رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى وفاته.. كيف تمكن مروان ابن الحكم من إنقاذ دولة الأمويين

حروب مروان ابن الحكم
حروب مروان ابن الحكم - صورة أرشيفية

استتب الأمر لمعاوية ابن أبي سفيان، بعد تنازل الحسن ابن علي عن الخلافة له في عام 41 من الهجرة، فيما سمي بعام الجماعة بعد اضطرابات شهدتها الدولة الإسلامية عقب وفاة علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، رابع الخلفاء الراشدين عام 40 هجريا، وشرع معاوية في تأسيس دولته الأموية، حيث جعل عاصمتها دمشق في الشام. 

وعهد معاوية لابنه يزيد، بالخلافة بعد وفاته، حيث اتسمت فترة يزيد بالعديد من الخلافات، ربما كان أبرزها خروج الحسين بن علي، ومناداته بأحقيته في الخلافة، إلى أن انتهت تلك الخلافات والصراعات باستشهاده في حادث كربلاء الشهير. 

ولم يستمر يزيد طويلا في الحكم، حيث توفي، ليعهد لابنه معاوية بن يزيد بالحكم، حيث لم تستمر فترة حكمه أيضا سوى شهرين، ليتوفي عام 64 هجريا.

وبوفاة معاوية ابن يزيد أصبح حكم بني أمية في مهب الريح، بسبب الانقسام داخل البيت الأموي نفسه، على خليفة معاوية بن يزيد، واحتدام الصراعات في الدولة الإسلامية، وحركات الخروج والثورات التي تزعمها الكثيرون. 

وفي تلك الأثناء اعلن عبد الله بن الزبير نفسه خليفة المسلمين في مكة، وبدأت البيعة تأتيه من الأقاليم حتى من بلاد الشام مركز الأمويين.

وكان مروان بن الحكم، أحد أعلام بني أمية، وبنوه، في ذلك الوقت في المدينة، فأخرجهم منها عبد الله بن الزبير، فرحلوا للشام، فلما وصلوها وجدوا الانقسامات بين بني أمية على أشدها، مما جعل مروان يفكر في العودة للحجاز لمبايعة ابن الزبير.

ووصل إلى الشام عدد من قادة بني أمية البارزين كالحصين بن نمير السكوني، الذي كان يحاصر ابن الزبير في مكة، وعبيد الله بن زياد الذي كان في البصرة، وكان وصول هذين الرجلان إلى الشام نقطة تحول في تاريخ الدولة الأموية، فلو تأخر وصولهما لذهب مروان بن الحكم لمبايعة ابن الزبير.

ولكنهم استحثوا عزيمة مروان بن الحكم الذي قال له عبيد الله بن زياد، حينما علم أنه يريد مبايعة ابن الزبير:" قد استحييت لك من ذلك، أنت كبير قريش وسيدها تمضي إلى أبي خبيب -يقصد ابن الزبير- فتبايعه، فقال مروان: "ما فات شيء بعد".

وتَطَلَّع في ذلك الوقت مروان بن الحكم للخلافة، لكن واجهته عدة صعوبات، تمثلت في أحقيته بالخلافة من أمثاله داخل البيت الأموى نفسه، حتى اتفق أطراف الأزمة على عقد مؤتمر سمي بـ"الجابية" لإنهاء المشكلة، حيث انتهى المؤتمر بمبايعة مروان بن الحكم بالخلافة عام 64 هجريا. 

وبعد أن استقر الأمر لمروان في الشام، توجه نحو مصر لاستردادها من الوالي عبد الرحمن بن جحدم الفهري الذي عينه عبد الله بن الزبير، حيث نجح في استرداد مصر للحكم الأموي عام 65 بعد صلح مع واليها. 

وبعث مروان بن الحكم، عبيد الله بن زياد على رأس جيش ليقاتل والي العراق الذي ولاه عبد الله بن الزبير، ليتنزعها منه حيث دانت له العراق أيضا بعد ذلك. 

وفي 28 مارس عام 685 ميلاديا، الموافق عام 65 هجريا، توفي مروان بن الحكم، بعد عام واحد قضاه في الخلافة، نجح فيه في توحيد البيت الأموي من جديد.

كما استرد العراق ومصر من سيطرة ولاة عبد الله ابن الزبير، حيث لم يتبق تحت سيطرة ابن الزبير عند وفاة مروان ابن الحكم سوى المدينة والحجاز، واللتين سيعيدهما عبد الملك نجل مروان ابن الحكم، بعد ذلك، لذلك أطلق بعض المؤرخين على مروان بن الحكم، لقب مؤسس الدولة الأموية الثانية.

 
الجريدة الرسمية