رئيس التحرير
عصام كامل

عبد الحكيم عامر يبرر زواجه من برلنتي عبد الحميد بخفة دمها

عبد الحكيم عامر وبرلنتي
عبد الحكيم عامر وبرلنتي

فى مثل هذا اليوم 15 مارس 1965 وقبل النكسة بعامين وفي منتصف ليل القاهرة  تُوِجت أخطر قصة حب -كما وصفها الأمن القومي للبلاد- بالزواج بين المشير عامر وبين الممثلة برلنتى عبد الحميد في أحد الشاليهات بالهرم بعيدًا عن العيون وأجهزة التنصت في حضور عدد من الأقارب ، وزغردت أم العروس بعد كتابة وثيقة العقد التي لم يحررها المأذون أو موظف في الشهر العقارى بل كانت الورقة عرفية بعدها اعتزلت النجمة المشهورة الفن وأنجبت للمشير ولدًا.

 

تعتبر هذه الليلة نقطة انتقالية فى حياة المشير عبد الحكيم عامر الذى كان يشغل فى ذلك الوقت منصب الرجل الثانى فى حكم مصر.

 

فى تلك الليلة وفى الواحدة صباحًا خرج المشير عامر فى مهمة غير رسمية، وفى نفس الوقت تحركت سيارة النجمة السينمائية برلنتى عبد الحميد فى نفس الاتجاه إلى أحد الشاليهات بالهرم، وكان فى انتظار المشير وبرلنتى بعض أقاربهما وانطلقت الزغاريد بعد كتابة وثيقة الزواج العرفية التى شهد عليها شقيقا المشير حسن ومصطفى بعد أن تم الاتفاق على أن يظل الزواج سريًا غير معلن.

 

وأصبحت الممثلة برلنتى عبد الحميد زوجة المشير عبد الحكيم عامر نائب رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة المصرية، وفى نفس العام اعتزلت برلنتى الفن والسينما ولم تستطع الصحافة أن تشير من قريب أو بعيد إلى سبب الاعتزال.

 

وكما نشرت مجلة روز اليوسف عام 1975 فى ملف عن زواج الفن بالسلطة وفى فصل عن المشير قالت: إنه لما علِم جمال عبد الناصر بخبر الزواج بعدها بشهور، سأل عبد الحكيم عن أخباره الشخصية، وأنكر عبد الحكيم وجود أية أخبار شخصية، فأعطى عبد الناصر لعبد الحكيم منشورًا كُتِب بخط اليد يتكلم عن زواج فنانة مشهورة قائلًا له.. كنت أتمنى أن يكون الخبر غير صحيح وما كنت أتصور أن أكون آخر من يعلم.

 

رد عبد الحكيم وقال كل الحكاية أنني استعملت حق لي في الزواج.. أنا راجل مسلم ودينى يسمح بذلك، والشرع يسمح بأكثر من واحدة مُعلِقًا: أنا لم أقل لك حتى لا تزعل مني، وأنا تزوجتها ليس لجمالها ولكن لأنها أغنتني عن صداقة الرجال بصراحتها وخفة دمها، وأن الزواج لا رجعة فيه مهما كانت الأسباب.

 

تقول المجلة: عندما قرأ عبد الناصر تقريرًا كان بمثابة الصدمة.. وكان التقرير زواج عامر وبرلنتى وأنهما ينتظران مولودًا جديدًا وكان شعور ناصر أن عبد الحكيم عامر يجب أن يبتعد عن منصبه ما دام اختار أن يغلب ضعفه الإنسانى على شعوره بالواجب وأن الأمور تقتضى حسمًا. 

 

 

وبرر المشير موقفه بأنه وجد أخيرًا إنسانة تستطيع أن تفهمه ولم يتمالك نفسه وانهمرت الدموع من عينيه.

 

اقرأ أيضا:

الفن الهابط والذرائع الواهية!

 

وعلم عبد الناصر أن المشير تعرف عليها عن طريق مدير المخابرات صلاح نصر، وسأل عبد الناصر مدير المخابرات فقال له "أقسم أنه لا ذنب لى فيما تورط فيه عامر فأنا الذى قدمت برلنتى له لكن لم أكن أتصور أن تصل الأمور إلى هذا الحد وتصورت أنه سيفيق بعد وقت قصير لكنه غاص فى ورطته".

 

إلا أن برلنتى عبد الحميد صرحت فى مذكراتها مع الصحفى محمد رجب بأخبار النجوم عام 2018 أن عبد الناصر كان يعرف بعلاقة الحب التى تربطها بالمشير لحظة بلحظة ومن تقارير المخابرات العامة وانزعج جهاز المخابرات من أن يتوج الحب بالزواج خوفا من أن تكون بطلة هذا الحب مدسوسة من أعداء الثورة أو عميلة لدولة أجنبية أو تكون سببا فى نظرة غير محترمة من الجمهور لزعماء الثورة، ولما تأكدوا أنني لست عميلة إلا لقلبى رفعوا تقاريرهم إلى الرئيس.

 

ووقعت النكسة فى يونيو 1967 وتبعها انتحار المشير لتنتهى قصة زواج برلنتى والمشير.. الفن والسلطة. 

الجريدة الرسمية