رئيس التحرير
عصام كامل

منهم قديسون ورهبان.. رحلة المسيحية في بلاد النوبة

إحدى الأثار المسيحية
إحدى الأثار المسيحية في النوبة

تتعدد الروايات حول بدايات دخول المسيحية بلاد النوبة، فاحدى الروايات تشير إلى أن بدايات الحضور المسيحى فى بلاد النوبة تعود إلى القرن الأول والثانى الميلادي عن طريق قوافل التجار المصريين، وأن أول مسيحي نوبى كان من حاشية الملكة كنداكة، الملكة الأم في مملكة مروي عام 37.  في حين تشير رواية أخرى إلى أن المسيحية عرفت في النوبة منذ القرن الرابع الميلادي، حيث تنصيب الانبا أثناسيوس الرسولى بطريرك الإسكندرية (326-372) أسقفا لفيلة التى أصبحت منذ العام 362 مقرا للأسقفية القبطية، وكانت هناك جالية مصرية فى قصر إبريم قبل أن تصبح ملكة نوباتيا النوبية مملكة مسيحية.

أما الرواية الثالثة فتلفت الانتباه إلى أن تأخر الدخول الرسمي للمسيحية بلاد النوبة إلى القرن السادس الذى أصبحت فيه بلاد النوبة مسيحية حكاما وشعبًا.

ويقول الأنبا مارتيروس، أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد: إن العلاقات القبطية النوبية كانت علي أشدها منذ القرون الأولي ، حيث كانت مصر هي إمتداد ثقافي وحضاري لممالك النوبة الثلاثة ، وكان أهل النوبة مرتبطين إرتباطا وثيقا بتعاليم الكنيسة القبطية ، حتي أنهم لم ينقطعوا حتي اللحظة بالتواصل ببابوات الكنيسة القبطية ورهبناتها. 

وأضاف أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد، أنه من المعروف أن أساقفة النوبة إنضموا بجانب كنيسة الأسكندرية في الدفاع عن الطبيعة الواحدة للسيد المسيح بمجمع خيلقودنية ، وكانوا دائما مايعلنوا إنتمائهم للإيمان الأسكندري، وترهب منهم الكثير في الأديرة المصرية، ولهم دير بإسمهم في منطقة بحيرة الأديرة بوادي النطرون، ويذكر أن القديس موسي الأسود كان نوبيا، وكان ملوك النوبة يحبون مصر، ومنهم من أمضى باقي حياته في كنف وإلي مصر ومنهم من أكمل حياته في الأديرة المصرية، مثل دير الأنبا هدرا الأسواني ، ودير العذراء المحرق، ودير النوبة بوادي النطرون، ودير أبو نوفر السائح جنوب أسوان ، ويحتفظ دير السيدة العذراء السريان بطبق رخامي كتب عليه باليونانية ، والنوبية بحروف قبطية ، خبر نياحة الملك جرجس ملك النوبة سنة 1188م وسجل علي هذا الطبق جزء من صلاة الراقدين. 

وأوضح "كانت الأديرة منتشرة في جبال النوبة وكانت تسير على النظام الأنطوني والباخومي وهناك الكاتدرائيات التي كانت زاخرة بالفريسكات والرسومات الحائطية مثل كاتدرائية فاراس وغيرها .. وهناك متحف خاص بحضارة النوبة بأسوان، بالإضافة إلى المتاحف المنتشرة بالسودان الشقيق ، وتنتشر مخطوطات النوبة بمكتبات الخارج ومعظمها باللغة اليونانية لغة الثقافة ، لقد مر تاريخ الكنيسة النوبية بعدة مصاعب وتحديات شديدة ، خاصة في القرون الوسطى ، الأمر الذي تحتفظ لنفسها تاريخا مجيدا مسجل بحروف من نور ، في كتب التاريخ والمخطوطات القديمة."

الجريدة الرسمية