رئيس التحرير
عصام كامل

بسبب رسالة.. الاتحاد السوفيتى ينفى ألكسندرسولجنيتسين وبوتين يكرمه

الروائي الروسي ألكسندر
الروائي الروسي ألكسندر سولجنيتسين

رسالة كتبها المؤلف والروائى الروسي ألكسندر سولجنيتسين الحاصل على جائزة نوبل 1970، إلى أحد أصدقائه كانت سببا فى تغيير مجرى حياته بأكملها أثناء تأديته للخدمة العسكرية بالجيش الأحمر بروسيا الشرقية عام 1945، بعدما شرح لصديقه فى رسالته كيف كانت تسير الحرب منتقدا جوزيف ستالين، فاتهم بنشر دعاية معادية للسوفيات وبـ"تأسيس منظمة معادية" فألقي القبض عليه وحكم عليه بإمضاء 8 أعوام في أحد معسكرات العمل والاعتقال.

 

وكان الاعتقال بداية سولجنيتسين فى عالم الأدب، فبعد أن أطلق سراحه من معسكر الاعتقال بعد خطاب خروتشوف السري عام 1956، عاد للعمل معلما في إحدى المدارس، وعن هذه الفترة يقول سولجنيتسين: "خلال تلك السنوات، وحتى عام 1961، لم أكن مقتنعًا فقط بعدم جواز نشر أي سطر من مؤلفاتي التي كنت أكتبها، وإنما أيضا لم أتجرأ على السماح لأي أحد من معارفي المقربين بقراءة ما كتبته خوفا من انتشاره لاحقا". 

اقرأ أيضا

لولا اختلاف الأذواق لبارت الكتب.. اتهامات "العناوين المثيرة والمحتويات التافهة" تطارد إدارة معرض القاهرة للكتاب

 

في عام 1960، قصد سولجنيتسين الشاعر أليكساندر تفاردوفسكي - رئيس تحرير مجلة Novyi Mir آنذاك- وأعطاه مسودة رواية "يوم واحد من حياة إيفان دينيسوفيتش" والتى تصور حال السجون ومعسكرات العمل القسري في الاتحاد السوفييتي ونشرت بعد تنقيحها عام 1962 بموافقة صريحة من الرئيس خروتشوف ولاقت روايته الأولى نجاحًا كبيرًا، وبيعت بأعداد كبيرة.

 

وفى الستينيات وبعد تنحية خروتشوف، لم يفلح سولجنيتسين بنشر أية أعمال له، بسبب المضايقات التى تعرض لها من جهاز المخابرات السوفيتي كي جي بي KGB ، الذي استولى على مسودات بعض أعماله.

 

وعلى نحو آخر وبعد عدة سنوات تعرض سولجنيتسين بسبب رواية "أرخبيل غولاغ The Gulag Archipelago" 1973- 1978، للنفى خارج البلاد وسحب الجنسية منه، وذلك بعدما شنت الصحافة السوفييتية هجوما عنيفا على  رواية أرخبيل جولاج، واعتبرت سولجنيتسين خائنا. 

 

ورواية "أرخبيل جولاج" هي عبارة عن 3 مجلدات تصور واقع الحال في السجون ومعسكرات الاعتقال والعمل القسري في الاتحاد السوفييتي، فصورت عمليات استجواب السجناء ونقلهم، ونمط الحياة في السجون وانتفاضات السجناء، بالإضافة إلى ما تضمنته من نقد عنيف للسلطات الشيوعية وتولى لينين مقاليد السلطة. 

 

وفى مطلع عام 1974 سحبت السلطات السوفياتية الجنسية منه ونفي من بلاده ليقيم أولا في سويسرا، ثم في الولايات المتحدة، حيث عاش في عزلة اختيارية أكمل خلالها عملين آخرين، وعاد سولجنيتسين إلى بلاده عام 1994 وكانت عودته مليئة بالدراما، حيث طاف في أنحاء روسيا ومنحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جائزة الدولة للغة الروسية ليرحل سولجنيتسين فى عام 2008. 

الجريدة الرسمية