رئيس التحرير
عصام كامل

حكم الشرع فى اتباع النساء للجنائز وزيارة القبور

حكم الشرع فى اتباع
حكم الشرع فى اتباع النساء للجنائز وزيارة القبور- صورة ارشيف

خرج بعض الشيوخ ليؤكد عدم جواز خروج المرأة للجنائز وزيارة القبور، وطبعا فإن تنفيذ هذا الامر صعب جدا، حيث تصر كثير من السيدات على زيارة القبور، فما حكم الشرع فى زيارة النساء للقبور واتباع الجنائز؟

 

يجيب عن هذا السؤال الدكتور محمد الخشت فى كتابه "فقه النساء فى ضوء المذاهب الاربعة و الاجتهادات الفقهية المعاصرة" فيقول: يجوز للمرأة ان تسير فى جنازة من عظمت مصيبته عليها ،كأب او أم، وزوج، وولد، واخ، واخت، وذلك اذا امنت الفتنة.

 

ودليل ذلك ما رواه ابن ماجه، بسند رجاله ثقات، عن ابى هريرة: ان النبى ـ صلّى الله عليه وسلم ـ كان في جنازة ورأى عمر امرأة فصاح بها فقال النبى: "دَعْها يا عمر فإن العين دامِعة، والنفس مُصابة والعهد قريب" وإسناد هذا الحديث صحيح.

 

اقرأ ايضا : حكم الشرع فى هجر الرجل لزوجته لخلافات متكررة

 

اما قول أمّ عطية الذى رواه الشيخان: "نُهينَا أن نتبع الجنائز ولم يعزم علينا"، فمعناه: نهانا رسول الله ان نسير مع الجنازة، ولم يؤكد علينا فى هذا النهى، فهو نهى تنزيه، ونهى التنزيه لا يقتضى الإثم.والاحاديث التى جاءت فى النهى مطلقا ضعيفة لا يصح منها شيئا

 

 

اما بالنسبة لزيارة النساء للقبور، فرأى ابن تيمية وغيره هو عدم جواز الزيارة للنساء ، بينما ذهب بعض الحنفية واكثر الشافعية والحنبلية الى كره زيارتهن للقبور، وقال المالكية ان الكراهية فى حق الشابات فقط، اما التى لا مطمع للرجال فيها فحكمها فى الزيارة حكم الرجال. والارجح -والله تعالى اعلم- ان عدم الجواز يكون فى حالة عدم الإلتزام بآداب الزيارة و الإكثار من الصياح، والتبرج، وضرب الخدود.

 

اما اذا إلتزمت المرأة بآداب الزيارة فيجوز لها، فالجواز مشروع بأن تكون متسترة، خاشعة، متذكرة امر الاخرة، معتبرة، تاركة النياحة، وضرب الخدود، وشق الجيوب، وسوء القول.

 

اقرأ ايضا: حكم الشرع فى خلع الحجاب إذا تعرضت المرأة بسببه للأذى

 

فقد اخرج مسلم واحمد: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم السيدة عائشة ما تقول عند زيارة القبور حين قالت له: كيف اقول لهم يا رسول الله؟ قال: "قولى: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون".

ففى هذا الحديث قد علم النبى صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة ما تقول عند زيارة القبور، وتعليمها هذا يعنى أنه أذن لها بالزيارة.

 

ولأن النساء يشاركن الرجال فى السبب الذى اباح رسول الله من اجله الزيارة للقبور وهو الاعتبار بالأموات وتذكرة الاخرة، فقد قال: "فَإِنَّهُ يَرِقُّ الْقَلْبَ، وَتَدْمَعُ الْعَيْنَ، وَتُذَكِّرُ الآخِرَةَ "

 

اما الاحاديث التى وردت فى لعن زائرات القبور فإنها تحمل على النساء اللاتى يرتكبن فى زيارتهن للقبور ما نهى عنه الشرع، كالنياحة، وشق الجيوب، ولطم الخدود، او من يكثرن الزيارة.

 

كما ان منع النساء كان قبل الاذن، فلما أذن صلى الله عليه وسلم، عم الإذن النساء والرجال.. حيث قال ""إنِّي نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا"، وهذا عام للرجال والنساء، لقرينة قول السيدة عائشة المذكوراعلاه والذى رواه الحاكم بسند صحيح.

 

 

الجريدة الرسمية