رئيس التحرير
عصام كامل

نتنياهو يبدأ تنفيذ “صفقة القرن”.. يستعد لضم أراضي الضفة الغربية وغور الأردن.. وكوشنر ينصح إسرائيل بتأجيل الخطة

رئيس وزراء الكيان
رئيس وزراء الكيان الصهيونى بنيامين نتنياهو

“هدية جديدة أو رشوة انتخابية”.. قدمها رئيس وزراء الكيان الصهيونى بنيامين نتنياهو إلى الناخبين، قبل أسابيع قليلة من عقد الانتخابات الإسرائيلية، المقررة في مارس المقبل، والتي تمثلت في قراره بالتحرك بشكل أحادى لتنفيذ أحد بنود «صفقة القرن» المشبوهة، التي أعلنها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال الأيام القليلة الماضية، وهو البند المتعلق بضم أراضى الضفة الغربية إلى السيادة الأرضية، تحت غطاء مبدأ تبادل الأراضى بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

 

مخطط نتنياهو 

وكشف تقرير نشرته القناة 13 من التليفزيون الإسرائيلي عن مخطط نتنياهو الخبيث لضم الأراضي الفلسطينية، وتحدث عن هدية نتنياهو للناخبين الإسرائيليين قبيل انتخابات مارس لكسب ثقتهم، حيث أكد «نتنياهو» - بحسب التقرير- خلال اتصالات أجراها معه بعض المسئولين الإسرائيليين، أنه سيحاول تنفيذ عملية ضم محدود ورمزية قبل الانتخابات، وهو الأمر الذي يخالف موقف الإدارة الأمريكية، التي طلبت من إسرائيل الامتناع عن ضم أي مناطق من جانب واحد، وقبل إجراء الانتخابات الإسرائيلية، وذلك بعدما مارس المستوطنون ضغوطا متزايدة على «نتنياهو» من أجل فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق في الضفة الغربية، خاصة أن مجلس المستوطنات في الضفة الغربية يشارك في رسم حدود المنطقة التي تنوي إسرائيل ضمها، والتي تستند إلى أسس الخارطة الأمريكية التي جاءت ضمن بنود ما يسمي بـ «صفقة القرن».

 

وتنفيذا للخطة الإسرائيلية بضم الأراضي الفلسطينية لفت الكاتب الإسرائيلي ناحوم برنياع، في مقال نشره في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، إلى أن «خطة نتنياهو تهدف إلى ضم الكتل الاستيطانية وغور الأردن في مرحلتها الأولى، أما المرحلة الثانية فستتعلق بالمستوطنات المنعزلة والطرق المؤدية إليها لتكون تحت السيادة الإسرائيلية»، مستشهدا بالخطاب الذي ألقاه ترامب لعرض بنود صفقة القرن، والذي وصفه بأنه الخطاب الأكثر عطفا على إسرائيل.

 

اقرأ أيضا: 

صفقة القرن | كل ما تريد معرفته عن صفقة ترامب

 

وأشار إلى أن نتنياهو حقق نجاحات خلال المحادثات مع الإدارة الأمريكية لن يتمكن أسلافه من تحقيقها، من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب، فضلا عن ضم الجولان السوري تحت السيادة الإسرائيلية، فضلًا عن ما تضمنته بنود صفقة القرن بالاعتراف بسيادة إسرائيل في شرقي القدس حتى جدار الفصل وأيضا الاعتراف بالسيطرة الأمنية في كل الضفة بالإضافة إلى تبادل الأراضي على أساس غير متساو.

 

ضم المستوطنات 

من ناحية أخرى رجح الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن الخطة الإسرائيلية التي طرحت خلال اجتماع مجلس الوزراء المصغر «الكابنيت» عقب إعلان خطة السلام الأمريكية تتضمن ضم المستوطنات الرسمية –التي صدق عليها مجلس المستوطنات الإسرائيلية – برئاسة يوسي داجان، بالإضافة إلى ضم البؤر الاستيطانية المخالفة –المقامة في مناطق التماس مع المستوطنات الرسمية- بالضفة الغربية، فضلا عن ضم أراضي غور الأردن تحت السيادة الإسرائيلية.

 

وأكد «فهمى» أن «خطة نتنياهو لضم المستوطنات الرسمية والبؤر الاستيطانية وغور الأردن لن تنفذ في الوقت الحالي، بل ستنفذ عقب الانتخابات الإسرائيلية التي ستقام في مارس المقبل، وخطة الضم ستكون جزءا من البرنامج الانتخابي لنتنياهو الذي يعد به الناخبين بتنفيذه عقب نجاحه وتشكيل الحكومة المقبلة»، وأضاف: هناك صعوبة تنفيذ هذا المخطط قبيل الانتخابات وذلك لوجود العديد من المعوقات أمام تنفيذ هذه الخطة أبرزها أن حكومة نتنياهو الحالية تعتبر حكومة تسيير أعمال وليست لديها الصلاحيات الكافية لتنفيذ مثل هذه الإجراءات، فضلًا عن أنه هناك خلاف أمريكي إسرائيلي حول هذا الموضوع.

 

اقرأ أيضا: 

رويترز تكشف تسريبات جديدة عن صفقة القرن

 

كما أن صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره جاريد كوشنر نصح نتنياهو بتأجيل هذه الخطة إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية وتشكيل حكومة مستقرة، لا سيما وأنه هناك العديد من الأصوات الفلسطينية الرافضة لمشروع الصفقة، والإدارة الأمريكية ستضغط على حكومة إسرائيل لتأجيل الخطوة لبعض الوقت حتى بعد إجراء الانتخابات الإسرائيلي لكي تتضح الرؤية حول نسبة القبول أو الرفض للخطة الأمريكية، فضلا عن انتظار الأيام التي تعقب توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجلس الأمن الدولي خلال الأسبوعين القادمين ليضع أمام المجتمع الدولي الموقف الفلسطيني من خطة السلام الأمريكية وأيضا رد الجمعية العامة للأمم المتحدة عليها، وهو ما قد يعوق أي تحرك إسرائيلي تجاه ضم الأراضي الفلسطينية.

 

وعن قرار مجلس الشيوخ الأمريكى بتبرئة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإنهاء محاولة عزله من منصبه، أكد «فهمي» أن هذا القرار سيكون له تأثير كبير على سير خطة السلام الأمريكية والمسماة بصفقة القرن، لأنه سيضمن استمرار تنفيذ بنود الخطة بعد استمرار ترامب في منصبه، فضلًا عن أن الرئيس الأمريكي أصبح الآن في وضع أفضل مما كان عليه وهو الأمر الذي سوف يعطيه مصداقية وثقة أكبر خلال تحركه لتنفيذ بنودها، والأيام المقبلة سوف تشهد مسارات بديلة للخطة، فضلًا عن التفاوض على بعض خرائط المقدمة لضم للأراضي الفلسطينية.

 

“نقلا عن العدد الورقي...”

الجريدة الرسمية