رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا نتزوج؟

لماذا نتزوج؟.. سؤال قد يبدو غريبا على القارئ لكن طرحه الآن واجب على كل الجهات ذات الصلة المعنية بدراسة أسباب تزايد معدلات الطلاق، والتي تشهد عليها ساحات محاكم الأسرة.. ولست معنيا في أطروحتي بسرد إحصاءات أو نسب مئوية تتناول معدلات الطلاق، لكن ما يعنيني هنا هو ثقافة الزواج لدى الشباب وتحديدا من يتزوج منهم في سن مبكرة قبل إتمام ثلاثين عاما من العمر..

 

فغني عن القول إن ضعف الخبرة الحياتية وتدني الثقافة الدينية ربما يشكلان سببا مباشرا لتزايد معدلات الطلاق في المجتمعات العربية. فالشاب والفتاة يرتبطان رسميا بناء على معايير، يكتشفان في وقت لاحق من زواجهما أنها ليست المعايير المطلوبة لاستمرار حياة زوجية ناجحة، فالشاب يريد فتاة صاحبة قوام فرنسي وصوت فيروزي وإطلالة نجمات هوليود، والفتاة تريد شاب "طول بعرض" جميل المظهر حنون القلب عندليبي العشق..

 

اقرأ أيضا: أولادنا وشبح الفراغ

 

والحقيقة إن كل تلك الأوصاف، وإن كانت شروطا مشروعة للاختيار إلا أنها ليست المفاضلة الرئيسية لإتمام الزواج بإجراءاته الرسمية، لذلك فالمطلوب منا إعادة صياغة وعي شبابنا قبل خوضهم تجربة الزواج لتكون الاختيارات مبنية على أساس مدى تحمل الطرف الآخر للمسؤولية ومدى قوة ومرونة شخصيته واتزانه…

 

وهمسة بريئة في أذن كل رجل متزوج نقول له لا تعامل زوجتك مهما كان اتزانها ومهما بلغت درجة عقلانيتها على أنها "رجل"، فالمرأة كان فطرة الله على عاطفة نبيلة راقية تحنو بها على صغيرها، وتتحمل منه ما لا يتحمله رجال الأرض.. فلا بد أن يكون التعامل مع المرأة بالرقة التي تستحقها وتجاهل الصغائر ومراعاة تلك العاطفة النبيلة التي تحكمها.

 

اقرأ أيضا: من ينهي أزمة فواتير الكهرباء؟

 

وللمرأة أقول: مهما كان دورك النبيل مع زوجك ومهما كانت تضحياتك وتعبك في تربية الأولاد.. يجب أن تعلمين طبيعة الرجل في رغبته استشعار رجولته أمام المرأة، فربما يريدها ناجحة مثابرة لكنه في الوقت نفسه يريد أن يشعر أنها أقل منه بخطوة أو خطوتين.. لا من تنازلات متبادلة من الطرفين عن الزلات الصغيرة حتى لا تقف عائقا أمام قطار الحياة.

والله من وراء القصد.

الجريدة الرسمية