رئيس التحرير
عصام كامل

كورونا والقرية الكونية

مع بداية الألفية الثانية، ونظرا للتقدم العلمي الهائل في وسائل الإتصال، بدأ التبشير ببداية عالمية جديدة يتحول فيها العالم إلى قرية كونية، وهو مصطلح زاد وعرف مع بداية القرن الحادي والعشرين..

 

وبات الجميع سعداء بهذا الإنجاز الذي جعل العالم قرية واحدة من خلال وسائل الاتصال التي وحدت العالم، وجعلته مرئيا بشكل كلي عبر أجهزة الموبايل أو الشاشات والساعات الرقمية، ووقتها لم يخف البعض فرحه وسرور بهذا التحول في تاريخ البشرية إلا أن ما حدث هذه الأيام ربما يكون مؤشرا علي نهاية هذا المصطلح.

 

زوج تفصيل

 

فيروس كورونا (كوفيد-19) فيروس صغير لم يكتشفه البشر من قبل تحول إلي مرض معد، يسبب مرض الجهاز التنفسي (مثل الأنفلونزا) مصحوب بأعراض مثل السعال والحمى، ويسبب الإلتهاب الرئوي في الحالات الأشد، ينتشر بشكل أساسي عن طريق مخالطة شخص مصاب بالعدوى عندما يسعل أو يعطس، أو عن طريق القُطيرات أو اللعاب أو إفرازات الأنف..

 

هذا الفيروس ربما يكون هو المؤشر علي نهاية مصطلح القرية الكونية وبداية عصر جديد من العزلة، بعد أن تم تقطيع أوصال العالم عبر قطع وسائل المواصلات وعبر اختلاط الحقائق بالشائعات حول هذا الفيروس..

 

خاصة أن وسائل التواصل الاجتماعي خصصت فرقا لتفنيد هذه الشائعات والمعلومات والتحقق من مدي صدقها، وهو الأمر الذي يجب التحذير منه والعمل علي تداركه، بعد أن أصبحت هذه القرية محاطة بالعديد من المخاطر لعل من بينها تفشي الأوبئة والأمراض بصورة أكبر مما كانت في الفترات السابقة.

 

أردوغان وخصومه

 

فبقدر ما قربت التكنولوجيا بين البشر وبقدر ما أتاحت الاختلاط، إلا أن هذا الفيروس الصغير قطع كل شبكات التواصل بين الدول، عبر قطع كل طرق الاتصالات حيث باتت باتت هذه الوسائل( وسائل الاتصال عموما) محفوفة بالمخاطر الآن تجنبا للمخالطة.

 

وباتت السيطرة علي هذا الوباء عبر الانكفاء علي الذات والعزلة الذلتية هي الأكثر ضرورة لمواجهة هذا المرض الذي بات يهدد فكرة "العالم الكوني" من الأساس، بعد أن ظهرت عيوب وآثام هذا الاختلاط بين البشر، وبعد أن عزلت دول العالم نفسها بنفسها وفرضت عزلا وقائيا لساكنيها، ومن بينها بالقطع بعض البشر حاملي الفيروس الخطير.

 

الجريدة الرسمية