رئيس التحرير
عصام كامل

أساتذة علوم سياسية: خريطة العالم في قبضة المجهول.. نزاعات الشرق الأوسط مستمرة وكورونا لن يوقفها.. والاتحاد الأوروبي سينهار

ترامب ...صورة أرشيفية
ترامب ...صورة أرشيفية

يتوقع العديد من المحللين السياسيين والخبراء أن يتغير العالم بعد الأزمة الحالية، خاصة بعدما أظهرت وجود خلل في النظام العالمي.

 

مستقبل متغير 

ربما تكون السيناريوهات التى تدور فى رؤوسهم ليست مبشرة أو حالمة، ولكنها فى المجمل تتوقع تغييرات جذرية فى كل الأحوال.

يقول الباحث فى الاجتماع السياسى الدكتور عمار على حسن: إن الجائحة ستؤثر على العالم لكن ليس التأثير الكبير أو الجذري، لكنها ستؤدي إلى زيادة إنفاق الدول على الصحة والتوسع في نظام التعليم عن بعد، مضيفًا أن من ضمن هذه التأثيرات وضع قيود على انتقال العمالة والهجرة مع وضع اشتراطات صحية مشددة للتنقل بين الدول.

ولفت إلى أن عدم قدرة بعض المؤسسات الدولية حاليًا على تقديم المساعدة لبعض الدول التي تفشي فيها الوباء جعل الحكومات لا تثق في قدرة هذه المؤسسات على مواجهة الأزمات الكبرى، مشيرًا إلى أنها ليست هي الجائحة الأولى التي يمر بها العالم، فقد سبقتها الكثير من الجوائح والأوبئة ولم يتغير العالم، بل ظلت العنصرية ونهب ثروات الدول والاحتلال سواء بطريق مباشر أو غير مباشر كما هي.

الاتحاد الأوروبي

وقال "عمار": التطور الأخير قد يؤدي إلى تراجع مكانة بعض الدول الأوروبية التي عجزت عن السيطرة والمواجهة والمكافحة، لكن الاتحاد الأوروبي سيظل كما هو ولن يتفكك أو يتأثر سلبا، مشيرا إلى أن كل الدول الأوروبية أغلقت حدودها ولا تملك مساعدة الدول الأخرى إلا القليل منها مثل ألمانيا التي تستقبل عددا من المرضى الفرنسيين لمعالجتهم، كما أن الاتحاد الأوروبي مر بالكثير من الأزمات ولم يتأثر بها.

الشرق الأوسط

وبالنسبة للنزاعات في الشرق الأوسط أكد "حسن" أنها ستظل مستمرة ولن تؤدي الظروف الأخيرة إلى توقفها سواء في ليبيا أو سوريا أو اليمن، مضيفا أن الحوثيين في ظل الأزمة العالمية الحالية والتي تعاني منها دول الشرق والغرب أطلقوا هجمات وصواريخ على المملكة العربية السعودية، قبل أن يتم وقف الحرب مؤقتا.

كما أن ليبيا يتواصل فيها الصراع على أشده في ظل الأزمة الحالية، بل على العكس في حال تفشي المرض في هذه البلدان فقد يدفعها الهروب من الأزمة إلى شن المزيد من الهجمات سواء الداخلية بين الفصائل المتنازعة أو توجيه ضرباتها إلى الخارج مثل الحرب التي يشنها الحوثيون على السعودية.

وعن الولايات المتحدة..  قال "عمار" إنها تمتلك الكثير من ركائز القوة سواء الاقتصادية أو العسكرية، ويمكنها النهوض مرة أخرى من أي كبوة أو أي نكسة، حيث إنه في الأزمة العالمية في 2008 توقع كثير من المحللين انهيار الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها استطاعت تجاوز الأزمة والنهوض مرة أخرى.

وكذلك الأمر في الأزمة الأخيرة حيث ستتجاوزها وتسترد عافيتها مرة أخرى، مضيفا أن الصين لا تمتلك القوة التي تمتلكها أمريكا على الرغم من أن بكين لديها إمكانيات هائلة سواء اقتصادية أو عسكرية لكنها لن تتخطى الولايات المتحدة وستظل الولايات المتحدة هي الأقوى.

النظام العالمي الجديد

جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية، قال: إن التغيرات في النظام العالمي فى المستقبل القريب لن تكون كبيرة، ولن تؤدي إلى تفكك الاتحاد الأوروبي، لأنه يعتمد على قواعد ثابتة، مشيرًا إلى أنه ستحدث بعض التغييرات المحدودة مثل زيادة التوتر بين الولايات المتحدة والصين بعد تبادل الاتهامات وزعم الصين بأن الجيش الأمريكي قام بإدخال الفيروس إلى ووهان، واتهام واشنطن لبكين بإخفاء المعلومات عن الفيروس.

وأشار "عودة" إلى أن هذه التوترات أدت إلى تخفيض التعاون الأمريكي الصيني بشأن الأمراض المعدية، مؤكدًا أن التوتر في العلاقات الدولية بسبب الفيروس، لا يقتصر على الولايات المتحدة والصين فقط بل امتد إلى الصين من جانب وكورويا واليابان وأستراليا من جانب آخر بحسب استطلاعات الرأي في هذه البلدان.

الدولة الوطنية

ولفت "عودة" إلى أن الأزمة  أدت إلى استعادة مفهوم الدولة الوطنية القوية بشكل فعال خاصة في دول الاتحاد الأوروبي، وعزز هذا إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا في حالة حرب، حيث أرسل وحدات مسلحة إلى الشوارع لمراقبة الأوامر الصارمة، وأضاف أن الفيروس أظهر الحاجة إلى سلطة عامة للتعامل مع حالة الطوارئ سواء على مستوى الدولة أو على المستوى الأوروبي.، كما أظهر حجم إهمال القطاع العام بعد فترة طويلة من "الليبرالية الجديدة".

وبالنسبة إلى أزمات الشرق الأوسط أكد "عودة" أن الفيروس المستجد وضع مخيمات اللاجئين في سوريا في موقف صعب، خاصة في ظل التزاحم داخل المخيمات، الأمر الذي يجبر 3 أو 4 أسر على العيش معًا في مكان واحد ضيق.

كما أن البنية التحتية الصحية العامة سيئة في هذه المناطق، مشيرًا إلى أن اليمن أيضا معرضة لتفشي الوباء بسبب قربها "الجيوسياسي" مع إيران، ولفت إلى أن النظام الصحي في ليبيا غير قادر على التعامل مع الأزمة، مشيرًا إلى أن التوافق حول تطبيق أفضل السبل الصحية في هذه البلدان ضرورة للسيطرة على هذه الجائحة.

الدول النامية

من جانبه قال الدكتور نبيل حلمي أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية: إن جائحة كورونا وضعت الجميع أمام تحدٍ صعب سواء الدول النامية أو المتقدمة مما يفرض على هذه الدول التعاون فيما بينها خاصة في المجال الصحي، مضيفًا أن العالم أدرك حاليا أهمية تفعيل دور منظمة الصحة العالمية للتصدي لهذه الأزمات.

وبالنسبة إلى حروب ونزاعات الشرق الأوسط سواء في سوريا أو ليبيا أو اليمن أكد الدكتور نبيل حلمي أنه سيتم إعادة النظر في هذه الحروب ووضع أولويات لهذه المرحلة، وفي مقدمتها منع تفشي الوباء.

وعن القضية الفلسطينية قال الدكتور نبيل فهمي إنه لحل هذه القضية يجب أولا تحقيق التوافق بين الفسطينيين والتفاوض بمساعدة أطراف دولية قوية، مشيرًا إلى أن جائحة كورونا لن تؤثر على هذه القضية.

وبالنسبة للاتحاد الأوروبي قال نبيل حلمي: إن الاتحاد الأوروبي يعاني من مشكلات في الأساس قبل ظهور الأزمة الأخيرة، وظهر ذلك جليًا حينما خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فيما يعاني الاتحاد حاليا أسوأ حالاته، بعدما عجز عن تقديم يد العون لأعضائه في هذه الأزمة وخاصة إيطاليا التي أرسلت العديد من الاستغاثات له دون جدوي، وتوقع الدكتور نبيل حلمي تفكك الاتحاد الأوروبي خلال 5 سنوات، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة سيتم التركيز فيها على الدولة الوطنية مع تراجع العولمة.

وعن النظام العالمي الجديد  قال "حلمي" أنه سيكون هناك نوع من التوازن في العلاقات الدولية ولن يكون ذات قطب واحد، مشيرًا إلى أن الصين وروسيا وعدد من الدول ستشكل هذا التوازن مع الولايات المتحدة الأمريكية.

نقلًا عن العدد الورقي...،   

الجريدة الرسمية