رئيس التحرير
عصام كامل

ثمرات العمل الصالح في الدنيا والآخرة

الدكتور جمال فاروق
الدكتور جمال فاروق عميد كلية الدعوة الإسلامية

أكد الدكتور جمال فاروق، عميد كلية الدعوة الإسلامية أن العمل الصالح هو رأس مال الإنسان، وأساس التجارة مع الله تعالى ؛ حيث وعد الله تعالى من يعمل صالحًا بالرضا النفسي في الدنيا، والاطمئنان بما تجريه عليه الأقدار، وبالسعادة بما أعطاه الله تعالى، قَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم): “عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ”.

وأوضح أن الله (جل ذكره) قد سمى يوم القيامة بيوم التغابن ، حيث قال تعالى : “يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا  ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” والتغابن في الآخرة حيث يكون فريقٌ في الجنة ، وفريقٌ في السعير لما يظهر فيه من خسران أهل الكفر والضلال، حيث باعوا آخرتهم ، واشتروا بها دنياهم؛ فظهر خسرانهم، وبوار تجارتهم ، فالفوز الحقيقي الذي يفوز به الإنسان أن يثمر له العمل الصالح في الحياة الدنيا حياة طيبة ، وينال بصلاحه رضوان الله تعالى في الآخرة ، وأعظم شيء ينفق الإنسان فيه عمره هو المتاجرة مع الله سبحانه ، وهي التجارة التي لن تبور، قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ” ، بينما قال تعالى عن أهل الشقاء : “أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ”.

تدخل صاحبها الجنة.. فضائل سورة الإخلاص ولفت الى أن الله سبحانه وتعالى قد أرشد في كتابه العظيم إلى ما يحقق الربح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ  ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ  ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” مبينا أن للعمل الصالح فضائل عظيمة ، منها : الفوز بالجنة والبعد عن النار :” فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ “، ومن فضائل العمل الصالح أنه يزيد الإيمان ، قال تعالى: ” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ”  فالإيمان مقرون بالعمل ، فليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل ، فالعمل الصالح دليل الإيمان.

الجريدة الرسمية