمل عسكري عندما عبر نحو 75 ألف جندي من كوريا الشمالية خط عرض 38 ، أي تخطوا حدودهم مع كوريا الجنوبية ، محاولين احتلالها والسيطرة على كامل شبه الجزيرة ، في يونيو 1950 ، ليتوسع نطاق الحرب بعد ذلك وتتدخل الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة  ثم الصين والاتحاد السوفيتي كأطرافا في الصراع.

وانتهي الصراع بين البلدين عندما تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في 27 يوليو 1953.

 

سيناريوهات الحرب بين البلدين

قدم المحللون عدة سيناريوهات محتملة لتطور التوتر بين البلدين إلى صراع يدمر شبه الجزيرة الكورية وحتى الدول المجاورة مثل اليابان.

1- 80 ألف قتيل

في 2012 ، أكد معهد نوتيلوس في كاليفورنيا أن كوريا الشمالية تملك ما لا يقل عن 700 مدفع من عيار 170 ملم وراجمة صواريخ من عيار 240 ملم تستطيع بلوغ سيول ، لكنه شكك في مدى فاعليتها.

وقدر المعهد أن 65 الف من سكان كوريا الجنوبية سيلقون حتفهم في اليوم الاول من الصراع ، مشيره إلي أن معظمهم سيسقطوا في الساعات الثلاث الاولى ، وعليه ستبلغ الحصيلة في اسبوع 80 ألف قتيل.

وقال الباحث في المعهد روجر كافازوس ، إن كوريا الشمالية تستطيع قتل عشرات الاف الاشخاص والبدء بحرب طويلة والتسبب بكمية هائلة من الخسائر ، قبل ان يسقط النظام".

وفي حال اندلاع النزاع ، فان الرد الاميركي والكوري الجنوبي سيكون مسألة دقائق ، ما سيؤدي الى احتواء تأثير المدفعية الكورية الشمالية ويحد من عدد الضحايا في الجنوب ، إذ أن الهجوم المضاد سيدمر 1% من المدفعية الكورية الشمالية كل ساعة ، اي نحو ربعها مع نهاية اليوم الاول ، كما أن القسم الأكبر من المعارك سينتهي في اربعة ايام.

وإذا صح ما اوردته وثائق رسمية كورية جنوبية تعود الى 2016 ، فإن واشنطن ستحرك 690 الف عسكري و160 بارجة والفي طائرة ، يضافون الى 28 الفا و500 جندي اميركي ينتشرون في شكل دائم في شبه الجزيرة.

كذلك ، سيصبح الجيش الكوري الجنوبي الذي يضم 625 الف جندي تحت قيادة اميركية ، كما أن الأفضلية التكنولوجية هي بالتأكيد في صالح الجنوب.

الاستخبارات الأمريكية تكشف حقيقة "تزييف" صور زعيم كوريا الشمالية

هجوم نووي

قال الباحث في جامعة تروي بكوريا الجنوبية دانيال بينكستون ، إن لدى نظام كوريا الشمالية مجموعة كبيرة من الادوات التي يمكن ان يلجأ اليها ، مثل الأسلحة النووية.

وتتراوح التقديرات بين امتلاك كوريا الشمالية ما بين 14 و18 رأسا نوويا ، وهو رقم قد يكون وصل إلي الـ 100 في عام 2020 ، إذ يرى البنتاجون أن كوريا الشمالية تخصص 25 % من اجمالي إنتاجها المحلي للجيش.

ولكن التحليلات تتباين حيال القوة التي انطوت عليها التجربة السادسة والاخيرة لكوريا الشمالية والتي قالت بيونج يانج انها شهدت اختبارا لقنبلة هيدروجينية.

كما أن ان موقع «38 نورث» ووكالة «نورسار» النروجية ، أفادا بأن القوة المنبعثة من هذه القنبلة بلغت 250 كيلوطن ، اي اقوى بـ 16 مرة من القنبلة التي القيت على هيروشيما.

ويقول موقع «نوكماب» المتخصص في تقدير خسائر الهجمات النووية ، إنه إذا فجرت بيونج يانج قنبلة مماثلة على ارتفاع 1500 متر من سيول ، فأن 660 الف شخص سيلقون حتفهم على الفور.

ويضيف أن هجوما مضادا اميركيا على كوريا الشمالية ، باستخدام سلاح بالقوة نفسها ، سيحصد 820 الف قتيل.

 

ضربة استباقية

أشار أستاذ العلاقات الدولية في جامعة تروي بكوريا الجنوبية ، دانييل بينكستون ، إلي إمكانية قيام كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية بضربة عسكرية استباقية  تهدف إلى تقويض القدرات النووية لكوريا الشمالية.

ويرى بينكستون أن الضربة الاستباقية لن تكون مجدية للجانب الأمريكية أو الكوري الجنوبي في الوقت الحالي ، لأن كوريا الشمالية تعلمت كيف توزع ممتلكاتها وتقيم الملاجئ المحصنة ، وهو ما يجعل تحييد جميع الأهداف صعبا.

ويضيف بأن ثمة احتمالا بأنه ليس جميع المنشآت العسكرية معروفة في كوريا الشمالية ، فضلا عن وجود عربات تحمل قاذفات قادرة على إطلاق صواريخ ، وهو ما يجعل استهداف جميع الأسلحة الكورية الشمالية أكثر صعوبة.

أما على الصعيد الدبلوماسي ، فلن تضمن الولايات المتحدة الدعم الدولي لهذه الضربة ، ولا سيما أن الصين الحليف الرئيسي لكوريا الشمالية ، وروسيا تحتفظان بأصوات حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن.

الجريدة الرسمية