رئيس التحرير
عصام كامل

الأخطر من الإرهاب

الإرهاب لم يعد الخطر الوحيد الذي ولد من رحم الفوضى ليهدد أمن واستقرار الوطن، فمن نفس الرحم ولد فساد الأخلاق وهو الأكثر خطورة على البلاد والعباد، وإذا كانت الدولة قد أعلنت الحرب على الإرهاب الذي اتخذ من بعض الأطراف وكرا لجرائمه.. فعليها إعلان الحرب على فسدى الأخلاق الذين اتخذوا من بعض المؤسسات وكرا لجرائمهم.

 

وإذا كان واجبنا كمواطنين معاونة الدولة في حربها على الإرهاب بالإرشاد عن العناصر الإجرامية أو المشكوك في سلوكياتها.. فمهمتنا إرشادها عن فسادي الأخلاق الذين قد تتسبب سلوكياتهم في إحتقان يؤدي إلى إنفجار المجتمع، وهو ما نخشاه على وطن يسعى للاستقرار وكل ما حوله ملتهب. وفساد الأخلاق لا يتوقف عند نشر الرذيلة، لكنه يمتد ليشمل كل ما يعكر صفو المجتمع وينال من أمنه وأمانه.

اقرأ أيضا

 شاهد من اهلها

فعندما يخرق ممثل قوانين الطيران.. وتكون النتيجة الإساءة لطيران بلده وخراب بعض البيوت ويصر على عدم الاعتذار.. فهذا فساد، وعندما ينتقده الجمهور الذي صنعه.. ويرد الممثل على الانتقاد بمشهد مستفز صنعه.. فهو هنا يخرج لسانه للجميع، الممثل استقل سيارته الفارهة، وخلفه يجري كلب، الممثل يضحك والكلب ينبح، ألم يكن ذلك فسادا؟!

 

ثم يفاجأ الجمهور بنفس الممثل على شاشة تليفزيون الدولة في محاولة من البعض لغسل سمعته، ألم يكن ذلك إصرار على تحريض المجتمع ضد الدولة، وتأكيد على أن البعض يسعى لتقويض مساعي الاستقرار.

 

وعندما تتحكم الأهواء الشخصية في اختيار بعض من يطلون من الشاشة.. وتستبعد الكفاءات.. فهذا فساد أخلاق، إحداهن هاتفتني وهي محبطة يملؤها اليأس، تحكي قصتها مع ذلك المسئول في إحدى القنوات والذي دعاها لسهرة فرفضت بأدب، وكانت النتيجة التضييق عليها وتأخير مرتبها ثم استبعادها من العمل.

اقرأ أيضا

 هيكل والمهمة الصعبة

 

وعندما تقوم الدنيا ولا تقعد ضد أحد الصحفيين لمجرد أنه رفض ادعاء (نصف مذيعة) تقديمها برامج لم تقدمها كمسوغ لعملها في قناة مهمة.. ألم يكن ذلك فساد أخلاق، الصحفي تم استبعاده من العمل في الفضائيات وتم التحريض ضده، و نصف المذيعة لم تطل حتى الآن من القناة، وربما تتقاضى أجرا.

 

وعندما يتعمد البعض الإصرار على إحتواء بعض من كالوا الاتهامات للشرطة المصرية، وهتفوا ضد الجيش، وارتموا في أحضان من صنفتهم الدولة إرهابيين.. أليس هذا إفسادا وبث اليأس في نفوس من تصدوا للفوضى ودافعوا عن استقرار الوطن.

 

ألم يتجل إفساد الأخلاق والذوق العام في تبني أشباه المطربين والدفع بهم في الحفلات وعلى الشاشات؟! هل هؤلاء هم الامتداد الطبيعي لعمالقة الغناء المصري؟! ألم يكن الدفع بهم إساءة إلى دولة علمت العالم كافة الفنون؟!

اقرأ أيضا

 أصحاب القلوب الحمراء

 

وعندما يتعمد لاعب استفزاز ملايين الجماهير بحركات تخلو من الأدب على مرآى من الجميع، ثم يصر على عدم الاعتذار، ويأتي آخر بنفس الحركات والإيماءات الجنسية.. ألم يكن ذلك فساد أخلاق يستوجب العقاب من كل المعنيين بالرياضة؟!

 

ألم يكن الدفع بأحد العناصر الفاسدة إلى صدارة المشهد الإعلامي وهو الذي اتهم أكثر من مرة في جرائم مخلة بالشرف.. فسادا وإفسادا للأخلاق؟!

 

خطر الإرهاب الذي تواجهه الدولة أهون بكثير من خطر فساد الأخلاق، فالإرهاب معروفة أوكاره وأفكاره وآليات مواجهته، لكن خطر فساد الأخلاق متناثر في جنبات المجتمع ويحتاج إلى آليات مبتكرة، وإذا كان الإرهاب يستهدف بعض المواطنين ومخاطره تزول بعد فترة.. ففساد الأخلاق يستهدف كل الوطن، ومخاطره يتوارثها أكثر من جيل. 

 besherhassan7@gmail.com                                                                                     

الجريدة الرسمية