رئيس التحرير
عصام كامل

مبارك وأفريقيا.. محاولة اغتيال عقدت العلاقات مع القارة السمراء

الرئيس الراحل حسني
الرئيس الراحل حسني مبارك

ثلاثون عامًا قضاها الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى حكم البلاد، شهدت حياته خلالها الكثير من الأحداث وخاصة علاقته مع الدول الأفريقية، وطوال هذه السنوات تعرض مبارك لمحاولات اغتيال عديدة تبقى أبرزها تلك التى جاءت فى 26 يونيو عام 1995 أثناء استعداده للمشاركة فى القمة الأفريقية بالعاصمة الإثيوبية “أديس أبابا"، الأكثر وضوحًا وتأثيرا فى علاقات مصر بأفريقيا. 

 

«مصر والسودان»

بعد اغتيال الرئيس السادات، وتولى الرئيس مبارك للرئاسة، حدثت مشكلات بين مصر والسودان عقب الانقلاب العسكرى الذى قادته جبهة الإنقاذ عام 1989، ساهمت فى تأزيم العلاقة مع مصر، ودعمت مصر حركة تحرير جنوب السودان بزعامة الراحل جون جارانج ضد نظام «البشير-الترابى»، ثم انفجرت الأوضاع بعد محاولة اغتيال الرئيس مبارك فى إثيوبيا عام 1995 لتصل إلى أسوأ ما يمكن، ليبدأ بعدها النزاع المصرى السودانى على مثلث حلايب وشلاتين. 

 

«محاولة الاغتيال»

وتعود تفاصيل الواقعة، عند زيارة الرئيس المصرى الأسبق إلى العاصمة الإثيوبية لحضور القمة الأفريقية حيث تعرض موكبه لعملية استهداف من قبل 10 مسلحين، تمكنوا من دخول إثيوبيا والاندماج فى المجتمع عبر الزواج من إثيوبيات ليتمكنوا من التحضير لعملية الاغتيال، لكن تمكن حراس الرئيس من تصفية 5 من القتلة وإحباط عملية الاغتيال. 

وخرج مبارك عقب نجاته من إثيوبيا قائلًا: " بداية الموضوع كانت بعد هبوط الطائرة فى مطار إثيوبيا وتأخر الحراسة الإثيوبية المرافقة لموكبى ورفضهم اصطحاب حراستى للطبنجات الخاصة بهم لكن حراسى خبئوها، وانطلق الموكب نحو مقر القمة، بعدها قامت سيارة زرقاء بسد الطريق، وترجل مجموعة من الأشخاص وفتحوا النيران على سيارتى لكن حراستى أخذت أماكنها». وبعد خروج الترابى من السلطة فى الخرطوم بدأت العلاقات المصرية السودانية تتحسن مرة أخرى، وتوقفت مصر عن دعم حركة تحرير جنوب السودان، لكن فى نفس الوقت بدأ الدخول الإسرائيلى والأمريكى والصينى والإيرانى فى القارة الأفريقية، بسبب انحدار الدور المصرى جراء غياب الرئيس مبارك عن القمم الأفريقية منذ حادث أديس أبابا. 

 

«المشهد الأفريقي»

وفى عصر مبارك تآزمت العلاقات بين مصر والقارة، وذلك لأن نظام مبارك غاب عن المشهد الأفريقى بعد بعد حادث أديس أبابا عام 1995

أما النظام فلم يستغل العلاقات التاريخية بين مصر ودول أفريقيا، لتحقيق أهدافه وتأمين منابع النيل، وترك المسرح الأفريقى لإسرائيل، التى لعبت فى أفريقيا دورا كبيرا على ضوء التواجد الأمريكى فى المنطقة فأصبحت تمد معظم الدول الأفريقية بالخبراء العسكريين والزراعيين وتقوم بزيارات رسمية لهذه الدول، وبدأت إسرائيل تستخدم دول حوض النيل لمحاصرة مصر مائيا وتقيم علاقات مع إريتريا والصومال لمحاصرة مصر من ناحية البحر الأحمر.

 

«ذكاء مبارك»

إعادة العلاقات وبعد الأزمة الأخيرة عقب توقيع اتفاقية «عنتيبى»، بدأ الرئيس مبارك تحركات اتصفت بـ«الواعية والذكية والهادئة » لاستعادة الود فى علاقات القاهرة مع دول حوض النيل من ناحية. 

وسرعان ما تلقفت أجهزة الدولة ووزاراتها تعليمات الرئيس بإعادة النظر فى العلاقات مع دول الحوض ودعمها، حتى راحت مختلف الجهات تعلن استعدادها للتعاون المكثف مع دول المنابع، من الكهرباء والزراعة، إلى الاستثمار والرياضة.

 

«جنوب أفريقيا»

وفى عام 2008 زار الرئيس المصرى الأسبق جنوب أفريقيا، والتى اعتبرت حينها أول زيارة يقوم بها رئيس مصرى إلى دولة جنوب أفريقيا عقب الاستقلال وهو ما أعطاها زخما وأهمية.

وخلال هذه الزيارة أجرى الرئيسين مبارك ومبيكى مباحثات ثنائية مكثفة تشمل كافة القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها قضايا الشرق الأوسط وإيران والسودان والصومال وزيمبابوى، فضلا عن موضوعات دولية أخرى على قدر كبير من الأهمية كموضوع الأمن الغذائى وإصلاح الأمم المتحدة، ومستقبل التعاون فى إطار مبادرة النيباد، والعلاقات التجارية والاقتصادية بين القارة الأفريقية ودول العالم.  

الجريدة الرسمية