رئيس التحرير
عصام كامل

يناير.. يا يناير يا..

قبل خمسة أيام تقريبا من حلول يوم الخامس والعشرين من شهر يناير المؤامرة، يصاب معظم المصريين بالقلق والعصاب والتوتر، وتقع طوارئ فى الحكومة وفى الناس، رغم مظاهر الاحتفالات. ذلك شأن الذكريات المريرة دائما. نحمل لذاك اليوم الأسود فى تاريخ الغفلة المصرية صورا بغيضة.

 

إذ لا يمكن أبدا أن ننسى مشاهد حرق المستشفيات والمحاكم والأقسام والقتل والخطف والاغتصاب والذبح والحشود المساقة من الخرفان تدمر وتحطم وتصوب الرصاصات إلى البيوت والشرفات وهى تمر فوق كوبرى أكتوبر.. ولا يمكن أن ننسى مذبحة كرداسة المروعة، ولا إلقاء الصبى من فوق العمارة في الإسكندرية، ولا دهس الشباب بسيارات السفارة الامريكية فى شارع قصر العيني، ولا اقتحام السجون وإخراج ما يزيد على العشرين ألف سجين مجرم.

 

روعونا وهددونا وطرقوا أبواب بيوتنا.. كانت حركة حماس الإرهابية وحزب الشيطان اللبنانى وعملاء في الداخل وراء انتهاك سيادة مصر.. ولا يمكن أن ننسى قتل جميع ضباط وأفراد قسم ثالث العريش.

 

اقرأ أيضا: .. وإعلام التآمر موجود داخليا أيضا !

 

الصور دامية ودامعة.. ناهيك عن عمليات التفجير فى الشوارع والميادين واغتيال الشرفاء.. انهارت الشرطة المصرية وغاب أمن الدولة بالتشريد والتجريد أيام الخائن مرسى.. مرارة بالحلق وفى القلب، ونعجب كل العجب أن يتصور الخونة المأجورون فى تركيا وغيرها أن الشعب يمكن أن يصدقهم مرة أخرى، فيدمر نفسه تدميرا.

 

الوطن اليوم فى تعاف ونقاهة، ونحن أفضل حالا ومالا ومكانة، والغد أروع وحافل بالآمال والإمكانيات، ولقد استعادت مصر مكانتها سريعا وترفع رأسها عالية بين قادة العالم ولها كلمة ينصتون إليها لأنها قوة رشيدة وليست قوة غشيمة.

 

ساعات معدودات وتحل ذكرى ذلك اليوم.. لكننا سنحتفل بالعيد الحقيقي للخامس والعشرين من يناير عيد الأبطال من الشرطة المصرية.. استبسلوا دفاعا عن الشرف الوطنى فى معركة الإسماعيلية، ويدافعون منذ كارثة الخراب فى ٢٠١١ وحتى اليوم عن بيوتنا وأعراضنا، يرتقى منهم الشهداء إلى رحاب الله ويخلفون وراءهم أرامل وأطفالا وأمهات وآباء ثكالى.. مصر تحتضنهم وترعاهم.

 

اقرأ أيضا: مرسوم ترامب.. اليهودية قومية !

 

تحية لرجال الشرطة المصرية فى عيدهم، فهم أبناؤنا.. قدمناهم لمصر.. وانظروا طوابير المتقدمين لكليات الشرطة ومعاهدها وللكليات العسكرية ومعاهدها تعرفون أن الشعب استوعب الدرس ولا يبخل على الوطن بأعز أبنائه فى الأيام العصيبة.

 

من أجل هذا كله.. نرى أن الدماء الطاهرة الزكية لشبابنا فى الشرطة والجيش تستحق محو اسم الجريمة الكاملة التى يقرها الدستور فى مواده، فتبدو فى غير موضعها من الحقيقة. الكل، أكرر الكل، يعلم أن الخامس والعشرين من يناير مؤامرة، بدأت من تونس واجتاحت ليبيا واشتعلت فى مصر ثم سوريا.

 

وحتى السذج والشرفاء الذين هتفوا فى التحرير ضد نظام الرئيس الأسبق مبارك.. أدركوا مع الوقت أنهم استخدموا وتم التغرير بهم بواسطة نخبة مباعة! عدلوا الدستور.. وألغوا كلمة ثورة يناير احتراما للدم الذى أريق بلا سبب إلا كسر عنق البلد وتركيعه.

الجريدة الرسمية