رئيس التحرير
عصام كامل

مافيا صناعة أجهزة التنفس.. 5 شركات فقط في العالم تتحكم في توريدها لبقية الدول.. ومصر تمتلك الكفاءات العلمية للتصنيع

.صورة أرشيفية
.صورة أرشيفية

أجهزة التنفس الصناعي من الأجهزة الطبية المهمة في إنقاذ حياة المرضي في المراحل المتأخرة في حالات فشل الرئة وعدم قدرتها على التنفس تلك الأجهزة مصنفة عالميا ذات خطورة من الدرجة الثالثة وتحتاج إلى تكنولوجيا متطورة في التصنيع.

 

5 شركات عالمية

وفي مصر كان يتم الاعتماد كليا على الاستيراد لتوفيرها حيث تسيطر 5 شركات عالمية في أمريكا وأوروبا على إنتاج أجهزة التنفس ورغم إتاحة إحدى الشركات الأجنبية حقوق الملكية الفكرية لأحد أنواع أجهزة التنفس الصناعي حتى تتمكن الدول من إنتاجها إلا أن غالبية الدول لن تستفيد منها ومنها مصر نظرا لوجود عدة تحديات تواجه صناعة تلك الأجهزة. 

الدكتور شريف عزت رئيس شعبة المستلزمات الطبية باتحاد الصناعات أكد من جانبه أن أجهزة التنفس مصنفة عالميا من الأجهزة الطبية ذات الخطورة من الدرجة الثالثة أي إنها جهاز  لا يتحمل نسبة ١% خطأ عند صناعته مشيرا إلى أنه يوجد عدد قليل من الشركات المصنعة له في أوروبا وأمريكا عددها يصل إلى ٥ شركات كما توجد شركات في الصين وتايوان تصنع أجهزة التنفس الصناعي.

وأوضح أن مصر تستورد تلك الأجهزة من الشركات في دول أوروبا وأمريكا موضحا أنها حاليا توقفت عن التصدير نظرا لحاجتها لتلك الأجهزة  مشددا في الوقت نفسه على أن أجهزة التنفس الصناعي ليست علاجا بل هي أجهزة مساعدة للمريض عندما يصل إلى مراحل متقدمة من المرض مشيرا إلى أن ٨٥% من المرضي الذين يتم وضعهم على أجهزة تنفس صناعي يتوفون نظرا لأن حالتهم الصحية تكون متدهورة بينما ١٥% يخرجون منها.

الكفاءة العلمية 

وأشار إلى أن مصر تمتلك المتخصصين في الهندسة الطبية والكفاءات يمكنهم صناعة الجهاز ولا يوجد أي مشكلة في التصميم والتكنولوجي إلا أن التحدي هو توفير المكونات الخاصة بالصناعة بجانب أن الجهاز يحتاج إلى اختبارات شديدة التعقيد جزء منها في مصر وجزء آخر خارجها يجب أن يمر به الجهاز حتى يمكن استخدامه.

وأضاف أنه لا يوجد استثناء لإمكانية تشغيل الجهاز بدون اختبارات مؤكدا أن صناعة الجهاز تحتاج من  ٨ شهور إلى ١٢ شهرا وما يتردد عن إنتاج جهاز تنفس صناعي في أسبوع حديث غير منطقي وغير علمي مشددا في الوقت نفسه على أن أكبر شركة عالمية سمحت بالتصميم الخاص بجهاز التنفس الصناعي ومصر تفاوضت معها لإنتاج الجهاز.

وتابع حديثه بأن تلك الشركة الأجنبية من قبل ظلت ٤ سنوات تصنع جهاز تنفس صناعي ويخضع لاختبارات وبعد ما وفرته لمدة سنة تم سحبه لمشكلات تسبب فيها الجهاز مشيرا إلى أن تكلفة جهاز التنفس الصناعي تصل إلى  ٢٥٠ ألف جنيه.

أنواع مختلفة

من جانبه قال الدكتور حسام كمال استشاري العناية المركزة والعضو السابق لمجلس النقابة العامة للأطباء إن أجهزة التنفس الصناعي لها أنواع مختلفة منتجة من شركات متعددة بدرجات جودة مختلفة كلها تستخدم في تحسين وظائف التنفس لدى المريض.

وأشار إلى أن آلية عمل الأجهزة التنفسية عبارة عن الضغط بشدة لتوصيل نسبة أكسجين مرتفعة إلى الرئة موضحا أنه يوجد منها نوعان أحدهما يستخدم عبارة عن ماسك على وجه المريض ويحتاج إلى مريض متعاون بدرجة من الوعي ولم يصل إلى درجة مرتفعة من الفشل التنفسي يقوم بضبط الجهاز على وجهه وضخ الهواء.

بينما يوجد نوع آخر من أجهزة التنفس الصناعي عبارة عن أنبوبة حنجرية توضع داخل القصبة الهوائية ويتم تخدير المريض في حالة استخدامه نظرا لأن الأنبوبة ذات قطر كبير ولا يمكن وضعها للمريض إلا مع وجود أدوية مخدرة.

وتصل تلك الأنبوبة بين الرئة والجهاز لتحسين وظائف التنفس وضخ الأكسجين إلى الرئة ومساعدة الرئة على التنفس لأنها بمفردها لا تستطيع التنفس نتيجة انخفاض الأكسجين في الدم.

وظائف الرئة

وأضاف أن أي جهاز تنفس صناعي يؤدي الغرض منه لتحسين وظائف الرئة ومساعدة المريض على التنفس في ظل الأزمات العالمية يصلح  نظرا لأنه لا يوجد وقت للاختيار بين جودة الأجهزة وإنتاج ١٠ أجهزة متوسطة الجودة لإنقاذ عدد كبير من المرضى أفضل من جهاز ذي جودة عالية.

وشدد على أنه لا يوجد دولة في العالم لديها مخزون كافٍ من أجهزة التنفس الصناعي يواجه الأزمات والكوارث العالمية والشركات العالمية أتاحت حقوق الملكية الفكرية لإتاحة الفرصة للدول لإنتاج عدد كبير من الأجهزة في وقت قليل.

من جانبه قال المهندس عبداللطيف عبداللطيف وكيل إحدي الشركات العالمية لصناعة أجهزة التنفس الصناعي إن تلك الأجهزة تستخدم لدعم المرضى غير القادرين على التنفس ووصلوا إلى مراحل من الفشل التنفسي ويتم وضع المريض على جهاز تنفس صناعي يقوم بوظيفة الرئة ويعطي دفعة هواء إلى  الرئة.

وأشار إلى أن تلك الأجهزة معقدة وليس من السهل تصنيعها والقدرات العلمية في مصر قادرة على التصنيع ولكن أهم المعوقات هي توفير المكونات المستخدمة في الصناعة بجانب التجارب على  الجهاز للتأكد من أمانه ولا يمكن التنازل عن الأمان للجهاز موضحا أن الشركات العالمية لكي تنتج جهازا تحتاج إلى ما لا يقل عن ٤ سنوات ولا يمكن في وقت قليل إنتاج جهاز متطور يصلح للرعايات المركزة ويلحق في وقت قليل اختبارات الأمان.

وأضاف أن مصر لديها  أجهزة تنفس صناعي كافية في الظروف العادية وليس كل مرضي الرعايات المركزة يحتاجون إلى جهاز تنفس صناعي بل في الحالات الأكثر خطورة.

وأكد أن الشركة العالمية التي أتاحت حقوق الملكية الفكرية لأحد أنواع الأجهزة التي تقوم تصنيعها سهل التصنيع لا يحتاج إلى غرف بالرعايات المركزة إلا أن الدول التي سوف تستفيد من ذلك لديها شركات إنتاج مكونات الجهاز وليس كل دول العالم موضحا أن توفير مكونات الجهاز مشكلة تواجه ثلاثة أرباع دول العالم.

وأشار إلى ضرورة أن يتم دعم الصناعة الوطنية في مصر للاستغلال الأمثل لها في أي ظروف طارئة تواجه الدولة موضحا أننا حاليا بحاجة أكثر إلى الكمامات من أجهزة التنفس الصناعي.

نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية