رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مقترح لحل مشكلة الكثافة في الفصول

أن مشكلة زيادة الكثافة الطلابية في الفصول ترجع إلى نقص الأراضي المتاحة لإنشاء المدارس، ولزيادة الكثافة السكانية بمعدلات أعلى من المتوقع، بالإضافة إلى وجود عامل مفاجئ قد طرأ على منظومة التعليم، ألا وهو الطلاب السوريين الذين يزيد عددهم على النصف مليون طالب انضموا حديثا إلى منظومة التعليم، بالإضافة إلى عنصر إيجابي وهو انخفاض معدلات التسرب؛ فتقلص معدل التسرب يعني البقاء بالتعليم ومن ثم زيادة كثافة الفصول.

فمن أسباب مشكلة كثافة الفصول هو تزايد عدد السكان المستمر خاصة فى المناطق العشوائية ونقص الأبنية التعليمية مع عدم وجود الأرض الخالية لبناء المدارس فى المناطق ذات الكثافات السكانية العالية. وهى المناطق الأحوج للمدارس، وإخلاء العديد من المباني التى كانت الوزارة تستأجرها كمدارس.. وذلك لحصول أصحابها على أحكام قضائية باستعادتها والمدارس التى آلت للسقوط بسبب القدم أو وجود بعض المدارس القديمة ذات الطابق الواحد أو الطابقين..

مع ارتفاع مصروفات المدارس الخاصة والتي لا يستطيع الرجل العادي أو حتى المتوسط أن يدركها بدخله المحدود. فقد  زاد من الضغط على المدارس الحكومية، وأخيرا الهجرة الداخلية من الريف إلى المدن. وهى الهجرة التى أثرت على التكدس الرهيب فى المدن.. خاصة القاهرة والإسكندرية واللتين تعدان من أعلى المحافظات كثافة سكانية. ومن أشدها معاناة من حيث كثافة الفصول الدراسية.

اقرأ أيضا: طارق نور الدين: لا يوجد نص قانونى يجرم الدروس الخصوصية

أما الحلول المقترحة لحل هذه المشكلة. من وجهة نظرى الشخصية لا بد وأن تكون بشكل لا مركزى حسب ظروف كل محافظة، ويقوم المحافظ المختص بإجراء مسح شامل وجمع بيانات دقيقة عن اعداد الفصول والطلاب بمحافظته وتحديد مناطق الكثافة الطلابية العالية، بحيث يكون إجراءات الحل وفق لكل إدارة تعليمية، وهنا يقوم بتقسيم اليوم الدراسى إلى فترتين  الفترة الأولى تبدأ من الساعة السابعة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا (جميع المدارس الابتدائية والإعدادية تستقبل طلاب المرحلة الابتدائية + ( KG2+ KG1 )..

أما الفترة الثانية فتبدأ من الساعة الثانية عشرة ظهرا وحتى الساعة الخامسة (جميع المدارس الإبتدائية والإعدادية تستقبل طلاب المرحلة الإعدادية بنين وبنات)، أما فيما يخص الثانوى العام فقط فجميع مدارس الثانوى العام  تستقبل طالبات الثانوية العامة (بنات) فى الفترة الصباحية، أما الفترة المسائية -تبدأ من الساعة الواحدة ظهرا وحتى الساعة الخامسة نفس مدارس الثانوي العام تستقبل طلبة الثانوية العامة بنين، علما بأن عدد الطلاب فى حجرة الدراسة حسب المقترح سيكون  حوالي 30 طالبا.

ويمكن استخدام جميع المدارس الفنية التى تقع في نطاق كل مدينة كمدرسة ابتدائية أو إعدادية أو ثانوي عام.. على أن تكلف هيئة الأبنية بناء المدارس الفنية في الظهير الصحراوي القريب من كل مدينة، مع توفير أتوبيسات لنقل كل من الطلبة والطالبات والمعلمين من وإلى المدرسة.

هذا المقترح من المؤكد أنه سيقابله تحديات ومن أبرزها عدم توافر معلمين بشكل يكفى لتغطية المرحلتين، وهنا نستطيع التغلب عليها من خلال إعادة التوزيع العادل للمعلمين بالمحافظة، مع التأكد باستكمال نصاب كل المعلمين بالإضافة إلى تفعيل قرار (الأجر مقابل العمل)، وهنا يستطيع المعلم أن يأخذ ضعف نصابه مقابل تحرير عائد مادى له عن كل حصة تزيد على نصابه، ويعتبر أيضا وسيلة جديدة لزيادة دخل المعلمين، بالإضافة إلى تطبيق الخدمة العامة في مجال التعليم وتشغيل التربية العملية بالتنسيق مع كليات التربية مع التعاقدات الجديدة التي تجريها الوزارة الآن.

 

اقرأ أيضا: طارق نور الدين: إعادة المتعة للمدارس تبدأ من المعلم

أما الحلول الاستراتيجية طويلة ومتوسطة الأجل فتكون بزيادة ودعم ميزانية الوزارة، خاصة بند الأبنية التعليمية وإزالة كل المدارس ذات الطابقين والطابق الواحد لإنشاء مدارس متعددة الطوابق. ذات تصميمات تتسع لعدد أكبر من الطوابق والفصول والتوسع الراسي في المباني بعد التاكد فنيا من قدرة المبنى، خاصة في المناطق التى يصعب فيها إيجاد أرضى شاغرة لبناء مدارس جديدة.

وهناك أيضا المجمعات التعليمية الحالية التى بها مدرسة أو أكثر من كل مرحلة وبها فناء لكل مدرسة.. يمكن فى هذه الحالة أن يكون لكل مدرستين فناء مشترك مع تبادل وقت الفسحة بين المدرستين. ونقوم بإنشاء أجنحة جديدة في هذه الفراغات وبناء مدارس فى الظهير الصحراوي في المناطق القريبة من العمران خارج المدن، مع تيسير مواصلات مجانية أو مدعمة إليها.

وهذا الحل لجأت إليه بالفعل المدارس الخاصة. ومشاركة رجال الأعمال بقروض ميسرة للوزارة. على أن يساهم أولياء الأمور بمبالغ رمزية – مثلاً خمسة جنيهات كل عام عن كل طالب. تخصص لدعم الأثاث والمباني.. مع فتح مجال التبرع مع مراعاة عدم الإكراه.. وكذلك الشفافية في إنفاق هذه التبرعات في أوجهها الصحيحة، علما بأنه لابد من وضع خطة تنفيذية مدروسة ومحكمة لكل عنصر سبق شرحه على حده، من منطلق الشيء الذى لا يخطط لا يتابع والذى لا يتابع لا ينفذ. وهذا مجرد تصور أو مقترح قد يحتمل الصواب أو الخطأ.. والله من وراء القصد..

Tarek_yas64@yahoo.com

Advertisements
الجريدة الرسمية