رئيس التحرير
عصام كامل

تشمل قتل الآباء والأجداد.. 10 أسباب تدفع ترامب لرفض تطبيق "مناعة القطيع"

فيروس كورونا - أرشيفية
فيروس كورونا - أرشيفية

عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رفضه تطبيق سياسة مناعة القطيع في مكافحة فيروس كورونا المستجد.

و مناعة القطيع هي استراتيجية طرحتها بريطانيا في أول مارس للتعامل مع الأزمة. وفي اختصار، يرى أصحاب النظرية بأن نسمح للفيروس بأن ينتشر تدريجيا فيصيب نسبة كبيرة من السكان وبعد أن يتعافى معظمهم سيكوّنون مناعة ضده وعندما تتكون لدى عدد كبير من السكان مناعة، تقل فرص انتشار الفيروس وينحسر تدريجيا وتنتهي الأزمة.

وتوجد 10 أسباب رصدها موقع "الحرة" الأمريكي، تدفع الدول لرفض تطبيق سياسة مناعة القطيع على المجتمع والتي يعتبرها البعض سياسة غير أخلاقية.

1- مناعة القطيع تعني ملايين الوفيات: الخبراء يقولون إنه حتى يصل مجتمع ما لفكرة مناعة القطيع في حالة كورونا، فمعنى ذلك أن يصاب 60 أو 70 في المئة من أفراده. ففي مصر مثلا يعني ذلك إصابة 60 مليون مصري على الأقل قبل أن تنجح هذه الفكرة. ولو حسبنا نسبة الوفيات من هذا الرقم بحسب آخر ما أقرته منظمة الصحة العالمية، وهو 3.4 % فيعني ذلك وفاة مليوني مصري على الأقل بسبب كورونا خلال شهور.

2- انهيار المؤسسات الصحية، بحسب الدراسات فإن حوالي 81 % من المصابين لن يحتاجوا لمستشفيات، في حين سيحتاج 14 في المئة لدخول المستشفى وحوالي 5 في المئة للعناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي. 

3-  زيادة أعداد الضحايا بين الأطباء والعاملين في القطاع الطبي عموما: كلما ازداد عدد المصابين الذين سيحتاجون لرعاية طبية، وخصوصا مع نقص الموارد وأدوات الوقاية الشخصية ستزداد الإصابات بين صفوف العاملين في القطاع الطبي وبالتالي ستزداد الوفيات، مما يعني التضحية بالعمالة الطبية المدربة، مما سيعجل بانهيار المنظومة الصحية أيضا.

4- خسائر اقتصادية مرعبة، الجميع يتحدث عن خسائر الاقتصاد في حالة تم الإغلاق لعدة أسابيع لحين السيطرة الكلية، لكن لا أحد يتحدث عن الخسائر الاقتصادية المرعبة لو تفشى الفيروس نتيحة تطبيق هذه السياسة. 

5- المدافعون عن فكرة "مناعة القطيع" يتجاهلون حقيقة عدم معرفة الأطباء عمر المناعة التي تتكون بعد الإصابة والتعافي، فلا توجد دراسات كافية عن المرض حتى الآن، فربما تستمر هذه المناعة لبضعة شهور وربما لسنوات. والمخاطرة بكل هذه الأرواح والمليارات لنتفاجئ مثلا بعد 6 شهور أن من لديهم مناعة بدأوا يتعرضون مرة أخرى للإصابة.

6- معرفة البشر بهذا الفيروس محدودة للغاية، فماذا لو سمحت دولة بإصابة الملايين على أمل تكوين مناعة القطيع، ثم تطور الفيروس وظهر بنسخة جديدة مثلا في الشتاء القادم. فمثلا فيروس الإنفلونزا الذي يصيب معظمنا في الشتاء يتطور كل سنة. وقتها سنحتاج إلى أن نبني مناعة القطيع من جديد، وسنكون لحظتها ضحينا بكل هذه التضحيات غير المقبولة على كل المستويات من أجل فكرة وهمية.

7-  فصل الفئات الأكثر عرضة ليس ممكنا بشكل عملي: البعض يقول سنعزل الفئات الأكثر عرضة للوفاة من المرض ونترك المرض ينتشر بين الأصحاء والشباب ليكونوا المناعة الأول. هذا الكلام نظري جدا وتطبيقه مستحيل على أرض الواقع. فتطبيقه يعني أن نعزل كل من هو فوق الستين وكل من لديه أي مرض مثل السكر والقلب والضغط والسرطان وأمراض الصدر والحساسية والسيدات الحوامل عزلا مشددا عن باقي أفراد المجتمع. وطبقا لسهولة وسرعة انتشار المرض فهذا الفرض غير ممكنا، إلا إذا نقلنا كل الفئات السابق ذكرها إلى مدن منعزلة، ومنعنا أي تواصل بين الفئتين وهو بالطبع شيء غير منطقي أو معقول.

8- لا يوجد أي نموذج ناجح على فكرة مناعة القطيع: الحقيقة أن بريطانيا تراجعت، بعد أن كشفت دراسة أعدتها إمبريال كوليدج أن أعداد الوفيات ستصل إلى ربع مليون لو تم تطبيق الفكرة.

9- الواقع أثبت أنه لا بديل عن الحظر والإغلاق: التجربة أثبتت أن الدول التي رفضت فكرة الحظر في البداية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا اضطرت للجوء إليه بعد أسابيع عندما تفشى المرض وزادت أعداد الوفيات. لذا فكلما تأخرنا في تطبيق هذا الدواء المُر، كلما تفاقمت المشكلة وتعقدت أكثر.

العلماء حذروا منها.. هل تساهم استراتيجية "مناعة القطيع" في الحد من انتشار كورونا بأوروبا؟  

10- مناعة القطيع يراها خبراء الصحة فكرة بشعة وغير أخلاقية،  فهي تعني ببساطة البقاء للأقوى، أو بمعنى أدق صاحب المناعة الأقوى والأمراض الأقل والأصغر سنا وتعني التضحية بالآباء والأجداد من أجل الحفاظ على الاقتصاد.

 

الجريدة الرسمية
عاجل