رئيس التحرير
عصام كامل

التصحر.. قاتل صامت يهدد الوادي الجديد.. 2 مليون جنيه إعانات لـ 5 آلاف أسرة في المحافظة.. والأمم المتحدة تنضم للمكافحة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

جغرافيًا.. تمثل محافظة الوادي الجديد 44 % من المساحة الكلية لجمهورية مصر العربية جزء كبير من هذه المساحات عبارة عن صحار شاسعة لا تقع حدودها على أي مسطح مائي وتبعد عن نهر النيل بأكثر من 225 كم وتتوسط صحاريها بقاع زراعية وسكنية صغيرة يعيش عليها 252 ألف نسمة هم تعداد سكان محافظة الوادي الجديد.

 

الرقعة الصحراوية

كما أنها تعتبر المحافظة الأقل تعدادًا للسكان بعد جنوب سيناء وبسبب اتساع الرقعة الصحراوية الكبيرة وقلة الرقعة الزراعية وعدم وجود منافذ بحرية أو مسطحات مياه عذبة أصبح خطر التصحر وزحف الكثبان الرملية من أهم التحديات التي تواجه سكان المحافظة خلال الفترة الحالية خاصة بعد تصاعد هذه الأزمة وتضرر آلاف المواطنين منها ممن دمرت مزارعهم ومنازلهم.

التصحر

وفي هذا السياق أكد خيري طليب رئيس مجلس الوطني لحقوق الإنسان بالوادي الجديد أن التصحر وزحف الكثبان الرملية من التحديات والمخاطر الكبيرة التي يواجهها سكان محافظة الواحات.

ووزعت مديرية التضامن الاجتماعي العام الماضى مساعدات مالية وصلت قيمتها 2 مليون جنيه صرفت لأكثر من 5 آلاف شخص بحد أدنى 274 جنيهًا للفرد وبحد أقصى 4 أفراد بالأسرة الواحدة من المتضررين من ظاهرة التصحر وغالبيتهم في القرى الصغيرة مع الأخذ في الاعتبار أن إعانة التصحر خصصتها الدولة للمحافظة الصحراوية.

وأضاف أن التصحر تسبب في محو عدد من القرى وطرد السكان منها ، وقرى الشب التي تقع جنوب المحافظة كانت أبرز المناطق التي تضررت من التصحر وزحف الكثبان الرملية حيث هجرها عدد كبير من السكان.

وهناك أيضا قرية جناج وقرية دمشق بمركز الخارجة جميعها تضررت كثيرًا من التصحر وزحف الكثبان الرملية ، وبسبب التصحر فشل مشروع سكة حديد الوادي الجديد الذي كلف الدولة أكثر من 1.6 مليار جنيه بسبب زحف الكثبان الرملية عليه باستمرار ، ولهذا من الواجب على أجهزة الدولة التكاتف والتصدي لهذه الظاهرة البيئية الخطيرة التي تزداد وتتمدد باستمرار كل عام مما يهدد التنمية الزراعية والسكانية بالمحافظة.

الخصوبة

من جهته قال المهندس سيد محمود ، مهندس وخبير زراعي بالوادي الجديد: ندرة المياه وقلة خصوبة وملوحة التربة وعدم وجود أحزمة خضراء تعمل كمصدات للرياح حول القرى الصغيرة من الأسباب الرئيسية للتصحر لأن وظيفة هذه المصدات هو وقف زحف الكثبان الرملية ، بالإضافة إلى أنه هناك زراعات تتحمل التصحر.

وتوقف زحف الرمال أبرزها النخيل والجزورين وأشجار الموالح والزيتون ، ويجب الاهتمام بزراعة هذه الأشجار حول القرى والمزارع والمناطق التي تشهد نشاطا مستمرا للرياح ، كما يجب أيضا التوسع في الرقعة الزراعة وإزالة الكثبان الرملية ومحاولة زراعتها.

الفاو

بدوره كشف الدكتور مجدي المرسي ، بمحطة البحوث الزراعية بالوادي الجديد ، تولى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) تنفيذ مشروع لمكافحة التصحر والجفاف في 15 قرية بـالمحافظة ، وذلك بالتعاون والتنسيق مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ومركز بحوث الصحراء.

والمشروع بدأ تنفيذه في قرى (المنيرة ، الثورة ، ناصر) بمركز الخارجة وفى 5 مواقع بكل قرية بإجمالى 15 موقعا ، على أن يبدأ المشروع بداية الموسم الصيفي المبكر ، ويستمر المشروع لمدة 3 سنوات بواقع 36 شهرًا ، والمشروع يسمى الإدارة المستدامة للنظم الإيكولوجية الزراعية في واحة الخارجة ، وسوف يساهم المشروع الممول من مرفق البيئة العالمية للمجتمعات المحلية وأصحاب الحيازات الصغيرة في تكثيف الإنتاج الغذائي المستدام ، ويوفر خيارات سُبل العيش المتنوعة في واحة الخارجة.

كما يقدم الفرصة لتحسين حياة المستفيدين من هذا المشروع خاصة من النساء وسيتم تعميمه على بقية المناطق.

يذكر أن اللواء محمد الزملوط ، محافظ الوادي الجديد ، سبق وأعلن أن المحافظة تبذل جهودا كبيرا لمواجهة مخاطر التصحر ، موضحًا أنه التقى الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي لبحث ومناقشة دعم برامج وخطط المحافظة في هذا المجال ، وجرى بحث إقامة قرى للأسر الأكثر احتياجا المتضررة من التصحر والجفاف ودعمها بآبار الري والأراضي المستصلحة.

دعم القرى

كما جرى مناقشة آليات اختيار انسب القرى لدعمها بمساعدات مبادرة مكافحة التصحر ، وذلك ضمن برنامج الحماية الاجتماعية لرعاية محدودي الدخل بالمناطق الحدودية والصحراوية.

وكشف «الزملوط» أنه تم التنسيق مع وزارة البيئة لتنفيذ المبادرة القومية للتشجير لمكافحة التصحر من المحافظة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وتم زراعة مصدات رياح حول العديد من القرى ومداخل المدن ، وتم طرح الكثبان والغرود الرملية بنظام الإيجار في مقابل نصف الثمن أمام المواطنين لتعظيم الاستفادة منها وزراعتها كمصدات لزحف الرمال على القرى والمدن بجانب التيسير في إجراءات استخراج الآبار بها لزراعتها ووقف زحف الكثبان الرملية على القرى والزراعات المهددة منها.

وتعد تلك الإجراءات لمواجهة أزمة زحف الرمال المتحركة والتي أثرت بشكل كبير على الطرق الرئيسية والزراعات من المشاريع الكبرى خاصة أن كثيرا من المشروعات توقفت خلال الفترة الماضية بسبب هذه الرمال والتي تنتقل بكميات كبيرة من مكان لآخر بسرعة كبيرة.

نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية