رئيس التحرير
عصام كامل

«الفلانتين مش دباديب وبس» .. قصة حب ومعاناة «محمد وكوثر» في المنيا

فيتو

«الفلانتين مش دباديب وبس.. الفلانتين تعبير عن الحب والوفاء والسند في الشدة».. تلك الإجابة التي تلقيناها من  «محمد وكوثر» . 

 

68 عاما هو عمر «محمد يوسف سيد» ، هذا الشيخ الذي عاش أكثر من 50 عاما، حبا لزوجته «كوثر مصطفى أحمد علي » صاحبة ال63 عاما .. تزوجا عن حب، و كانت حياتهما مستقرة وبسيطة حتى قست عليهم الحياة وصعوبتها، وتحولا سويًا لمحتاجين يطلبون مد يد العون لهم ولابنتهم المعاقة. 

 
 

رفضت «كوثر» أن تتخلى عن «محمد» بعد ما قست عليهما الحياة وتحولا سوياً إلى طالبي العون، مستعينة بالمثل الشعبي «على الحلوة والمرا معاك»، تلك المرأة التي تضرب مثلاً مشرفاً للحب والوفاء للمرأة الصعيدية. 

 

ابن قرية بني عبيد، لم يتخيل يوما أن يصبح طالبا للعون في شوارع أبوقرقاص، حاول مراراً وتكراراً إثناء  «كوثر» عن مرافقته في شوارع أبوقرقاص وهو يمد يده للمساعدة إلا أن  جميع محاولاته باءت بالفشل، مرددة دايماً «مش هسيبك لوحدك أنت تعبان، هنخلي بالنا من بعض»، على حسب روايات الأهالي. 

من محضر الاختفاء إلى حكم الإعدام.. تفاصيل مقتل سمسار على يد نجله وزوجته

 

وإذا أكرمك الله وكنت من ضمن المساعدين للمحتاجين في الشوارع، وشاء الله أن تساعدهما ففور أن تقف أمامهما حتما ستلاحظ ما يعانيان  منه، «كوثر» كفيفة و «محمد» أوشك على فقدان بصره أيضا، يتكئ كل منهما على الآخر، متخذين قرار أن الموت هو الفارق الحتمي الذي يستطيع أن ينهي قصة حبهما. 

 

«بالقرب من مسجد ناصر الواقع شرق مدينة أبوقرقاص ومسجد الحق، وكوبري أبوقرقاص».. تجدهما يمكثان بالقرب من تلك الأماكن طيلة اليوم سوياً يأكلان ما من الله عليهما من أصحاب الخير، ثم يقصدان بعد ذلك قرية بني عبيد. 

 

«مش هتلاقي حد منهما  لوحده أبداً.. هتلاقيهم مع بعض دايما، بيكون مشهد محترم للحب والوفاء لما تشوفهم هما الاتنين بيسندوا على بعض في الشارع ».. كان هذا وصف «أحمد جمال حليم»، أحد أهالي مدينة أبوقرقاص لهم. 

 

يتقاضى العم «محمد» معاشا من قُبلِ التضامن الاجتماعي، إلا أن المعاش لا يكفي المعيشة، أثناء فترة مرضهم والتي كانت منذ ثلاث سنوات تقريبا ظل يتردد العم «محمد» على المستشفى الجامعي لعمل عملية له ولزوجته بعدما أصيبا بمياه بيضاء على العين، وعلى مدار ثلاثة أشهر تلك المدة التي قضاها في إنهاء أوراق وغيرها يأس من العملية ونجاحها وفضل أن يعيش هكذا. 

 

 

 حليم قال : ألاحظهم منذ زمن طويل سويا، حقا خير مثال للسند والحب، فالحب مواقف فهما يجسدان أعظم مواقف الحب، فقد رفض كل منهم أن يترك الثاني وحيداً يعاني منفرداً، فحين تحاول تقديم مساعدتك لعم محمد من مأكل أو مشرب، تتفاجأ برد فعله وهو يقوم بتفضيل زوجته كوثر عنه، فلا يأكل أو يشرب حتى يطمئن قلبه بأنها أكلت وشبعت.. حقا هذا الحب، وهنا عيد الفلانتين.

 

 

وفي النهاية لا نستطيع أن ننكر أو نتناسي دور سيد النخيلي رئيس مجلس ومدينة أبوقرقاص سابقاً، جنوبي المنيا، الذى حين علم بمعاناة «محمد و كوثر» في المسكن الذين كانوا يسكنون فيه بأنه آيل للانهيار عليهما، تواصل مع بعض الجمعيات الخيرية والتي قامت بدورها في هدم المنزل وإعادة بنائه مرة أخرى.

 
الجريدة الرسمية