رئيس التحرير
عصام كامل

الباحثات عن الحرية في الكنيسة.. البابا تواضروس وضع النساء في "جملة مفيدة".. ومطالب بثورة "تصحيح المفاهيم الذكورية"

البابا تواضروس الثاني..
البابا تواضروس الثاني.. صورة أرشيفية

تتباين الآراء حول وضع المرأة في الكنيسة، فالبعض يرى حصرها في أدوار بعينها، مستندين إلى قول الرسول بولس «لا ينبغى أن يعلو صوت المرأة في الكنيسة»، وهو ما يعوق رسامتها قسًا أو أي نوع من الخدمة تكون فيه متسلطة على الرجل، حتى إن البعض يرفض فكرة رسامتها شماسة.

في حين يرى آخرون أن هذه النظرة للمرأة تنطلق من مجتمع كنسي ذكوري، خاصة أن الخدمة تعتمد على الموهبة ليس النوع، وإن كانت الكنيسة تعترف بقيمة المرأة، وهي نقطة التقاء بين الطوائف المسيحية المختلفة، فالبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، يرى أن المسيح رفع كثيرا من شأن المرأة، بعد أن كانت بلا كرامة في فكر ووجدان الشعب اليهودي، بينما كرم المسيح المرأة سواء المتزوجة أو الأرملة أو العذراء.

حق طبيعي 

البابا تواضروس يعرف قيمة المرأة جيدا، حيث إن دخول «المرأة» في جملة مفيدة خاصة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لم يكن بالأمر السهل، إلا أنه أقدم على ذلك غير مبال بالانتقادات، فهو يرى أن هذا حقها الطبيعي، كما يؤمن البابا أن المرأة أساس تقدم المجتمعات، والطريق الممهد إلى رقي الأمم، فمكانتهن في المجتمعات المختلفة مقياس تقدم الشعوب والأمم.

ويعدد البابا تواضروس مهام المرأة في الكنيسة، التي كانت سابقا مهمشة، فيرى أنها تلعب العديد من الأدوار في الكنيسة، منها خادمات مدارس الأحد، وهذا كما يقول «دور كبير جدا»، المرأة أيضا تعتبر عضوا أساسيا في مجالس إدارة الكنائس المختلفة، بجانب ما تمارسه من أنشطة اجتماعية عديدة في الكنيسة.

ويؤمن البابا تواضروس الثانى، أيضا بأن المرأة تمتلك من الخبرات التي تؤهلها لحل العديد من القضايا العائلية، وهو ما جعله يستند إليهن في المجلس الخاص بشئون الأسرة، لحل المشكلات العائلية، وتنتشر هذه المجالس في أمريكا وأوروبا وأستراليا وآسيا وثلاثة في مصر (الصعيد- الإسكندرية- القاهرة)، جميعها تابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والـ6 مجالس يوجد في كل منهم امرأة واحدة، ويشترط أن تكون طبيبة أو محامية.

حافظة الإيمان

أما الأنبا يوليوس أسقف إيبارشية مصر القديمة، فيرى أن المرأة كانت حافظة الإيمان المسيحي بكل العصور، بل وهي أساس الإيمان المسيحي الذي يتعلمه الطفل صغيرًا عندما يرى والدته مثالا حقيقيا للمرأة الفاضلة التي يتعلم منها الصلاة منذ صغره.

يذكر هنا أن هذه النظرة المسيحية للمرأة لم ترق للبعض، فلا يعنيهم أن يحصلن على تقدير معنوي أو انحصار دورهن في خدمات مدارس الأحد، أو الخدمات الاجتماعية، أو عضوات مجالس إدارات الكنائس، فرغبتهن أبعد من ذلك تصل إلى حد القسوسية، رغم أن الطوائف المسيحية جميعها ترفضها في مصر.

الإرث

من جهتها قالت الكاتبة والباحثة المسيحية مارسيل فؤاد: لكى يحدث تغير في مكانة ودور المرأة في الكنيسة فعلى كل خريجات الدراسات اللاهوتية عمل جمعية يطالبن فيها بناء على دراسة موضوعية للنص الكتابى على ألا يكون دورهن في الكنيسة يقتصر على الذكور بل الأدوار تكون بناء على مؤهلات روحية ودراسية وموهبة الروح القدس والسلوك الأمين، وتطالب الكنيسة بتحقيق العدالة في الميراث، وإلغاء قوانين تظلم المرأة مثل اعتبار الطفلة البنت غير حاجبة للورث، وإعطاء ميراث والدها لأعمامها.

كما انتقدت الباحثة المهاجمين لكل فاعلية نسائية باعتبار أنها مخالفة لتعاليم الكتاب المقدس، قائلة «دائما يتلاعبون بالنصوص ويجتزئونها ويخرجون بأنصاف آيات دون الرجوع للخلفية التاريخية، وكل من يتعامل بعنصرية جنسية يتكلم بدافع ثقافى مجتمعى وليس فكر كتابى».

وأكملت:«المرأة يمكنها أن تعمل في كل المجالات بلا استثناء، فخدمة الرب تحتاج  إلي قلب مؤمن مشددة على أن المرأة المسيحية مهيأة لشغل مناصب كنيسة والنجاح فيها.. يذكر أن لجنة المرأة بالمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوزكسية أقامت الأسبوع الماضى مؤتمرا بعنوان "العنف ضد المرأة" في دير السيدة العذراء بأسيوط بمشاركة عدد كبير من القساوسة والكهنة والخدام من 13 إيبارشية. وشدد البابا عبر تقنية الفيديو كونفرانس أن المرأة لها مكانة كبيرة في الكتاب المقدس.

نقلًا عن العدد الورقي...،

الجريدة الرسمية