رئيس التحرير
عصام كامل

القبائل الليبية تصفع "أردوغان".. ألغت الشراكة مع الأتراك.. وتنوي مطالبة الأمم المتحدة بعزل حكومة "السراج"

رجب أردوغان
رجب أردوغان

«مؤتمر دولى.. توصيات قوية.. ومواقف أقوى».. ثلاثة أحداث رغم أهميتها، فإنها لم تستطع تحريك الأمور في الداخل الليبي إلى ما هو أفضل، فعلى أرض الواقع لا تزال الأوضاع غير مستقرة، والصراع لا يزال على أشده، فالرفض الدولى للحل العسكري ووقف إرسال أسلحة إلى ليبيا لم يجد له مكانًا في العقلية التركية، فـ«أردوغان» تجاهل توصيات مؤتمر برلين، وضرب بها عرض الحائط، بعدما أرسل أسلحة ثقيلة عبر سفينة تركية أنزلت أسلحة ومدرعات ثقيلة بميناء طرابلس.

القبائل.. «طوق النجاة» الأخير لركاب السفينة الليبية، وخلال الساعات الماضية شهدت الأوضاع داخل ليبيا تحركًا كبيرًا من قبل شيوخ القبائل الليبيين، الذين أعلنوا رفضهم لما يحدث من جانب تركيا والتدخل في شئون بلادهم والسعى لخلق حالة من الصراع المسلح في المنطقة، ومن المعروف أن القبائل تلعب دورًا رئيسيًا في المشهد السياسي الليبى، ولها الكلمة المؤثرة ساعين في استعادة دولتهم، وكانت مصر أكثر الدولة التي استقبلت القبائل الليبية في العديد من اللقاءات في محاولة للم الشمل الليبى من أجل استعادة دولة ليبيا بيد الليبيين.

اقرأ أيضا:

متخصص في الشأن التركي: أردوغان يواصل انتهاكاته ضد شعبه

وفى هذا السياق كشفت مصادر مطلعة على الشأن الليبي أن «القبائل الليبية هي القطاع الأقوى داخل ليبيا وتمثل الصوت الليبى القوى، وعادت للمشهد الدولى مرة أخرى بعد إغلاق حقول البترول والتي اقترب عددها من 500 بئرا بنسبة تصل لـ80% من الحقول الليبية، كما أنها تحاول خلال الأيام المقبلة العمل على إيجاد حالة وفاق مع بعضها البعض كى يتم الاتحاد بين كل القبائل بشكل أقوى وأنهم يتواصلون في الساعات المقبلة مع قبائل الشمال والتي تسيطر عليها حكومة فايز السراج بهدف إنهاء حالة الصراع داخل بلادهم وإعلان رفضهم التدخل التركى وأنهم سيتصدون بكل قوة لما أسموه بالغزو العثمانى من جديد، وقامت بعض شركات البترول الكبرى التابعة لبعض القبائل بفسخ التعاقد مع الشركات التركية ووقف إرسال النفط والغاز إلى أي شركة تركية».

 وأضافت المصادر أن «بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لم تتواصل مع القبائل الليبية منذ إرسالها، رغم أن حل الأزمة في الدولة لن يحسم إلا بالقبائل والتي يدعم أغلبها الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، خاصة قبائل الشرق والجنوب والمنطقة الوسطى»، موضحة أن «القبائل ممثلة للشعب الليبى وستكون مسئولة عن توزيع الثروة الليبية، ولن تسمح لتركيا في الحصول على جزء من ممتلكات الدولة الليبية وحقوقها، كما أن الأيام المقبلة من الممكن أن تشهد اجتماعا بين القبائل وبعثة الأمم المتحدة خاصة بعد دعوة دول عربية لاستقبال القبائل الليبية وعقد مؤتمرات لحل الأزمة، وعلى رأس هذه الدول تونس والجزائر، ومطلب القبائل في البداية سيكون عزل حكومة السراج وتكليف حكومة أخرى تشرف على توزيع الثروة».

اقرأ أيضًا:

ارحمونا من أردوغان 

ومن جانبه قال أحمد عليبة، رئيس قسم التسليح بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية: القبائل الليبية فاعل رئيسى وأساسى في ليبيا، والدولة هناك تقوم على ذلك في الأساس، ولا يمكن بأى حال تجاوز دور القبائل لأنهم ذوى ثقل في المشهد وحسمه»، كما كشف «عليبة»، أن «القبائل الليبية قدمت العديد من المبادرات، والتي ظهرت بقوة في الأسابيع الماضية، لأنهم يبحثون عن حل سريع لعودة الدولة الليبية والغالبية منهم تسعى لاستعادة الدولة، وما يحدث الآن محاولة للتوافق بين جميع القبائل من أجل فرض السيادة الليبية دون تدخل عسكري، ومصر التقت بكافة القبائل الليبية أكثر من مرة بهدف إعلاء الدولة الليبية، وهناك دول عربية تسعى في الأيام المقبلة لاستقبال القبائل والاستماع لهم ومساندة موقفهم»، وحول الأوضاع الحالية بعد اختراق تركيا اتفاق برلين، قال «عليبة»: تركيا تسير في خط معارض لمسار برلين، والقوى الدولية لم يصدر عنها ما يحسم الأمر، خاصة وان تركيا تزيد المشهد تصعيدا.

في حين قال اللواء محمد الشهاوى، مستشار كلية القيادة والأركان: الأزمة الليبية لن يتم حسمها إلا من خلال الليبيين أنفسهم، الذين أرى أن عليهم الالتفاف والتوحد الآن لمنع أي تدخل أجنبي في بلادهم، والقبائل الليبية لها دور فعال في عملية التسوية والمساواة بين حفتر والسراج، كما أن مصر لعبت دورا كبيرا في الحفاظ على المؤسسات الليبية ودعم الجيش الوطنى الليبى، ومصير هذه الدولة لن يحدد إلا من خلال القبائل، وذلك عن طريق إجراء انتخابات رئاسية والتمسك بالحل السلمى من أجل تخفيف حالة التوتر والصراع داخل ليبيا.

 

“نقلا عن العدد الورقي”..

الجريدة الرسمية