رئيس التحرير
عصام كامل

مبارك.. مختلف عليه

ها قد رحل الرئيس مبارك، ومثلما اختلفنا عليه في الدنيا أعطى بعضنا لنفسه الاختلاف عليه في الآخرة، بل وطالب بعدم الترحم عليه، وحرمانه من أبسط الحقوق، وأخذ يعدد مساوئه وهو بين يدي رحمن رحيم، بين يدي أعدل الحاكمين إن شاء عذبه بعدله وإن شاء غفر له برحمته وعفوه.

 

كان الرئيس مبارك إنسانًا يخطئ ويصيب ولم يكن رسولًا ولا عبدًا ملهمًا، مبارك هو بشر مثلنا له حسناته التي لن ينساها له البعض، وسيظل يذكرها أبد الدهر، وله سيئاته التي ستصحبه إلى القبر، ويحاول البعض تصديرها وكأنها كانت نتاج فعله هو فقط، برغم أنه ربما شاركه فيها آخرون، إما إهمالا أو تغافلا وإما لنيل رضاه بما كان له من شأن.

 

اقرأ أيضا: أوغلو وأردوغان.. سر الخلاف

 

 ورغم أنه لا تزر وازرة وزر أخرى فإن البعض حمل الرجل ما لا يحتمل، فالرجل كان حاكما وهو ليس منزها عن الخطأ والنسيان الذي كان ينبغي معالجته ممن حوله، إلا أن البعض يحاول أن يخلق منه ومن غيره فرعونا جديدا..

 

وهو الأمر الذي أبطله الإسلام ونفاه عن كل البشر، وقد قص علينا القرآن الكريم نهاية هؤلاء الظالمين، وكيف كانت عاقبتهم كما نهانا أيضا عن تأليه الأشخاص وعبادتهم والتسبيح بحمدهم، خاصة أنهم بشر مثلنا يحتاجون لكل ما نحتاج إليه من رحمة ومحبة وعطف وتعاون.

 

اقرأ أيضا: زوج تفصيل

 

 مبارك ليس إلها ولا نصف إله يقول للشيء كن فيكون، ولكنه بشر مما خلق حكم فأصاب وأخطأ، وهو الآن بين يدى ربه وأصبحت له حرمته بعد أن غيبه الموت وأصبح لا يستطيع الدفاع عن نفسه، فقد ذهب إلى ما قد قدم، ولا يحتاج الآن هو أو غيره إلى الاختلاف حوله، وصدق الله العظيم إذ يقول: "تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (سورة البقرة: الآية 134)..

الجريدة الرسمية