رئيس التحرير
عصام كامل

نعمات أحمد فؤاد تكشف سر "منديل" أم كلثوم

أم كلثوم
أم كلثوم

خمس سنوات قضتها الدكتورة نعمات أحمد فؤاد ـــ رحلت عام 2016 ــــ  تؤرخ حياة سيدة الغناء العربى أم كلثوم فى دراسة عن عصر كامل من الفن صدرت عام 1976 باسم (أم كلثوم وعصر من الفن) تنقلت الدكتورة نعمات بين دار الوثائق ودار الكتب ووسط مئات الدوريات وآلاف الأوراق التاريخية ووضعت تحليلا للوطن على كل مستوياته بداية من الربع الأول من القرن التاسع عشر كارهاصة لمولد أم كلثوم ثم تتبعت خطواتها من القرية إلى المدينة إلى العالم الخارجى شرقا وغربا، فخرج الكتاب موسوعة تاريخية أدبية فنية سياسية علمية.

وفى 13 أبريل 1993 تعاقد معها التليفزيون المصرى على مسلسل عن حياة أم كلثوم مستخرج من موسوعتها وحدد فى العقد بعبارة (قصة ومادة علمية) لكن ما حدث أن خرج مسلسل درامى عن أم كلثوم ولكن بتوقيع مؤلف آخر دون الالتفاف إلى مرجعيته الأولى  وفى مجلة نصف الدنيا فى حوار مع عمر طاهرعام 2000 قالت الدكتورة نعمات أحمد فؤاد: كيف يقول شخص آخر إنه كاتب القصة وهو فى نفس الوقت يؤكد أنه لم يشاهدها ولم يعرفها عن قرب، إذن كيف حصل على التفاصيل إلا من كتابى، وهذا ليس كتابا هينا أو عاديا .. بل موسوعة استغرقت جهد خمس سنوات متصلة وبعد ذلك يكتب تأليف وقصة شخص آخر، وأنا الذى تعاقد معى التليفزيون وكتب فى العقد الحكومى تأليف وقصة علمية. عن بداية علاقتها مع أم كلثوم قالت: بعثت إليها وأنا طالبة رسالة بعد حفل غنت فيها فاكر لما كنت جنبى .. والنيل جارى والليل سارى،  والموجة تجرى ورا الموجة ..عايزة تطولها  كتبت لها رسالة حللت فيها أداءها لهذه الأغنية وختمت الرسالة ببابيات تقول: ياعقد الفل على صدر مصر .. ياست الكل بين سيدات مصر .. صوتك آية واسمك راية  بعدما قرأت الرسالة اتصلت بمصطفى أمين وقالت لازم اشوف البنت دى، وبالفعل ذهبت إليها فى منزلها وقالت لى "كتب عنى شعراء وكتاب فى مصر والعالم العربى ولم يكتب عنى أحد مثلما كتبت انت فى هذه الرسالة ". ومن يومها صرنا أصدقاء لكنى لم أتردد عليها كثيرا لأنها كانت تقول فى حواراتها دائما (من يحب أم كلثوم يدخرها لفنها) واضافت د. نعمات: بعد هذه الرسالة وضعت كتاب "كوكب الشرق" عام 1952 بدأته بهذه الرسالة كتب مقدمته الشاعر أحمد رامى وتضمن معلومات عنها معتها من خلال زيارتى إلى قريتها وحواراتى مع كل من اقترب منها، ثم تحاورت مع الشعراء والملحنين والكتاب الذين تعاملوا معها، وخاصة أحمد رامى الذى كان يعمل فى دار الكتب وراجع كل صغيرة وكبيرة في الكتاب صدر فى 150 صفحة.

 

وقالت د.نعمات إنه كان يجب التوسع فى الكتابة عن أم كلثوم وبما أنى أكاديمية واستاذة جامعية كان لا بد من عمل موسوعة بعد ذلك استغرقت فى كتابتها خمس سنوات وصدرت عام 1976 فقد كانت أم كلثوم عدة قمم مجتمعة ومتشابكة فى الموهبة والذكاء والثقافة والأناقة وخفة الروح.

وأضافت: خلال علاقتى بأم كلثوم كنت أسأل نفسى ما الحكمة فى المنديل الذى تمسكه بيدها خلال الغناء لكنى عندما كنت أقابلها فى كواليس بعض حفلاتها قالت لى مرة (شوفى ايديا أنا خايفة جدا ) فأنظر إليها أجدهما مليئتين بالعرق، قلت لها: أم كلثوم تخاف؟ فقالت: علشان أنا أم كلثوم باخاف، فأدركت السبب وراء إمساكها بإيشارب أو المنديل طوال الوصلة الغنائية التى تقدمها.

موسوعة حضارية تؤرخ لأغانى أم كلثوم للملك فاروق

وتابعت: وطوال فترة عملى فى الكتاب الذى كانت على علم به كنت أرى أم كلثوم تسير فى موكب ضخم يضم السياسى والشاعر والفنان والمثقف ورجل الشارع وسط زخم بشرى يعطيها ويأخذ منها.

الجريدة الرسمية