رئيس التحرير
عصام كامل

صفقة القرن .. ترامب يحرق منطقة الشرق الأوسط بـ"هدية الثلاثاء"

الرئيس الأمريكى دونالد
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب

عاد الحديث مجددا عن طرح أمريكا لما تسمى "صفقة القرن" بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكالعادة تضاربت تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول توقيت إعلانها وبنودها.

ومساء أمس الخميس، قال ترامب، أن ما ينشر فى الإعلام عن خطة السلام "صفقة القرن" حول بنودها وتوقيت إعلانها مجرد تكهنات.

 

لكن ترامب عاد اليوم الجمعة، للتأكيد على أن خطة البيت الأبيض للسلام في الشرق الأوسط ستعلن على الأرجح قبل استقباله رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ومنافسه السياسي بيني جانتس الثلاثاء المقبل.

 

فى هذا السياق، رأت صحيفة إسرائيلية في إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره نشر خطته للسلام التي يطلق عليها "صفقة القرن" بأنه بمثابة "هدية القرن" لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

 

وقالت "جيروزاليم بوست"، الجمعة، "تلقى نتنياهو هدية القرن يوم الخميس عندما دعاه نائب الرئيس مايك بينس ومعه زعيم حزب "أزرق أبيض" بيني جانتس إلى البيت الأبيض لإجراء محادثات يوم الثلاثاء المقبل حول خطة السلام التي طال انتظارها، والمعروفة باسم "صفقة القرن".

 

وأضافت" إنها هدية لعدة أسباب، أولاً ، من المقرر أن يجري الكنيست يوم الثلاثاء تصويتًا مصيريًا على طلب نتنياهو بالحصانة من المحاكمة بسبب جرائمه المزعومة بالرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة. هل يتراجع "أزرق أبيض" الآن عن طلب عقد الجلسة بسبب القمة في واشنطن أم أنه سيتمسك بسلاحه؟".

وتابعت"في كلتا الحالتين، سيكون اهتمام من قبل الشعب بما يحدث في واشنطن وليس على ما يحدث في الكنيست، فهناك، من المتوقع أن يقدم الرئيس دونالد ترامب وفريق السلام بقيادة صهره جاريد كوشنر تفاصيل الخطة إلى نتنياهو وجانتس ثم يمهدان الطريق لضم غور الأردن وربما أكثر".

 

ولفتت إلى "إنها هدية لأنه على الرغم من دعوة جانتس، إلا أن نائب الرئيس الأمريكي "مايك بنس" أشار إلى أن الدعوة تم توجيهها بناءً على طلب نتنياهو، وبعبارة أخرى ، نتنياهو يبدو وكأنه قائد حقيقي، وليس زعيمًا يلعب ألعابًا سياسية صغيرة عندما يتعلق الأمر بمسائل ذات أهمية استراتيجية مثل خطة ترامب للسلام".

 

وعلى ذلك فقد رأت الصحيفة أن "جانتس في موقف صعب، فمن ناحية، ستكون غريزته هي رفض الدعوة، لماذا يلعب دورا في لعبة نتنياهو؟ الجميع في السياسة الإسرائيلية، وخاصة في حزب الليكود التابع له، يعرفون أن نتنياهو ليس سياسيًا كريما".

 

وقالت "ماذا يمكن أن يحدث في هذه الحالة؟ في 3 مارس ، اليوم التالي للانتخابات، يعرف نتنياهو أن فرص اليمين في الفوز بـ 61 مقعداً في الانتخابات المقبلة ليست عالية، وفرصته الوحيدة لتشكيل ائتلاف هي جعل غانتس يوافق على تشكيل حكومة وحدة".

 

وأضافت "الأمريكيون هم السماسرة. جمعوا مناحيم بيجن وأنور السادات في البيت الأبيض في عام 1979، وجمعوا اسحق رابين وياسر عرفات في عام 1993والآن ، في عام 2020 ، سيكونون قد جمعوا نتنياهو وجانتس في المكتب البيضاوي".

 

وختمت جيروزاليم بوست بالقول "سيقدم ترامب خطة سلام مواتية واتفاق دفاع ومن يعرف ماذا. كل ما عليك القيام به، كما يقو، هو تشكيل ائتلاف. من سيكون قادرًا على قول لا؟".

 

ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة ب"صفقة القرن" بأنها "عظيمة وستنجح".

ورحب ترامب بقدوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنافسه زعيم حزب "أزرق أبيض" بيني جانتس ولكنه أشار الى ان صنع السلام بينهما سيكون اصعب من إنجاح صفقة القرن.

 

وردا على سؤال من الصحفيين للرئيس الأمريكي على متن طائرة الرئاسة في رحلة ترامب الى ولاية فلوريدا الأمريكية عن ما إذا سيكون قادرا على صنع السلام بين نتنياهو وجانتس قال"سيكون هذا الأمر أصعب".

 

وأضاف ، بحسب نص الحديث مع الصحفيين الذي نشره البيت الأبيض، " لقد قلت دائمًا أنني أحب أن أكون قادرًا على القيام بهذه الصفقة. يقولون أن هذه هي الأصعب من بين جميع الصفقات. أنا أحب القيام بصفقات".

 

وتابع ترامب " يقولون إن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين هو الأصعب، الأصعب من أي صفقة أخرى. في الواقع ، إذا كنت تعمل، وكنت تقوم بصفقة تجارية مستحيلة، فأنت تقول إن " السلام بين إسرائيل والفلسطينيون سيكون أسهل"، وهذا يعني أنها أصعب صفقة".

 

وألمح الى ان قراره بنشر الخطة قبل قدوم نتنياهو وجانتس إلى واشنطن، يوم الثلاثاء، جاء بسبب تكرار الانتخابات الإسرائيلية دون نتنيجة.

 

وقال" كما تعلمون ، ما وقف في طريقنا بالفعل هو أن الانتخابات تجري إلى الأبد".

 

وأشار الى تكرار الانتخابات مع ظهور نتائج متقاربة في إسرائيل بدون وجود رئيس للحكومة وقال"لذلك كنا نجلس، في انتظار مرشح، لكن كلا المرشحين يريدان القيام بذلك، لذلك ، كلاهما قادم".

 

وأضاف" كلاهما سيأتي، لقد فوجئت، كنت منبهرا، ولكن كلاهما خرج عن مسار الحملة الانتخابية، لقد كانوا يقومون بحملات انتخابية لفترة طويلة، هذه هي انتخاباتهم الثالثة أليس كذلك؟".

 

وتابع ترامب " لقد كانوا يقومون بحملاتهم الانتخابية لفترة طويلة، كلاهما " نتنياهو وجانتس" يرغبان بإبرام الصفقة، إنهما يريدان السلام، إسرائيل تريد السلام ، الفلسطينيون يريدون السلام ، الجميع يريد السلام ".

وأضاف بشأن توقيت نشر خطته "من المحتمل ان ننشرها قبل قليل من قدومهما" في إشارة الى نتنياهو وجانتس.

وأضاف "بصراحة، إنها خطة رائعة، إنها خطة ستنجح حقا".

وعما إذا كان سيتحدث الى الفلسطينيين عن الخطة قال" لقد تحدثنا معهم لفترة وجيزة، لكننا سنتحدث إليهم في فترة من الزمن، ولديهم الكثير من الحوافز للقيام بذلك، أنا متأكد من أنهم ربما يتصرفون بشكل سلبي في البداية، لكن الخطة في الواقع إيجابية للغاية بالنسبة لهم".

وأضاف " سيكون من الرائع القيام بذلك على أساس إنساني، إن الأمر برمته مجنون وهو مستمر لسنوات طويلة، وبالتالي سنمنح الأمر فرصة جيدة"

و هددت الرئاسة الفلسطينية، بـ"اتخاذ إجراءات"، إذا ما تم الإعلان عن صفقة القرن الأميركية بصيغتها الحالية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان "سنطالب إسرائيل بتحمل مسؤولياتها كاملة كسلطة احتلال، ونحذّر إسرائيل والإدارة الأميركية من تجاوز الخطوط الحمراء".

كما توعدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في بيان أصدرته، بإفشال الخطة الأمريكية.

وقالت حماس "كل محاولات تمرير هذه الصفقة، سيتحطم على صخرة مقاومة شعبنا وصموده". و"صفقة القرن"؛ خطة سلام أعدتها إدارة ترامب، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة إسرائيل، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية المحتلة، وحق عودة اللاجئين.

وأعلن الرئيس محمود عباس، مرارا خلال العامين الماضيين، رفض الفلسطينيين لـ "صفقة القرن"، لأنها تُخرج القدس واللاجئين والحدود من طاولة المفاوضات.

وأوقفت الإدارة الأمريكية، بالعامين الماضيين، كل أشكال الدعم المالي للفلسطينيين، بما في ذلك مشاريع البنى التحتية والمستشفيات في القدس الشرقية، ودعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

الإعلام الإسرائيلي يكشف تفاصيل خطيرة عن صفقة القرن

بدورها، أوقفت القيادة الفلسطينية اتصالاتها السياسية مع الإدارة الأمريكية بعد قرار ترامب ، في السادس من ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة.

 

الجريدة الرسمية