رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة طمأنة.. من بلد الألف مئذنة

لطالما ظلت مصر بأهلها وحضارتها هي الدولة الكبرى والعظمى.. ليس في المنطقة العربية وحدها فحسب بل في العالم أجمع.وكيف لا؟! وهي التي مر عليها عقود وقرون وعصور خلقت ورسمت لها تاريخاً عتيقاً يشار إليه بكل فخر وإعتزاز، شهدت له كل الأمم السابقة والحالية.

اقرأ ايضا: كورونا بين التأويل والتهويل

والسر في ذلك أن مصر وعلى مدار التاريخ القديم والحديث بقيت كما هي مصر الصامدة بأهلها.. الشامخة بجيشها، والفريدة بشعبها وأرضها.. فعلى مدار التاريخ هلكت أمم ونشأت أمم أخرى، أمم انقسمت وتشتت، وأمم تلاشت وانتهت، إلا مصر الغالية، فقد تعهد الله بحفظها على مر العصور والأزمان حتى يرث الأرض ومن عليها.

 

لقد مر على مصر جميع ألوان المحن والفتن.. فقد نالتها المؤمرات المدسوسة بأطماع الغزاة، وأبطأ تقدمها ونهضتها ويلات الحروب وأحقاد المحتلين.. لذا فهي دائماً في رباط إلى يوم الدين.. ولكن الله حاميها ومثبت أقدام أهلها، ليحفظوا عهدها ويثَبّتوا مجدها.

 

ستظل مصر بعون الله في عز الأزمات والمحن فاتحة أبوابها جنة زاهرة لكل زائر ومحب.. ومقبرة مهلكة لكل غازٍ ومحتل.

 

اقرأ ايضا: حروب الجيل الرابع.. خاصية التدمير الذاتي للشعوب

 

ها نحن اليوم نشهد بتلك الإبتلاءات والمحن فصلا من فصول هذا التاريخ العتيق.. حيث نعيش أياماً صعبة نشتم فيها رائحة أحداثٍ جسام، قرأنا عنها قصصاً وحواديت سجلتها كتب التاريخ.. وكأن الأحفاد يجددون اليوم عهد الأجداد.. فيثبتون أن مصر قد استحقت وبجدارة أن تكون قولاً وعملا هي الدولة الكبرى وحائط الصد المنيع أمام كل حدث مريع.

 

فما أغلقت مصر أبداً بابها في وجه زائر لأرضها ولو في ذروة أي أزمة أو محنة.. بل تعاملت مع ضيوفها.. ممن لجأوا إليها هرباً من بطش وصراعات دمرت أوطانهم، كراماً معززين كأنهم من أهلها، فتحت لهم أرضها وبيتوها وأعمالها واستوعبتهم بين أبنائها، كأنهم منها ولم تعاملهم قط كلاجئين محاطين بأسوار داخل معسكرات كما فعلت كل الدول الأخرى..

فحقا صدق وعد الله عز وجل لكل بني البشر بأن: (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) .

 

اقرأ ايضا: المؤامرة تتوسع والبشر ضحية

 

أيضاً نرى اليوم في عز أزمة وباء العصر (كورونا).. أن مصر هي المبادرة بتقديم يد العون والمساعدة  لكبريات الدول.. بالرغم من كونها في عز الشدة والألم وتعاني نفس المحنة واللمم.. ولم تجرؤ دولاً كبرى بقدراتها وعتادها أن تحذو حذوها.. فشعارهم جميعاً في عمق المحنة: نفسي نفسي.. إلا أن رسالة مصر دائماً هي: الحب والسلام والاطمئنان لكل الأوطان.

 

حقا ستظل مصر بحضارتها وعطائها وحكمتها ورباطها على مر الأزمان هي الأم الراعية والأخت الحانية لكل الأمم. فدمتِ يا مصر بحول الله وقوته عابرة وناجية من كل الأزمات المحن والآلام.. ودمتِ واحة الأمن والأمان لكل بني الإنسان.

 

الجريدة الرسمية