رئيس التحرير
عصام كامل

محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق: تركيا وقطر تستغلان كارثة كورونا لتحقيق مكاسب خاصة.. والصين فقدت مصداقيتها في العالم | حوار

السفير محمد العرابي
السفير محمد العرابي .. وزير الخارجية الأسبق

 تغيير في أولويات الجيوش.. والصراع الدولى يأخذ أشكالا جديدة 

 أمريكا ستكون الأسرع في التعافى.. وتفكك الاتحاد الأوروبي ليس في مصلحة العرب 

استعرض السفير محمد العرابي، عضو مجلس النواب ووزير الخارخية الأسبق، شكل النظام العالمى بعد انتهاء الأزمة التى يعيشها العالم بأسره، متوقعا أن تنسى الدول ما حدث من معاناة وتواصل سياساتها السابقة، وأن أمريكا ستكون الأسرع في استعادة نفوذها، مقارنة بالصين التي عليها استعادة مصداقيتها لدى شعوب العالم.

وقال العرابى إن الإرهاب يعيش حالة خمول حاليا، متوقعا أنه سينقض على منطقة الشرق الأوسط بشكل شرس بعد انتهاء الأزمة،  مضيفا: بعض الدول مثل تركيا وقطر تحاول استغلال الأزمة لتحقيق مكاسب خاصة، متوقعا استمرار الصراع في ليبيا.

 وتابع عضو مجلس النواب، فى حوار مع "فيتو": الجيوش في العالم ستعيد النظر في أولوياتها ونظم التسليح، بعد انحسار الوباء، التي كشفت عن أهمية السيطرة على البحار، مضيفا أن العالم سيركز في أبحاثه العلمية على كيفية حماية البشرية من هذه الظواهر.. وإلى نص الحوار : 

*كيف ترى مستقبل النظام الدولي أحادي القطبية حاليا، بعد انحسار الأزمة الحالية؟

  أرى أن هناك احتمالين، الأول: أن تنسى الدول ولاسيما الكبرى كل ما حدث من معاناة وتستمر كما كانت في سياساتها السابقة، والثانى: أن تأخذ شكلا إنسانيا أكثر في سياساتها، بحيث يهتم النظام الدولى بالإنسان بشكل أكبر من مصالح الدول، وأن يكون هناك تعاون أكبر بين الدول، وأنا شخصيا أتمنى أن يحدث الاحتمال الثانى، إلا أننى أتوقع أنه لن يحدث في الغالب، لأن الدول ستنسى ما حدث من معاناة وأزمة. 

*وماذا عن القوى الدولية المتوقع زيادة نفوذها في العالم، بعد الأزمة؟

 من الصعب التكهن بوجود نفوذ جديد حاليا، ولكن نستطيع القول إن الولايات المتحدة الأمريكية سيكون لديها القدرة الكبيرة على التعافى السريع من الأزمة، نظرا لقوتها الاقتصادية والعسكرية، مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي التي شهدت تراجعا كبيرا وأصيبت بوهن شديد، أو الصين، التي ستعانى كثيرا في استعادة قوتها الاقتصادية مرة أخرى، بعدما فقدت مصداقيتها لدى شعوب العالم.

حيث شهدت الصين مؤخرا تراجعا كبيرا في تصدير منتجاتها، بسبب وقف استيراد الدول منها أي منتجات، وهو ما سيستمر الفترة المقبلة، وبالتالي أرى أن الصين ستعانى وعليها استعادة مصداقيتها لدى الشعوب والدول مرة أخرى، لتعود اقتصاديا من جديد، في ظل هذه المتغيرات التي حدثت. 

*وماذا عن الحروب في منطقة الشرق الأوسط، هل ستواصل دق طبولها بعد الأزمة؟ 

نستطيع القول إن هناك نوعا من التراجع في الأعمال الإرهابية، التي كانت تقع بالمنطقة، ولكن لا أعتقد أن الإرهاب سيعيد التفكير في التصالح مع المجتمع بعد انتهاء الأزمة، بل هو يعيش حالة من الخمول حاليا لينقض بشكل شرس بعد انتهائها، كما أتوقع أن دولا مثل تركيا وقطر، التي تسمى محور الشر، ستواصل ما تقوم به من دور، حيث تستغل انصراف العالم لمواجهة الأزمة، وتحاول تحقيق مكاسب خاصة. 

*وماذا عن مستقبل حرب اليمن، من وجهة نظركم؟

أرى أنها بدون قواعد، رغم ما تم إعلانه من توقفها مؤخرا بشكل مؤقت، ولكن الأمور قد تتطور إلى الأسوأ فى أى لحظة.  

وهل ذلك الأمر سينطبق على الصراع العربي الإسرائيلي أيضا؟

بالفعل، فالاحتلال الاسرائيلى من الأنظمة المتوقع أن تستغل مثل تلك الأزمات معتبرة إياها فرصة، ولاسيما أن هناك خطوة قادمة بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، والتي ربما ستسعى لمحاولة تطبيق المبادرة الأمريكية الأخيرة بشأن القضية الفلسطينية، على أرض الواقع. 

*وكيف تتوقع مستقبل الصراع في ليبيا ؟

 لا أرى أنه سيحدث به تغيير، نظرا لأن النظام التركى يستغل تلك الأزمات لتحقيق مكاسب أكثر، وبالتالي سيستمر الصراع، وكذلك الأمر في سوريا. 

*وماذا عن شكل الجيوش في العالم بعد المرحلة الحالية، هل سيكون لديها أولويات جديدة؟

بالتأكيد أولويات الجيوش ستختلف بعد تلك الأزمة، كما ستختلف نظم التسليح والتجهيز، حيث سيكون هدفها الحفاظ على صحة المواطنين في المقام الأول، وتحاول استخدام أسلحة واستعدادات لمواجهة مثل تلك الأزمات، وأرى أن الأزمة كشفت عن أهمية البحار، في الوصول بسرعة لأى نقطة في العالم مع إيقاف الطيران والخطوط الجوية، وبالتالي من سيملك البحار سيسيطر، وأرى أن الصين تحاول الاستعداد للحصول على القوة البحرية الفترة المقبلة، لتتمكن من السيادة بشكل أكبر. 

*وماذا عن شكل الاقتصاد الدولى، هل سيتغير نمط اقتصاد الدول ؟

بالفعل، سيكون هناك تغيير كبير في شكل النظام الاقتصادى، كما أنه سيكون قادرا على التعافى سريعا بعد الأزمة، وذلك لتوفير احتياجات المواطنين، وسيكون هناك تركيز على الصناعات الغذائية والدوائية والطبية، بالإضافة إلى إنتاج الطاقة وذلك لمواجهة مثل تلك الأزمات، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من تلك المنتجات المهمة المطلوبة بكل دولة. 

*وماذا عن مستقبل الاتحاد الأوروبي وسيناريوهات تفككه في ظل الأزمة الحالية؟

الاتحاد الأوروبي، يواجه أزمة بالفعل، ويعيش حاليا حالة وهن، ليس فقط بسبب التأثر الشديد لإيطاليا وفرنسا من أزمة كورونا، وهما من الأعمدة الرئيسية للانحاد، بل أيضا بسبب تغيير القيادة الألمانية قريبا، وغيرها من المتغيرات التي تجعل نسيج الاتحاد الواحد، أصبح ضعيفا. 

*وهل ذلك يصب في صالحنا بالمنطقة أم العكس؟

أرى أن ضعف الانحاد الأوروبي ليس في صالح مصر، حيث نرتكز عليه في أمور عديدة، سواء على المستوى الاقتصادى والاستثمارات والتنمية، أو على المستوى السياسي لاسيما وأن الاتحاد الأوروبي من الداعمين لنا في القضية الفلسطينية، وهنا أؤكد أن مصر كان لديها بعد نظر في علاقاتها الخارجية، حيث تربطها علاقات جيدة مع كل دول الاتحاد الأوروبي على حده، وليس مع الاتحاد ككيان بمفرده، وبالتالي فستواصل علاقتها مع تلك الدول بشكل جيد. 

*وهل ترى أن هناك حكاما أو أنظمة ربحت أو خسرت من تلك الأزمة؟

أرى أن من أبرز الأنظمة الخاسرة في الأزمة، هي النظام التركي، لاسيما مع عمليات القرصنة، التي قام بها على بعض السفن المحملة بالمستلزمات الطبية، حيث لن ينسى العالم ما حدث منه، وكذلك استغلاله للأزمة لتحقيق مصالح، فهو مثال للنظام القبيح في العالم. 

*من وجهة نظركم، ما الدروس المستفادة، من الأزمة بالنسبة للدول؟

أرى أن الدول ستحرص الفترة المقبلة على توفير احتياجاتها وتحقيق اكتفاء ذاتى لمنتجاتها من خلال زيادة الإنتاج على مستوى المواد الغذائية والدواء، وكذلك اكتفاء ذاتى من الطاقة، وهو ما سيزيد من التنافس بين الدول على المقدرات والموارد الطبيعية، منها الطاقة والمياه، وسيؤدى ذلك إلى اختلاف أشكال الصراعات بين الدول، عما كان من قبل.

كما أرى أن الأزمة أثبتت أن الأسلحة البيولوجية، أخطر من الأسلحة النووية، التي تراجع الحديث عنها مؤخرا، بسبب جائحة كورونا، وهو الأمر الذي سيجعل العالم يركز في أبحاثه العلمية على كيفية الحفاظ على البشرية.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"  

الجريدة الرسمية