رئيس التحرير
عصام كامل

الذكرى الرابعة لرحيل "الأستاذ " محمد حسنين هيكل

الكاتب الصحفى الأستاذ
الكاتب الصحفى الأستاذ محمد حسنين هيكل

فى مثل هذا اليوم ومنذ أربع سنوات عام 2016 رحل "الأستاذ "، أهم القامات الصحفية ليس فى تاريخ مصر وحدها بل فى تاريخ الوطن العربى كله، بل إنه كان أشهر الصحفيين العرب فى العالم .

ولد الكاتب الصحفى الأستاذ محمد حسنين هيكل في عام 1923، بمحافظة القليوبية وحصل على دبلوم التجارة المتوسطة ثم واصل دراسته في القسم الأوروبي بالجامعة الأمريكية. 

بدأ عمله الصحفى في فبراير عام 1942 مراسلا فى جريدة "الإيجيبشيان جازيت" من الصحف الأجنبية الأولى فى مصر، ساهم بتغطيته الصحفية في كل أنحاء الشرق الأوسط حتى نال جائزة فاروق الأول أكثر من مرة وهو لم يكمل عامه الخامس والعشرين.

في عام 1944 انضم إلى أسرة تحرير مجلة روز اليوسف ليلتقى بالصحفى محمد التابعى عجب به وينتقل معه إلى مجلة آخر ساعة.

سافر مع محمد يوسف كبير المصورين لتغطية وباء الكوليرا في محافظة الشرقية، ومن أشهر الحوادث التي قام بتغطيتها مصرع خط الصعيد وحادث احتراق طائرة الممثلة الفاتنة كاميليا حيث كتب فيه يقول تحت عنوان (كاميليا نار احترقت فى نار): سمع في أرجاء المطار صوت الميكروفون يقول ركاب الطائرة 903 المسافرة إلى روما يتفضلون بالصعود إلى الطائرة، ظهرت كاميليا على سلم الطائرة تطلب المزيد من التصوير وهى تضحك إلا أن حسن سمرة مدير الدعاية بالمطار قال: إن الطائرة على وشك الإقلاع، فردت كاميليا (يعنى الدنيا حتطير) ووقع حادث حريق الطائرة وتعرف أحد ضباط المطار وأبلغ أنها جثة الممثلة المصرية كاميليا.

أخلص الأستاذ في مهنته وترقى في بلاط صاحبة الجلالة من محرر حوادث إلى أن اختير عام 1952 رئيسا لتحرير مجلة آخر ساعة، وكان عمره 29 عاما كأصغر رئيس تحرير، وارتبط هيكل بصداقة وثيقة مع الرئيس جمال عبد الناصر حتى إنه فى عام 1957 صدر قرار بتعيينه رئيسا لتحرير الأهرام ثم رئيسا لمجلس الإدارة ورئيسا للتحرير، وظهرت أول مقالة له بعنوان "بصراحة" في أغسطس 1957 واستمر فى الأهرام حتى عام 1974.

 

 

وفى 25 أبريل عام 1970 اختاره الرئيس جمال عبد الناصر وزيرا للإرشاد القومى ورفض هيكل في البداية وكتب خطاب اعتذار عن الوزارة إلى عبد الناصر قال فيه: إن المفاجأة التى تلقيتها بترشحى وزيرا للإرشاد كانت كبيرة، كما كانت شرفا أكبر لأنها شاهدا على ثقة أعتز بها وأفخر لأن مصدرها هو الزعيم القائد الذى تتجسد فيه الوطنية المصرية فى أهم مراحل تاريخها، ولكنى أعتذر لأن الصحافة هى مهنتى، ولم أعرف لنفسى فى حياتى عملا غيرها، فهى حياتى، كما أننى عن طريق هذه المهنة خدمت وطنى بقدر ما وسعنى الجهد ومن خلال خدمتى لوطنى جاءت خدمتى للثورة، ولذلك استقرت أفكارى أن مستقبلى هو العمل الصحفى، وردًّا على رسالة هيكل عبر له الرئيس عن احتياجه إليه فى هذه الفترة حتى إزالة آثار العدوان، فقبل هيكل الوزارة بشرط الاحتفاظ بمنصبه فى الأهرام.

في عام 1974 خرج هيكل من الأهرام بقرار من الرئيس أنور السادات وكانت آخر مقالة كتبها (الظلال والبريق)، وسجن مرة واحدة حين قبض عليه ضمن حملة اعتقالات سبتمبر 1981 التي قام بها الرئيس السادات وقام بتنفيذها النبوى إسماعيل وزير الداخلية وقتئذ.

مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة يحتفي بذكرى رحيل حسنين هيكل

فى 2003 وعندما بلغ الثمانين عاما اعتزل هيكل الكتابة الصحفية ولكن عكف على إصدار المؤلفات والكتب السياسية باللغة العربية والإنجليزية ومنها: خريف الغضب، عودة آية الله، العروش والجيوش، الطريق إلى رمضان، أبو الهول، القوميسير، مجموعة حرب الثلاثين سنة، ملفات السويس، لمصر لا لعبد الناصر وغيرها. 

الجريدة الرسمية