رئيس التحرير
عصام كامل

يا بخت مين كان قنديل جاره


نفس السياسة ونفس التفكير ونفس العقلية التي تدير الرياضة كما هي ويبدو أن الأمل ضئيل في التغيير، فالدولة تنفق الملايين على الرياضة والمحصلة في النهاية ميدالية برونزية أو فضية أو العودة بخفي حنين من الدورة الأولمبية، وبالطبع فإن ذلك نتاج سياسة فاشلة يتم اتباعها دون تغيير، اللهم في الشكل من جانب الوزير المسئول في محاولة لإثبات الذات لا أكثر.. فميزانية الرياضة التي كانت في الماضي 5٫9 ملايين جنيه سنويا وتم زيادتها مؤخرا لـ8٫9 ملايين جنيه يتم صرف الجزء الأكبر منها على أشياء ثانوية ولا تصب في الرياضة نفسها.. خبراء الرياضة في العالم يؤكدون أن الميدالية الأولمبية تتكلف قرابة المليون دولار وبالتالي إذا اقتطعنا جزءًا من ميزانية الرياضة يخصص لصالح الدورة الأولمبية فإننا بلا شك سنحقق نتائج مبهرة ولكن كيف ونحن ننفق الجزء الأكبر على (الفشخرة والنفخة الكدابة) دورة مثل البحر الأبيض المتوسط التي نستعد لها الآن، ستجد أننا ننفق جزءا كبيرا من الأموال عليها ومكافآت رهيبة وملابس جديدة للبعثة رغم أن دولاً كبيرة مثل إيطاليا وإسبانيا وتركيا لا تعول عليها كثيرا وربما تشارك بالصف الثاني أو الثالث ثم بعد ذلك يصرف جزء أيضًا كبير على البطولات العربية والأفريقية ويا فرحة مصر بالذهب والفضة!!!.. 

ويدور في رأسي سؤال: ألا يوجد رجل رشيد؟ ألا يوجد وزير شجاع؟ ألا يوجد راجل؟!! رجل يقول لا وألف لا للمحسوبية ويضع قواعد صارمة لإنفاق فلوس الدولة بدلا من بعثرتها في أشياء لا طائل من ورائها .. رجل ليس على رأسه بطحة ..أذكر منذ 16 عاما وقبل الدورة الأولمبية أصدرت اللجنة الأولمبية برئاسة الرجل المحترم الدكتور جمال مختار، وكان الدكتور حسن مصطفى هو سكرتير عام اللجنة، قرارا بعدم سفر أي اتحاد للمشاركة في الدورة الأولمبية إلا إذا وعد بتحقيق المركز الثامن حتى لو كان الاتحاد مؤهلا للدورة، ووقتها قامت الدنيا علي اللجنة الأولمبية ولم يتراجع مسئولوها وبالفعل سافرت بعثة صغيرة.. نعم لم نحقق ميداليات ولكن صرفنا مبالغ قليلة.. نحن في أمس الحاجة إلى مسئولين رجال من نفس النوعية لتحقيق طفرة رياضية، إذا كان النظام يرغب في ذلك ولكن المحزن أن الرياضة تعيسة في اختيار مسئوليها لأن أساس الاختيار من قبل رئيس الحكومة دائما إما تفضيل صديق الدراسة في هندسة القاهرة، أو الجار الذي يسكن إلى جواره في ضاحية الدقي .. هذه هي المعايير وبالتالي فإن الرياضة لا أمل في إصلاحها حتى يقضي الله أمرا كان مقضيا.. هذه ليست نبرة تشاؤم بقدر ما هو واقع مؤلم نعيشه على مدار سنوات طويلة.. ولنا عودة.
الجريدة الرسمية